صاحب الظل الطويل.. رسائل فتاة يتيمة إلى تميمة حظها

صاحب الظل الطويل

حديثنا سيكون عن رواية صاحب الظل الطويل رائعة الكاتبة الأمريكية جين ويبستر، وأحد أشهر الأعمال في أدب الرسائل.

كونها تجمع بين دفتيها عددًا من الرسائل البسيطة العفوية التي ترجع إلى الماضي، وتدور في رحى الحاضر، ويذهب معها القارئ إلى المستقبل.

وقد حاولت الكاتبة أن تجمع بين صفحات روايتها عدة معانٍ ذات وقع وأثر في النفس الإنسانية، من خلال عرض قصة فتاة يتيمة والتجارب التي مرت بها، بدء من معيشتها في الميتم ووصولًا إلى دراستها في إحدى الجامعات المرموقة.

صاحب الظل الطويل.. عنوان الرواية

يحمل عنوان الرواية شيئًا من الغموض والتكتم والسرية، ويتوافق ذلك مع الإطار العام الذي تتسم به الرواية.

فقد اقتصر العنوان على ذكر صفة ظاهرية واحدة وهي صفة الطول، وإلصاقها بـ”الظل” في إشارة إلى أنها شخصية مجهولة، تحضر من وراء السطور.

المكان والحبكة الدرامية

وتدور أحداث الرواية في الولايات المتحدة الأمريكية، تحديدًا في ولاية نيو جيرسي، وبصفة خاصة في ميتم جون غرير الذي تعيش فيه جيروشا أبوت (جودي أبوت) بطلة الرواية.

وهي فتاة ذكية لديها مهارة الكتابة الإبداعية، وقد بدأت حياتها تتغير عندما تكفل أحدهم بتكاليف دراستها، بشرط أن تبعث له كل شهر رسالة تقص عليه ما يحدث معها دون أن تنتظر منه ردًا.

ولم تكن جودي تعرف شيئًا عن المتبرع، كذلك لم تره سوى من الخلف وهو يخرج من الملجأ.

وقد كان رجلًا طويلًا، فأطلقت عليه لقب “صاحب الظل الطويل”.

صاحب الظل الطويل.. رواية تجمع كل معاني الإنسانية

وقد جاءت الرواية لتجمع كل المعاني الإنسانية حينًا والسيئة حينًا أخرى، حيث ركزت على العلاقات الإنسانية.

كما سلطت الضوء على الحياة القاسية للأيتام في دور الرعاية.

وتحمل الرواية العديد من الرؤى الواقعية بالرغم من محدودية الأحداث والشخصيات فيها.

فقد أتقنت الكاتبة توصيل مشاعر اليُتم بشكل دقيق، كما جسدت معان جميلة عن قيمة العائلة، وأصل السعادة، والبساطة، وأهمية تقدير الآخرين.

وصورت لنا الإصرار والعزيمة على النجاح والسعي الحثيث للنهوض وإكمال المسير.

وأهمية استغلال فرص الحياة قبل فوات الأوان، والتفكر في عظم النعم التي نتمتع بها.

والقدرة على رؤية جمال العالم وروعة التفاصيل التي تضيع منا في زحام الحياة.

اللغة والأسلوب

كما تمتاز الرواية بالبساطة في الطرح وسرد الأحداث واستخدام لغة بسيطة سهلة الفهم وقريبة من القارئ.

ويتضح بروز عنصري الإثارة والتشويق في هذه الرواية، وجذب القارئ حتى النهاية.

فقد استطاعت الكاتبة أن تجعل القارئ يعيش مع جودي أبوت مشاعر اليتم.

وفرحتها بخروجها من الميتم، وكفالة صاحب الظل الطويل لها، لتكمل دراستها الجامعية بشروطه الصارمة في البداية، -التي تكاد ان تكون مجحفة-.

ليرق قلبه بعد ذلك فيجزل لها العطاء والهدايا بالرغم من حرمانها من رؤيته أو معرفة من يكون.

وفي النهاية تنجح جودي بعد تخرجها في كتابة رواية صالحة للنشر أخيرًا.

ومما يجب ذكره أن بعض الرسائل في الرواية اتسمت بالسذاجة وكانت غير متناسبة مع أسلوب فتاة جامعية في العشرينات من عمرها.

كما أن النهاية لم تأخذ وقتها حيث جاءت متسارعة في صفحتين فقط دون مقدمات ذكرتها الكاتبة على عجالة دون تروي، حيث كانت تحتاج أن تطول أكثر حتى يُمهد الحدث الختامي للقارئ.

التعليقات