الأمير عبد القادر الجزائري.. أهم 12 معلومة عن قائد الثورة ضد الاحتلال الفرنسي

كتبت: إسراء إبراهيم

الأمير عبد القادر الجزائري.. هو أمير ومجاهد قاتل ببسالة ضد الاحتلال الفرنسي وحاربهم بكل شجاعة، كما كان كاتبًا وشاعرًا وفيلسوفًا.

الأمير عبد القادر الجزائري.. مولده ونسبه

ولد الأمير عبد القادر بن محي الدين المعروف بـ”عبد القادر الجزائري” في 6 سبتمبر عام 1807.

بالقرب من مدينة المعسكر في قرية القيطنة في الجزائر.

وختم القرآن الكريم قبل أن يبلغ 11 عامًا.

وتنتسب عائلته إلى الأدارسة الذين يمتد نسبهم لنبي الإسلام.

وكانوا حكامًا في المغرب العربي والأندلس، وكان والده محي الدين شيخا للطريقة القادرية في الجزائر.

المبايعة

بحث أهالي غريس عن زعيم يأخذ اللواء ويبايعونه على الجهاد واستقر الرأي على “محيي الدين الحسني”.

الأمير عبد القادر الجزائري

لكن الرجل اعتذر عن الإمارة وقبل قيادة الجهاد، فأرسلوا إلى صاحب المغرب الأقصى عبد الرحمن بن هشام ليكونوا تحت إمارته.

فقبل سلطان المغرب وأرسل ابن عمه علي بن سليمان ليكون أميرًا على المنطقة.

وقبل أن تستقر الأمور تدخلت فرنسا مهددة السلطان بالحرب، فانسحب السلطان واستدعى ابن عمه ليعود الوضع كما كان عليه.

البيعة الأولى

لما كان محيي الدين قد رضي بمسئولية القيادة العسكرية، فقد التفت حوله الجموع من جديد.

وخاصة أنه حقق انتصارات عديدة على العدو، وقد كان عبد القادر على رأس الجيش في كثير من هذه الانتصارات.

رشح محي الدين ابنه عبد القادر لهذا المنصب وجمع الناس لبيعته تحت شجرة الدردار.

فقبل الحاضرون وقبل الشاب تحمل هذه المسؤولية، وتمت البيعة.

الأمير عبد القادر الجزائري

اختار عبد القادر لنفسه لقب الأمير وهو ابن 24 عام.

توجه الأمير بعد البيعة إلى معسكر ووقف خطيبًا في مسجدها أمام الجموع الكبيرة.

فحث الناس على الانضباط والالتزام ودعاهم إلى الجهاد والطاعة والعمل.

الأمير عبد القادر الجزائري.. تأسيس الدولة

عندما تولى عبد القادر الإمارة كانت الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للإمارة صعبه للغاية.

ولم يكن له المال الكافي لإقامة دعائم للدولة.

كما كان له معارضون لإمارته، لكن لم يفقد الأمل إذ كان يدعو باستمرار إلى وحدة الصفوف وترك الخلافات الداخلية ونبذ الأغراض الشخصية.

كذلك جعل الأمير عبد القادر وحدة الأمة هي أساس دولته.

وبحث الأمير عبد القادر عن فتوى من العلماء تخص محاربة أعداء الدين والوطن.

قام أيضًا الأمير باصلاحات اجتماعية عديدة، فقد حارب الفساد الخلقي، ومنع الخمر والميسر منعًا باتًا.

كما منع التدخين ليبعد المجتمع عن التبذير، ومنع استعمال الذهب والفضة للرّجال؛ لأنّه كان يكره حياة البذح والترف.

الأمير عبد القادر الجزائري.. بناء الجيش

كان الأمير عبد القادر له هدفين أساسين تكوين جيش منظم وتأسيس دولة موحّدة.

ولقد بذل الأمير وأعوانه جهدًا كبيرا للحفاظ على الأمن.

فبفضل نظام الشرطة الذي أنشأه قُضِي على قطّاع الطرق الذين كانوا يهجمون على المسافرين ويتعدّون على الحرمات، فأصبح الناس يتنقّلون في أمان وانعدمت السرقة.

ولبطولة الأمير اضطرت فرنسا إلى عقد اتفاقية هدنة معه الأمير وهي اتفاقية “دي ميشيل” في عام 1834.

