الزمان: 12 ربيع أول
المكان: الدول الإسلامية
الاحتفال بذكرى المولد النبوي إنها الذكرى المباركة لقدوم المصطفى الحبيب، الذي بُعث رحمة للعالمين وهدى ونورًا.
ليخرج الناس من ظلمات الجهل وبراثن الفساد لصراط الله المستقيم، مغيرًا مجرى التاريخ ومزيلًا البصمات التي خلفها العصر الجاهلي، وقائدًا البشرية نحو العزة.
لتصبح أمته خير أمة أُخرجت للناس، فقد ولد عليه الصلاة والسلام في عام الفيل في يوم شهد من العجائب والمعجزات ما تكفي لتُغدقه، ليأذن ببداية فجر عهد جديد.
المولد النبوي الذكرى السنوية لمولد الشفيع
ولد النبي محمد بن عبد الله في 12 ربيع أول عام 570 ميلادي حسب أشهر الأقوال عند أهل السنة.
ويحتفل المسلمون كل عام في بعض الدول الإسلامية بهذا اليوم، ليس لكونه عيدًا بل فرحة بولادة نبيهم رسول الله.
فيعقدون المجالس وينشدون بها قصائد في مدح النبي، كما تكون هناك دروسًا عن سيرته ويقدمون حلاوة المولد.
احتفال الدول الإسلامية بالذكرى العطرة
وتعتبر هذه المناسبة عطلة رسمية في بعض الدول مثل: مصر وفلسطين والعراق، والجزائر وسوريا والمغرب والسودان، والأردن وليبيا وتونس والإمارات، والكويت وسلطنة عمان واليمن، ولكن كيف بدأ الاحتفال؟ ومتى ظهر ولأول مرة؟
ظهور الاحتفال لأول مرة وعلاقته بالفاطميين
يعود الاحتفال بالمولد النبوي بداية؛ للاهتمام بيوم مولد رسولنا الكريم، فقد كان النبي نفسه يصوم يوم الأثنين، وحينما سئل عن ذلك قال:
“هذا يوم ولدت فيه”.
وبحسب الأستاذ حسن السندوبي، الكاتب والأديب المصري، فإن الفاطميين هم أول من احتفل بذكرى المولد النبوي.
في عهد الخليفة المستعلي بالله عام 488 هجري، وكان الاحتفال يقتصر على عمل الحلوى وتوزيعها وتوزيع الصدقات.
كما تطور الأمر إلى احتفال رسمي يتمثل في موكب قاضي القضاة، فيحملون صواني الحلوى ويتجهون إلى الجامع الأزهر.
ثم إلى قصر الخليفة حيث تلقى الخطب عن النبي ويدعى للخليفة ويعود كل فرد لشاغلته.
المولد النبوي.. بزخ الاحتفال في عهد الدولة الأيوبية
استمر الاحتفال في عهد الدولة الأيوبية بشكل منتظم، فكان الملك مظفر الدين كوكبوري يقيم احتفالًا كبيرًا كل سنة، كما يصرف أموال كثيرة، ويجزل بالعطايا ويخرج الإبل والغنم.
فقد وصل أحد احتفالاته إلى 300000 دينار، كما كان يستقطب الفقهاء والصوفية والوعاظ والشعراء ويبدؤن في التهليل والأناشيد.
حلقات الذكر والصلاة على النبي.. كيف احتفل العثمانيون بالمولد النبوي
في الدولة العثمانية كانوا يحتفلون في إحدى الجوامع الكبيرة حسب اختيار السلطان.
وعندما تولى السلطان عبد الحميد الثاني الخلافة قصر الاحتفال على الجامع الحميدي.
فيحضر كبراء الدولة بالملابس الرسمية وعلى صدورهم تلمع الأوسمة.
ويقفون كالبنيان المرصوص في انتظار السلطان فإذا جاء وحوله الموكب الفخم والأعلام المرفرفة.
كما يسير الموكب بين صفي جنود الجيش وخلفهم الجماهير يدخلون الجامع ويقرأون القرآن ثم قصة مولد النبي.
ويلي ذلك كتاب الخيرات في الصلاة على النبي وتبدأ حلقات الذكر وترتفع الأصوات بالصلاة على النبي.
الاحتفال بذكرى المولد النبوي
التعليقات