
زينب حمدى
يتسائل العديد من السيدات عن حكم المايكروبليدنج هل هو حلال أم حرام وهل يختلف حكمه عن حكم تاتو الحواجب.
والمايكروبليدنج: هو شكل من أشكال المكياج التجميلي شبه الدائم الذي يتم إجراؤه باستخدام أداة يدوية، تتألف من إبر دقيقة جداً تشبه شكل الشفرة تحتوي على صبغة تساعد في رسم كل شعرة على حدة عن طريق خدش سطح الجلد بشكل رقيق جداً للحصول على حواجب سميكة بشكل طبيعي وخاصة لمن لديهن حواجب رفيعة أو غير متساوية.
الفرق بين مايكروبليدنج الحواجب وتاتو الحواجب؟
يختلف ميكروبليدنج الحواجب عن تاتو الحواجب في بعض الأمور وهى:
1- المايكروبليدنج للحواجب لا يدخل الحبر بعمق الى طبقات الجلد كالتاتو.
2- يتلاشى الحبر في المايكروبليدنج بشكل ملحوظ بمرور الوقت مقارنة بالتاتو.
3- يستخدم في المايكروبليدنج نوع مختلف من الحبر مقارنة بالتاتو حيث لايتحول اللون الأسود إلى لون بني أو أزرق حتى مع تلاشي اللون ويبقى متوافقاً مع اللون الأصلي الذي تم استخدامه بالمايكروبليدنغ.
4- المايكروبليدنج يظهر شعر الحاجبين بشكل طبيعي مقارنة مع التاتو.
5- تأثير المايكروبليدنج على الجلد أقل من التاتو ما يجنب التعرض لنزف.
وفي هذا التقرير سنعرض آراء علماء دار الإفتاء المصرية في حكم عمل التاتو والمايكروبليدنج:
قال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى ومدير البوابة الإلكترونية لدار الإفتاء المصرية، أن الميكروبليدنج ليس وشما، ويختلف تمام عن الوشم في طريقة عمله، وهو جائز وليس حرامًا.
وكان ذلك جوابًا على سؤال ورد لدار الإفتاء المصرية، والذى يقول «أريد أن أعمل ميكروبليدنج الحواجب، وكثير من الناس قالوا لي أنه حرام، فهل يجوز أم لا؟».
-حكم المايكروبليدنج للحواجب، سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية، عبر فيديو على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيس بوك».
وذكرت دار الإفتاء المصرية، أن هناك نوعين في عمل تاتو الحواجب، النوع الأول: لا يجوز ومحرم شرعًا، وهو دق الحبر مكان الحاجب حتى يخرج الدم ثم حشوه بمادة ملونة وتكون نجسة ويتسبب ذلك في ألم شديد، لافتًا إلى أنه حُرِم بسبب حبس الدم النجس والحشوة مادة نجسة وما يسببه من آلام.
وأضافت «الإفتاء» ردًا على سؤال : «هل يجوز عمل تاتو للحاجب في حال تساقطه؟» أن هناك تقنية حديثة تسمى المايكروبليدنج وهى رسمة تكون فى الطبقة الأولى من طبقات الجلد وتبقي لـ6 أشهر أو سنة ولا يخرج دم اثناء هذا الفعل، وأن هذا الفعل لا حرج فيه، أو أن تصبغي شعر الحاجب أو أن تفعلى المايكروبليدنج ولكن بشرط ألا يخرج دم.
وأشارت إلى أنه يجوز عمل المايكروبليدنج ولا إثم فيه، وهو رسم عن طريق تقنية جديدة تشبه الحناء ويكون على الطبقة الأولى للجلد ولا يتخللها ويزول بعد فترة زمنية معينة، فهكذا يتم رسم الحواجب بدون ألم أو حشوة مادة نجسة تحت الجلد.
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، ظهر حديثًا تقنية جديدة تستخدمها بعض النساء لتجميل الحاجبين تسمى بـ”المايكروبليدنج” ، تعتمد على رسم ظاهري للحواجب على الطبقة الخارجية للجلد، بواسطة حبرٍ خاص لا يتسرَّب إلى أعماق البشرة، حيث يقوم المختصُّ بملء الفراغات وتحديد الشكل من دون إزالة الشعر الطبيعي”.
وأضاف فى فتوى له، أنه يتم ذلك بواسطة قلم مخصص للرسم على منطقة الحاجب، وتستخدم هذه التقنية لمعالجة عيوب الحواجب، كالعيوب الخلقية أو قلة كثافة الحاجبين أو تساقطهما الناتج عن أسباب مرضية أو غير مرضية، كما يمكن استخدام هذه التقنية كنوع من الزينة كتغيير لون الحاجبين أو لإعطائهما مظهرًا أفضل، ويستمر هذا الرسم أو اللون مدة قد تصل إلى سنة، فما حكم استخدام هذه التقنية؟”.
وأوضح مفتى الجمهورية أن الشريعةُ الإسلامية أباحت الزينةَ بضوابطها الشرعية؛ قال الله تعالى: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ، كما حثَّت المرأةَ على الاهتمام بزينتها واعتبرت هذا حقًّا أصيلًا من حقوقها؛ وذلك مراعاة للفطرة التي فُطِرت عليها من حُب الزينة، فالزينة بالنسبة لها تُعَدُّ من الحاجيات؛ إذ بفواتها تقع المرأة في الحرج والمشقة، وقد روى الحافظ أبو موسى المديني في كتاب “الاستفتاء في معرفة استعمال الحناء” عن جابر رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: يَا مَعشَرَ النساء، اخْتَضِبْن، فإن المرأة تختضب لزوجها، وإن الأَيِّم تختضب تتعرض للرزق من الله عز وجل، ونقله عنه ابن مفلح من الحنابلة”.
وأكد أنه قد اتفق جمهور العلماء على أن وجه المرأة ليس بعورة، وأنه يجوز للرجل أن ينظر إلى وجهها للحاجة والضرورة؛ مستدلين بقوله تعالى: “وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا”.. موضحًا أن تحديد أو رسم الحواجب أو تغيير لونها باستخدام الصبغات الطاهرة التي تزول بعد فترة من الوقت ولا يأخذ الشكل الدائم، أو ما يعرف بتقنية “المايكروبليدنج” حلال.
وأشار إلى أنه لا يُعد الرسم الظاهري للحواجب على الطبقة الخارجية للجلد، وتحديد شكلها من دون إزالة الشعر الطبيعي بواسطة الحبر الذي لا يتسرب إلى أعماق البشرة ولا يصل إلى الدم، سواء أكان لمعالجة عيوب الحواجب أو كنوع من الزينة تغييرًا لخلق الله تعالى المنهي عنه.
وأوضح أن الضابط في تغيير خلق الله المنهي عنه والذي نص عليه أهل العلم: أن يسبب ضررًا لفاعله، وأن يعمل في الجسد عملًا يُغير من خلقته تغييرًا دائمًا باقيًا، كالوشم وتفليج الأسنان ووشرها، أما إذا خلا من ذلك فلا يُعَدُّ تغييرًا لخلق الله، والرسم بهذه الطريقة يتأثر بالعوامل المتعددة من الحر والبرد وتغيير الجلد والاغتسال ونحو ذلك من العوامل المختلفة، ولا سيما إذا كان فعل هذا الأمر فيه مصلحة مباحة لفاعلته.
التعليقات