إنارة المساجد.. ليالي الوقود.. عفريت الليل.. حقائق لا تعرفها عن أصل «زينة رمضان»

الزمان: عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.

المكان: الدول الإسلامية.

مع قدوم شهر رمضان المبارك كل عام يبدء الأهالي بتزيين الشوارع والبيوت بأشرطة وألوان مختلفة من الزينة، وفي المنتصف يتوج فانوس رمضان ملكًا لهذه الليلة، ولكن ما أصل هذه العادة الرمضانية الجميلة، ومن أول من قام بتعليق زينة رمضان لتصبح عادة مستمرة مرتبطة بالشهر الفضيل.

أول ظهور لفكرة الزينة

الزينة هي كلمة من أصل حبشي، تعود فكرتها لأول مرة إلى الصحابي الجليل تميم بن أوس الداري، ولكن في ذلك الوقت لم تكن الزينة كما هي الآن كذلك لم ترتبط بشهر رمضان الكريم، فكانت فقط مقتصرة على إضاءة المساجد عن طريق قناديل يوضع بها الزيت، ويتم ذلك كل يوم جمعة.

أول من بدأ فكرة الاحتفال بقدوم شهر رمضان

طبقًا لكتب التاريخ فإن أول من بدأ فكرة الاحتفال بقدوم شهر رمضان المبارك هو الخليفة عمر بن الخطاب، عندما قام بإنارة المساجد وتزيينها في أول أيام شهر رمضان حتى يسهل وصول المسلمين إلى المساجد ؛ لإقامة صلاة التراويح وإحياء الشعائر الدينية.

الدولة الطولونية وزينة رمضان

ظل الاحتفال بقدوم شهر رمضان مستمرًا منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب، ففي القرن الرابع وأوائل القرن الخامس الهجري أي فترة تأسيس الدولة الطولونية، تتطور الاحتفال وظهرت العديد من المظاهر مثل إضاءة الساحات وتزيين الشوارع في شهر رمضان والأعياد.

الدولة الفاطمية وزينة رمضان

في العصر الفاطمي الذي يعود إليه فكرة فانوس رمضان كانوا يستغلون الحبال التي يُعلق عليها الفانوس لوضع بعض الزينة المصنوعة من القماش أو الورق، ويقوم الناس برفع القناديل والفوانيس فوق المآذن ساعة الإفطار ويتم إنزالها يوميًا عند ساعة الإمساك، وكان يطلق عليها “ليالي الوقود”.

كذلك كان الفاطميون يفتحون أبواب الأزقة والشوارع والمدينة كلها حتى الصباح، وتزين الشوارع بلافتات تحمل شعار الدولة واسم الحاكم مع إنارة المساجد بالمصابيح، وكان الخليفة المعز لدين الله الفاطمي يسافر إلى تونس ليورد لمصر فوانيس وأعلام وزينة تقديرًا منه للشهر الفضيل.

المشاعلي.. عفريت الليل

استمر تعليق الزينة في شهر رمضان الفضيل من القماش والورق، ومع تطور الزمن ودخول الكهرباء في المدن ظهرت وظيفة “المشاعلي”، الذي يقوم بالكبس على مفاتيح النور لإنارة فروع الزينة المضيئة، وكان الناس يطلقون عليه اسم “عفريت الليل”، ومع انتشار الكهرباء بدء يقل الاعتماد على القناديل واقتصرت فقط على الأحياء القديمة.

تطور زينة رمضان مع مرور الزمن

في التسعينات كانت الزينة تُصنع من الورق المقوى والشرائط الملونة أو الخيامية، وكان الجيران من أطفال وكبار يجتمعون لصناعة الزينة وتقطيعها بشكل معين، ومن ثم تعليقها بالحبال في الشوارع.

بعد ذلك ظهرت زينة الجلاد الملون والتي اتخذت أشكال هندسية يرأسها الفانوس في المنتصف.

واستمر التطور حتى ظهرت الزينة بأشكال كرتونية وعرائس مختلفة مثل بوجي وطمطم وبكار، كل ذلك التطور ما هو إلا تعبيرًا عن فرحة المسلمين بقدوم الشهر الفضيل واحتفالًا به.

التعليقات