وبهذه الاتفاقية اعترفت فرنسا بدولة الأمير عبد القادر، وقد نجح الأمير في تأمين بلاده بدرجة كافية.

عاصمة الزمالة

وكان الأمير قد أنشأ عاصمة متنقلة سميت “الزمالة” كان قد أسّس قبلها عاصمة وذلك بعد غزو الجيش الفرنسي لمدينة معسكر في الحملة التي قادها “كلوزيل”.

الأمير عبد القادر الجزائري

نقض الجيش الفرنسي للهدنة

وقبل أن يمر عام على الاتفاقية نقض القائد الفرنسي الهدنة، وناصره في هذه المرة بعض القبائل في مواجهة الأمير عبد القادر.

ونادى الأمير في قومه بالجهاد والحرب ونظم الجميع صفوف القتال.

معارك الأمير عبد القادر الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي

وكانت المعارك الأولى رسالة قوية لفرنسا وخاصة موقعة “المقطع” حيث حلت بالقوات الفرنسية هزائم قضت على قوتها الضاربة تحت قيادة “تريزيل” الحاكم الفرنسي.

رد فرنسا على المعارك

فرنسا أرادت الانتقام فأرسلت قوات جديدة وقيادة جديدة، واستطاعت القوات الفرنسية دخول عاصمة الأمير وهي مدينة “معسكر” وأحرقتها.

ولولا مطر غزير أرسله الله في هذا اليوم ما كان سيبقى فيها شيء.

لكن الأمير استطاع تحقيق مجموعة من الانتصارات دفعت فرنسا لتغيير القيادة من جديد ليأتي القائد الفرنسي الماكر الجنرال “بيجو”.

كما نجح الأمير في احراز نصر على القائد الجديد في منطقة “وادي تافنة” أجبرت القائد الفرنسي على عقد معاهدة هدنة جديدة عُرفت باسم “معاهد تافنة” في عام 1837.

اصلاح الأمير عبد القادر الجزائري لأوضاع البلاد

عاد الأمير لاصلاح حال بلاده وترميم ما أحدثته المعارك بالحصون والقلاع وتنظيم شؤون البلاد.

وفي نفس الوقت كان القائد الفرنسي “بيجو” يستعد بجيوش جديدة، ويكرر الفرنسيون نقض المعاهدة في عام 1839.

الأمير عبد القادر الجزائري

وحشية الجيوش الفرنسية في التعامل مع الجزائريين

وبدأ القائد الفرنسي يلجأ إلى الوحشية في هجومه على المدنيين العزل فقتل النساء والأطفال والشيوخ، وحرق القرى والمدن التي تساعد الأمير.

واستطاع القائد الفرنسي أن يحقق عدة انتصارات على الأمير عبد القادر.

لجوء الأمير عبد القادر الجزائري إلى بلاد المغرب

ويضطر الأمير إلى اللجوء إلى بلاد المغرب الأقصى، وهدد الفرنسيون السلطان المغربي.

ولم يستجب السلطان لتهديدهم في بداية الأمر، وساند الأمير في حركته.

لكن الفرنسيين يضربون بالقنابل في البحر.

وتحت وحشية الهجوم الفرنسي اضطر السلطان إلى توقيع معاهدة لالة مغنية وطرد الأمير من المغرب الأقصى.

الأسر في فرنسا

ظل الأمير عبد القادر في سجون فرنسا يعاني من الإهانة حتى عام 1852.

ثم استدعاه نابليون الثالث بعد توليه الحكم، وأكرم نزله، وأقام له المآدب الفاخرة ليقابل وزراء ووجهاء فرنسا.

ويتناول الأمير كافة الشؤون السياسية والعسكرية والعلمية، مما أثار إعجاب الجميع بذكائه وخبرته.

كما دُعي الأمير لكي يتخذ من فرنسا وطنًا ثانيًا له، ولكنه رفض، ورحل إلى الشرق براتب من الحكومة الفرنسية.

وفاته

توفي بدمشق في منتصف ليلة 23 مايو 1883 عن عمر يناهز 76 عامًا.

وقد دفن بجوار الشيخ ابن عربي بالصالحية بدمشق لوصية تركها.

وبعد استقلال الجزائر نقل جثمانه إلى الجزائر عام 1965.

ودفن في مقبرة العالية في مربع الشهداء الذي لا يدفن فيه إلا الشخصيات الوطنية الكبيرة كالرؤساء.

التعليقات