الزمان: من يونيو 1967 إلى أكتوبر 1973م
المكان: قناة السويس، هضبة الجولان، سيناء، والشرق الاوسط
كتبت: ملك أمير
الحرب النفسية قد تكون أكثر تأثيرًا من الحروب بالأسلحة، فالعقل هو سلاح الإنسان الأقوى اذا كان سليم واثق من نفسه فبإمكانه هزيمة أي من كان،لذا فلنتعرف في هذا المقال عن تأثير الحرب النفسية التي اتبعتها إسرائيل على الشعب المصري و جيشها.
الحرب النفسية في أكتوبر
كانت تبث وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي هو جيش لا يُقهر، أي أنه من أقوى جيوش المنطقة العربية وأن الحرب محسومة بفوزه لا محالة.
وكانت ثقتهم في نفسهم نابعة من انكسار الشعب المصري بعد نكسة 1967م.
ولكن أدرك الشعب المصري أن هذا هو هدف العدو، أن يفقدوا الأمل في الجيش المصري وتنخفض معنوياتهم.
كلام لا أساس له من الصحة
أكدت صحيفة ديلي ميل بعد حرب أكتوبر وفوز الجيش المصري أن كلام وسائل الإعلام الإسرائيلية لا أساس له من الصحة عندما كتبت يوم 12 أكتوبر 1973م ” لقد اتضح أن القوات الاسرائيلية ليست مكونة كما كانوا يحسبون من رجال لا يقهرون، إن الثقة الاسرائيليّة بعد عام 1967 قد تبخرت فى حرب أكتوبر، وذلك يتضح من التصريحات التى أدلى بها المسئولون الاسرائيليون بما فيهم موشى ديان نفسه”.
كيف وقف الشعب المصري ضد الحرب النفسية
استخدم الشعب المصري العديد من الوسائل لرفع الروح المعنوية من أهمها الاغاني الوطنية.
كما بدأ أيضًا العديد من الكتاب بكتابة مقالات موضحة فيها عزيمة الشعب المصري وأنهم دائمًا سيقفوا خلف جيشهم لتحرير وحماية مصر من العدوان الإسرائيلي.
وكان للإعلام دور كبير في هذا، حيث كان يذيع اعترافات القادة الإسرائيليين عن الهزيمة والخسائر التي لحقت بهم في نكسة 1967م.
كما نقلوا بعض الأخبار من الصحف الأجنبية التي اعترفت بسقوط الجيش الإسرائيلي.
واعترف بعض الأسرى الإسرائيليين بأنهم لم يتوقعوا الضربة التي أصابتهم من الجيش المصري وأنها كانت مفاجئة.
الحرب النفسية من مصر على إسرائيل
نجحت القيادة المصرية قبل حرب أكتوبر في تضليل الإعلام والجواسيس بل والعالم أجمع بأنها لن تحارب إسرائيل.
كما كانوا على مستوى الجبهة الداخلية يحمون الشعب المصري من غسل الأدمغة التي كانت تحاول إسرائيل القيام به.
أوهم الرئيس الراحل أنور السادات إسرائيل بأنه يصدق ما يقولوه عن أنفسهم وأنهم جيش لا يُقهر.
واستخدم عليهم حرب نفسية مضادة ولكن ليست بنفس أسلوبهم، فلم يتفاخر بالجيش المصري، وإنما أوهمهم أنه لا يعقد أن الجيش٥ى المصري ندًا لهم.
وكان هدف هذا التضليل هو نجاح عنصر المفاجأة حتى يستطيعون الهجوم على الجيش الإسرائيلي وهو غير مستعد للحرب.
الدعم المعنوي من الشئون المعنوية للجيش
لم تكن لتنجح الحرب لولا الدعم المعنوي الذي حصل عليه الجيش من قبل الشئون المعنوية.
فحولوا الطاقة الداخلية لهم لطاقة عاملة، وغرسوا الثقة بين الجنود وبعضهم وبينهم وبين القادة.
وهذا من أجل التمكن من عبور خط بارليف وتحرير سيناء والفوز في الحرب، وتحطيم أسطورة أن الجيش الإسرائيلي لا يقهر.
نتيجة الحرب النفسية على الحرب
وكان لكل هذه المحاولات والخطط فائدة في رفع معنويات الشعب المصري والجيش والقادة.
فأثناء حرب أكتوبر كان المواطنين يمارسون حياتهم الطبيعية بدون خوف لثقتهم في فوز الجيش على القوات الإسرائيلية.
ومن نتائج الحرب النفسية أيضًا فوز الجيش المصري وعبور خط بارليف؛ بسبب التضليل واستخدام عنصر المفاجأة.
الشعب المصري شعب لا يُقهر فقد مر بالعديد من الاحتلالات والمعارك واستطاع الفوز بها بعد عدة محاولات في النهاية، تحيا مصر ويحيا شعبها للأبد.
التعليقات