أكثرها وحشية مذبحة نيلي.. 6 مجازر وأحداث عنف اتجاه مسلمي الهند عبر التاريخ
مسلمو الهند

شروق الشحات

أثار فيديو يظهر اعتداء على أحد مسلمي آسام في الهند غضبا كبيرا داخل البلاد وخارجها، وانتشرت دعوات عربية لمقاطعة المنتجات الهندية لإجبار الهند على وقف قتل المسلمين، وقد تصدرت عدة هشتاجات على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة لوقف العنف والقتل ضد مسلمي الهند.

انتشر على موقع التواصل الإجتماعي المختلفة، العديد من الصور والفيديوهات التي تظهر قتل المسلمين في الهند، المقيمين على أرضها، وتعذيبهم، وهدم منازلهم وتهجيرهم منها، وقتل واغتصاب نسائهم دون وجه حق، وكذلك تقوم الشرطة الهندية بإطلاق النيران عليهم وقتلهم دون ذنب.

أعمال العنف الأخيرة اتجاه مسلمي الهند:

وشنت السلطات الهندية حملة تهجير لمئات من العائلات من دولبور في سيباجار بمقاطعة آسام شمال شرقي البلاد، وأغلبهم المهجرين مسلمون ناطقون بالبنغالية نزحوا من مناطق مجاورة في مراحل مختلفة من الزمن -حسب ما نقلته BBC- .

وحدثت خلال حملة الإخلاء، حسب ما أظهرت صور وتسجيلات وما تناقلته الأنباء، أعمال عنف وخروقات أمنية في تعامل الشرطة مع المدنيين أدت إلى قتل مدنيين اثنين وإصابة العشرات.

ولكن هذه الأخبار ظلت محلية إلى حين انتشار مقطع فيديو يظهر مدنيا رافضا للإخلاء يشتبك مع أفراد من الشرطة فيردوه أرضا وسط إطلاق وابل من الرصاص ثم ينزلون على جسده بالهراوات.

بداية الإرهاب الهندوسي ضد مسلمي الهند

الإرهاب الهندوسي مازال مستمرا في قتل و تعذيب مسلمي الهند، حيث ظهر الإرهاب الهندوسي، بسبب  “مسجد بابري” واحد من أكبر المساجد في ولاية “أوتار براديش”، في مدينه أيوديا شمال الهند.

تاريخ مسجد بابري:
بني سنة 1528 من قبل “ميرباقي” نائب “ظهير الدين بابر” أول إمبراطور مغولي حكم الهند، وسمي  المسجد بهذا الإسم نسبة له،  يقع المسجد على هضبه راماكوت، وهي هضبه يؤمن الهندوس أنه بني فيها المعبد الذي ولد فيه الإله “راما” ويعتقدون أن الامبراطور بابر هدم معبدا هندونيسيا، كان قائما على المكان ثم بنى مسجدا عليه.

الصراع على المسجد:
ظل المسلمون يصلون في هذا المسجد لأربعة قرون متواصلة، وخلال عهد الأمير “واجد علي شاة”، حاكم إقليم “أدره”،  وفي عام 1855 إدعي الهندوس بأن فناء المسجد، يحتوي على المكان الذي ولد فيه الإله راما، وكان الإنجليز يثيرون القلاقل في الإقليم ليبررو استيلائهم عليه، إبان ثورة الهند الكبري عام 1857، ووضعوا كتبا تاريخية تقول أن بابر هدم المعبد الهندوسي ثم انشاء عليهم مسجدا.

وفي عام 1855حاول كاهن هندوسي بناء سطحا، فوق المنصه في فناء المسجد، ولكن اعترض المسلمون، و لجأوا إلى المحكمة العليا، التي أصدرت قرار عام 1886، حكما لصالحهم، وكان رئيس المحكمة هندونسيا من الإبراهيمية، ثم صارت نذاعات طائفية، بين الهندوس والمسلمين في “ايوديا” ونتج عنها أضرار بالمسجد وأصلحتها الحكومة البريطانية، في 6 ديسمبر 1992، قام 15 هندوسيا متعصبا بهدم المسجد، من اتباع منظمه “بهارينه جنتا بارتي” التي وصلت لحكم الهند سنة 1998، وطالب المسلمين بإعادة بناء المسجد، وأصدرت بعدها المحكمة قرار سنة 2010، بتقسيم موقع المسجد إلى ثلاثة أقسام، ثلث للمسلمين، وثلثان للجامعات الهندوسيه المختلفة، وفي عام 2019 قررات المحكمة، بمنح ملكية المسجد  للهندوس، و تخصيص مكان أخر للمسلمين، مبرره أن المكان وجدت فيه أثار لبناء غير إسلامي، ولكن المسلمين رفضوا وطالبوا بالاستئناف.

ومنذ ذلك الوقت، وخاصة منذ انفصال باكستان عن الهند عام 1987،  يتعرض المسلمين للوحشيه والقتل وإصابة الآلاف منهم، وإخراجهم من منازلهم وحرقها، من قبل الهندوسيين وارتكبوا الكثير من المجازر والمذابح وهي:

1- مجزرة ولاية “كجرات” 1969:
ووقع فيها مجازر، وحرق متعمد، وأعمال نهب على أوسع نطاق، وكان هو الأكثر دموية بين المسلمين والهندوس منذ تقسيم الهند عام 1947. وفقا للإحصائيات الرسمية، قتل 660 شخصا، وأصيب 1074 آخرون، وتكبد المسلمين فى أعمال العنف هذه خسائر فادحة فمن ضمن 512 من القتلى الذين وردوا في شكاوى الشرطة، كان 430 منهم من المسلمين، وتشير تقارير غير رسمية أن عدد الوفيات وصل إلى 2000 قتيل، بالإضافة إلى أعمال سرقة ونهب ممتلكات أكثر من 48000 شخصا.

