هل يجوز قصر الصلاة في المصيف؟.. الإفتاء توضح

 

كتبت: نوران بكري

 

قد تحدث بعض الظروف الطارئة مثل السفر، التي لا يستطيع فيها المسلم إتمام الصلاة، فيما يسمى قصر الصلاة

كما أن قصر الصلاة هو أن تصير الصلاة الرباعية ركعتين في السفر، سواء في حالة الأمن أو الخوف.

وقد أباح الله للمسلم هذه رخصة العظيمة تيسرًا له أداء عبادته دون عناء.

بالإضافة إلى أن القصر في السفر سنة مؤكدة في حال الأمن أو الخوف.

وصلاة المسافر في الشريعة الإسلامية هي أحد صفات صلاة أهل الأعذار، والمسافر من أهل الأعذار .

قال الله تعالى: “وإذا ضَرَبْتُمْ في الأرض فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاَةِ إنْ خِفْتُمْ أنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إنَّ الكافِرِينَ كانُوا لَكُمْ عَدُوّاً مُبِيناً”. النساء 101.

وعن يعلى بن أمية قال: قلت لعمر بن الخطاب: {ليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة، إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا} فقد أمن الناس.

فقال: عجبتُ مما عجبتَ منه، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك.

فقال «صدقة تصدق الله بها عليكم، فاقبلوا صدقته».

 

حكم قصر الصلاة في السفر:

أجابت دار الإفتاء المصرية أن: بعض الفقهاء يرون أن القصر في السفر واجب، و جمهور الفقهاء يرون أنه رخصة.
فإذا أراد المسافر أن يقصر لا يوجد أدني مشكلة فهو تأسيا بسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم.

أما إذا كان لديه القدرة على إتمام الصلاة فيجوز والله أعلم.

كما أوضحت دار الإفتاء المصرية أن القصر للمسافر له مجموعة رخص يتمتع بها.

ولكن هناك شروط لكي يتمتع بهذه الرخص, أن يكون سفره طويل و مباح.

طويل أي أكتر من 85 كيلو متر, و مباح أن لا يكون السفر من أجل معصية.

وأن يكون سفره في مدة ثلاث أيام غير مدة دخوله و خروجه.
ومن رخص السفر قصر الصلاة الرباعية،الظهر والعصر والعشاء، تقصر إلي ثنتين؛ لكن الفجر والمغرب لا يقصروا.

حد السفر المسافة التي يقصر فيها

شرحته دار الإفتاء المصرية في فتوى عبر موقعها الرسمي.

أكدت خلالها الدار أن مسافة السفر التي تتغير فيها أحكام الصلاة تقدر بـ83.5 كيلومتر تقريبًا فأكثر.

ويبدأ احتسابها من حدود المدينة المسافر منها إلى حدود المدينة المسافر إليها.

فيجوز للمسافر المسافة السابقة أن يقصر الصلاة الرباعية ركعتين متى تجاوز حدود مدينته.

وأن يجمع بين الظهر والعصر فيصليهما في وقت واحد أيهما شاء، وكذلك المغرب والعشاء.

المدة التي يشرع فيها قصر الصلاة:

المسافر يقصر أربعة أيام على الصحيح الذي قاله جمهور أهل العلم إذا كان أراد أربعة أيام فأقل.

يعني: أراد الإقامة جازمًا بها أربعة أيام فأقل، في أي محل في سفره، مثلاً سافر العراق لحاجة

 

وعزم أن يقيم في العراق في بغداد، أو في البصرة، أو نحوهما أربعة أيام، أو أقل له أن يقصر.

وأن يصلي الرباعية ثنتين: الظهر ثنتين، والعصر ثنتين، والعشاء ثنتين.

أما إن كانت النية أكثر من ذلك، قد عزم أن يقيم خمسة أيام أو عشرة أيام.

هذا يصلي أربعًا؛ لأن الرسول ﷺ أقام في حجة الوداع أربعة أيام يقصر في حجة الوداع في مكة، قدمها في الرابع من ذي الحجة.

وتوجه إلى منى في الثامن، وصارت إقامته أربعة أيام، وهو يقصر -عليه الصلاة والسلام-، فإذا كانت إقامته مثلما قام النبي ﷺ في مكة فإنه يقصر.

أما إذا أقام إقامة طويلة خمسة أيام، يعني: أكثر من أربعة أيام، فهذا إذا عزم عليها يصلي أربعًا.

وهكذا ما يكون في الإقامات العارضة في الطريق، وهو مسافر يقصر يوم، يومين، ثلاثة في الطريق كلما أقام يقصر يصلي ثنتين.

 

الحكمة من قصر الصلاة في السفر:

أوضح الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، الحكمة من قصر الصلاة في السفر أنها للتيسير على المسافر في العبادة، وأيضًا تخفيف شعوره بانتزاعه من الوطن.

وأضاف «علام» في فتوى له: «أنه عندما يخرج المرء إلى مسافة بعيدة عن وطنه يصبح في حاجة إلى التخفيف.

ليس لمشقة السفر فقط وإنما لتخفيف شعوره بانتزاعه من الوطن أيضًا».

 

هل يشترط في السفر الذي يقصر فيه أن يكون سفر طاعة؟

أكد الشيخ أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنه يجوز القصر في الصلاة في المصيف أو المتنزه طالما كانت النية حسنة وليست للمعصية.

مضيفًا أن الشخص لو وقع في المعصية أثناء وجوده في المصيف دون نية مسبقة بالمعصية، ولا يضيع حقه في قصر الصلاة.
وأضاف ممدوح خلال حلقة من برنامج “فتاوى الناس”.

أن رخصة قصر الصلاة تأتي في سفر مقصود منه الطاعة، ولا تجوز لمن قصد المعصية في السفر، الذي يزيد عن 85 كيلو.

أما إذا كان ينوي السفر لشراء مخدرات أو عمل معصية، فليس له أن يتمتع برخصة القصر لأنه عاص لله”.

التعليقات