
إسرائيل في حرب أكتوبر
الزمان: 6 أكتوبر 1973
المكان: أرض سيناء
الذكاء والمواجهة والتحدي والقدرة على التلاعب بالأحداث، تلك هي المقومات التي امتلكها الجيش المصري في حرب 6 أكتوبر، والتي كانت له خير معين ومكّنته من تحقيق انتصارات عظيمة ما زال التاريخ يكتب عنها حتى الآن.
عوامل النصر في حرب أكتوبر
اجتمع الرئيس السادات مع رئيس سوريا -آنذاك- في يوليو 1972، وقاموا بوضع خطة من أجل التغلب على القوات الإسرائيلية.
وكان من أهم عواملها إخفاء أي علامة تشير إلى استعداد الجيش المصري أو السوري للحرب، وتضمنت الآتي:
1- إجراءات داخلية تتعلق بوزارة التموين
أصدر وزير التموين قرار في نهاية 1973 بأن مصر سوف تستمر في استيراد القمح.
بعد أن سربت المخابرات معلومات بأن المطر قد أفسد صوامع القمح المصرية؛ لتقوم مصر باستيراد الكمية المطلوبة من الأجانب حتى لا يشكوا في أمرها.
2- اجراءات عسكرية تتعلق بمعدات القتال الثقيلة
أعلنت القوات المصرية بأن المعدات الثقيلة مثل الدبابات تعرضت للضرر.
لذلك كانت تنقلها إلى الجبهة الأمامية بحجة إصلاحها، كذلك كانت تقوم بنقل مواقع ورشات التصليح إلى المواقع الامامية، وقد انطلت هذه الخدعة على إسرائيل.
3- اجراءات تتعلق بعمليات الخداع الميداني
قامت المخابرات العامة بعمل نماذج من أجل تدريب الجنود على قطاع بارليف في مكان سري بالصحراء الغريبة.
وفي نفس الوقت ملأت معسكرات التدريب المعروفة بخيام بالية، حتى تشتت انتباه العدو عن التدريب الحقيقي.
لم يقتصر الأمر على ذلك فحسب حيث قام الجيش العربي بخدعة أخرى في يوليو 1972.
حين صدر قرار بتسريح حوالي 30 ألف من المجندين، ثم صدر قرار آخر برفع درجة الاستعداد القصوى للجيش من 22 إلى 25 سبتمر.
فقامت اسرائيل برفع حالة التأهب، ثم أُعلن بعد ذلك بأن ذلك كان مجرد تدريب روتيني.
فصدقت القوات الإسرائيلية أن تأهب الجيوش العربية ما هو إلا نوع آخر من التدريب.
4- إخفاء النية الكاملة للحرب
كانت القوات المصرية تعد عام 1973 رحلات عمرة لضباط القوات المسلحة والجنود.
مما دفع اسرائيل إلى استبعاد فكرة الحرب في هذا الوقت، كما كان الجنود العرب في حالة استرخاء تام على الضفة الغربية.
ليكون دليلًا دامغًا لإسرائيل أن القوات العربية لن تدخل الآن في أي صراع حقيقي.
5- تكتيكات الخدع السياسية
وقع الاختيار على يوم 6 أكتوبر؛ لأن الاسرائيليون يحتفلون فيه بعيد الغفران اليهودي.
وأيضًا بسبب الظروف البيئية والمناخية الملائمة، كما كانت إسرائيل منشغلة بالمعارك الانتخابية التي تعد لها.
6- عمليات التجسس
كانت عمليات التجسس على العدو من خلال المخابرات، من أهم عوامل النصر ومن أبرزهم:
رفعت الجمال “رافت الهجان” وأحمد الهوان “جمعة الشوان”.
كما كان هناك لغة مشفرة خاصة للتواصل بين القوات العسكرية في المنطقة كي لا يتم التنصت على هذه الرسائل.
7- حرب 6 أكتوبر.. عمليات التضليل
كانت عمليات التضليل كثيرة لا تحصى تشمل تأجيل موعد الحرب عدة مرات، والرغبة بالقيام بالحرب ثم الانسحاب، لدرجة إيمان القوات الاسرائيلية بأن سوريا ومصر ليس لهما أي رغبة حقيقة بإجراء حرب أو الدخول في أي نزاع في الوقت الحالي.
كما سرب الرئيس السادات بعض المعلومات لإسرائيل حول عدم رغبته في شن أي حرب ضدها، كذلك قامت مصر بإجراء اتصالات غير معلنة مع الولايات المتحدة توحي بأنها تبحث عن حل سلمي لاسترداد سيناء المحتلة من قبل العدو الاسرائيلي.
أيضًا الوقت الذي حُددت فيه الحرب كان في شهر رمضان، والذي جعل إسرائيل تستبعد فكرة دخول العرب في حرب وهم صيام، بالإضافة إلى أن يوم 6 اكتوبر كان عيد الغفران لدى الاسرائيلين.
إسرائيل في حرب أكتوبر
التعليقات