2- مذبحة نيلي:
وقعت مذبحة نيلي ضد سكان مسلمين في ولاية «آسام» الهندية في صباح 18 فبراير عام 1983، واستغرقت ست ساعات وقام بها رجال قبيلة «لالونج» وقد أودت هذه المذبحة بحياة 2191 شخصا من 14 قرية في حي «ناجاون» ، وشهد عددا من الإعلاميين هذه المجزرة، وقد وصفت بأنها أحد أبشع مجازر منذ الحرب العالمية الثانية.

3- مذبحة “هاشمبورا”:
وقعت مذبحة «هاشمبورا» يوم 22 مايو 1987، كحلقة من سلسلة تاريخ الإرهاب الهندوسي أثناء أعمال الشغب التي اندلعت بين الهندوس والمسلمين في أبريل في مدينة «ميروت» بولاية «أتر برديش» الهندية، بعد افتتاح الحكومة المركزية مسجد «بابري» بمدينة «أيوديا» للهندوس بعد عدة عقود، وتم استدعاء قوات الشرطة العسكرية الإقليمية.

اندلع العنف مجددا يوم 19 مايو، عندما قتل 10 من الهندوس إثر إحراق المباني، ومن ثم أستدعي الجيش، فوصلت قوات الشرطة الاحتياطية المركزية و الشرطة العسكرية الإقليمية إلى المدينة فى نفس اليوم، واعلن حظر التجوال لأجل غير مسمى، وفي اليوم التالي، أحرق المشاغبون قاعة سينما «جولمارج» ومع تزايد عدد القتلى إلى 22 قتيلا، إلى جانب 75 مصابا، صدرت الأوامر بإطلاق النار عند رؤية أي شخص يوم 20 مايو 1987.

4- مجزرة  مجتمع “جيلبيرج” 2002 وحرق “إحسان جفري”:

في هذه المجزرة لقي 69 شخصا مصرعهم، وأصيب ما لا يقل عن 85 آخرين، فى ست ساعات فقط، وكان من بين القتلى إحسان جفري الذي أحرق حيا، في حين هوجم 35 آخرون وتم قتلهم أو حرقهم أحياء، واختفاء 31 آخرين بعد الحادث، والذين أعتبروا فيما بعد في عداد الأموات، ليبلغ بذلك إجمالي عدد القتلى 69 فردا.

5- أحداث العنف في “أسام” مايو 2014:

من ليلة 1 مايو 2014 حتى ساعات الصباح الباكر من 3 مايو، وقعت سلسلة من الهجمات على المهاجرين البنغاليين المسلمين في ولاية «آسام» شمال شرق الهند، في واحدة من أعنف أعمال تاريخ الإرهاب الهندوسي حيث داهم مسلحون قرية «نارسنجاري» في مقاطعة «بكسا» ، فتحوا النار على منزل مما أسفر عن مقتل ثلاث نساء وإصابة اثنين آخريين. وقد وصل المهاجمون على الدراجات، وفي الساعات الأولى من صباح 2 مايو، فتحت مجموعة أخرى من المسلحين النار على ثلاثة منازل في قرية «بالبارا» في منطقة «كوكراجهار»، مما أسفر عن مقتل أشخاص، وفي مساء اليوم نفسه، قتلت مجموعة أخرى 12 شخصا وأحرقت 30 منزلا من القش بالقرب من منتزه ماناس الوطني مقاطعة «بكسا». وفي 3 مايو هاجم أربعة من المتمردين المشتبه بهم الشرطة في الغابة بالقرب من «تيجبور» أطلقت الشرطة النار انتقاما.

6- أحداث دلهي 2020 وقانون الجنسية الجديد:
مظاهرات ضد قانون الجنسية الحديد بدأت سلسلة من أعمال الشغب والحوادث العنيفة في شمال شرق دلهي في 24 فبراير 2020، التي تواصل رسم تاريخ الإرهاب الهندوسي حيث قتل فيها نحو 38 قتيل، وأكثر من 220 مصابا. كانت شرارة هذه الاشتباكات قانون الجنسية المثير للجدل الذي يقول المسلمون إنه مجحف بحقهم، عندما اعتمد البرلمان الهندي في ديسمبر 2019 قانونا جديدا يقضي بمنح الجنسية لأبناء الأقليات التي تعاني من الاضطهاد الديني في 3 دول مجاورة هي:بنجلاديش وباكستان وافغانستان، ويشترط لذلك أن يكونوا قد دخلوا الهند قبل 31 ديسمبر 2014، وألايكونوا من المسلمين.

 

وفي هذه الأواني الأخيرة ازداد قتل وتعذيب المسلمين، وخلال عمليات تهجير المسلمين قام بعض رجال الشرطة، بالاعتداء على مسلم أمام منزله، وبحسب وسائل إعلام عديده في العالم، فإن ما يقرب من 20 الف مسلم في الهند، تم تهجيرهم من منازلهم وهدمها، وتبرر الحكومة ذلك بأن الأراضي ملك للدوله، وغير مرخصه للبناء، واعترض المسلمون على قرار تهجيرهم، قبل أن تتصدى الشرطة الهنديه بإطلاق النيران عليهم، وأثناء الاشتباكات وقع إصابات وموتى، انتشر على موقع التواصل الإجتماعي المختلفه عدة فيديوهات وصور، تكشف اتضهاض المسلمين في الهند، مما أدى إلى غضب واسع في وسائل التواصل الاجتماعي.

التعليقات