السر وراء الإبداع فرعوني الذى أبهر العالم.. تعامد الشمس على وجه «رمسيس الثاني»

كتبت : شروق الشحات

الزمان: 22 أكتوبر من كل عام 

المكان: معبد أبو سمبل بمحافظة أسوان

 

التفت أنظار العالم اليوم إلى مدينة أسوان وبالتحديد إلى معبد أبو سمبل لحضور ظاهرة تعامد الشمس بمعبد أبو سمبل والتي تحدث مرتين كل عام إحداهما يوم 22 أكتوبر، والأخرى 22 فبراير من كل عام وبدأ التعامد اليوم حوالي الساعة 5:52 واستمر لمدة 20 دقيقة.

ويعتبر معبد أبو سمبل، من المعابد المتميزة التي جذبت أنظار العالم، لارتباطه بظاهرة فلكية فريدة من نوعها، أدهشت علماء الفلك العالم بأكمله، ويوجد معبد أبو سمبل بمدينة أسوان، محافظة أسوان، ويقع على الضفة الغربية لبحيرة ناصر، على بعد 920 كيلومتر جنوب غرب أسوان.

 

بناء المعبد

قام ببناء هذا المعبد الملك رمسيس الثاني، (حوالي 1303 ق .م – 1213 ق .م )، أشهر ملوك مصر من عصر الدولة الحديثة، ويعتقد بأنه جلس على العرش وهو في أواخر سنوات المراهقة وحكم مصر في 67 عاما.

استغرق نحت المعبد 20 عاما وتم تنفيذ محور المعبد بحيث يسمح باختراق أشعة الشمس إلى “قدس الأقداس”، مرتين كل عام يومي 22 أكتوبر و 22 فبراير، ويمتد المعبد إلى داخل الهضبة بعمق 24 متر، وتزين جدرانه الداخلية مجموعة من المناظر الرائعة، التي صورت الملكة تتعبد للآلهة المختلفة أما مع الملك أو منفردة، وتم تزين واجهته 6 تماثيل ضخمة متساوية الحجم تمثل الملك والملكة في إظهار واضح للمكانة العالية آلتي تمتعت بها الملكة لدى زوجها.

المكان والموقع

يوجد معبد أبو سمبل بمدينة أسوان، محافظة أسوان ويقع على الضفة الضفة الغربية، لبحيرة ناصر على بعد 100 كيلومتر جنوب غرب أسوان، ويضم موقع أبو سمبل معبدين هما:

١- معبد أبو سنبل الكبير الذي يضم: معبد “آمون رع” و “رع حور آختي” الذي كان مكرسا لعبادته، و “بتاح” معبود العالم الآخر.

٢-معبد أبو سمبل الصغير: الذي يقع على بعد 100 متر من المعبد الذي كرس للمعبودة “حتحور” و “الملكة نفرتاري” الزوجة الرئيسية للملك، الذي أهداه الملك رمسيس الثاني للملكة نفرتاري زوجته ومحبوبته.

 

سر تعامد الشمس

شهدت محافظة أسوان اليوم، تعامد أشعة الشمس على وجه الملك “رمسيس الثاني ” الظاهرة الفريدة من نوعها، التي تتكرر مرتين سنويا.

الأولى: لإحياء ذكرى ميلاد الملك رمسيس.
الثانية: لإحياء ذكرى يوم تتويجه.

وذلك بتاريخ 22 أكتوبر و 22 فبراير من كل عام.

قبل 1994، كانت شمس تتعامد على وجه رمسيس، يومي 21 أكتوبر و 21 فبراير من كل عام، ولكن بعد نقل معبد أبو سمبل من موقعه القديم إلى موقعه الحالي، لإنقاذه من الغرق خلال إنشاء بحيرة ناصر، للتخزين مياه السد العالي في أسوان على نهر النيل، أصبحت “تتعامد الشمس”  يومي 22 أكتوبر و 22 فبراير.

 

حقيقة تعامد الشمس

اكتشف القدماء المصريين، أن الشمس تمر على نقطة الشرق أثناء شروقها ونقطة الغرب عند غروبها، مرتين في كل عام وإن المسافة الزمنية بينهما تختلف تبعا لبعد كل نقطة عن الأخرى.

اختار المصريون القدماء نقطة في مسار شرق الشمس، تبعد عن نقطتين في مسارها زمن قدره 4 أشهر، لتوافق 22أكتوبر و 22فبراير من كل عام، و تم بناء المعبد باتجاه المسار الذي تدخل منه الشمس على وجه رمسيس الثاني من ناحية الشرق من فتحه ضيقه.

وقت تعامد الشمس

تخترق أشعة الشمس صالات معبد رمسيس الثاني، التي ترتفع بطول 60 مترا داخل “قدس الأقداس” في تمام 5:58 دقيقه صباحا، تستمر لمدة ثلث ساعة.

ويظهر الإبداع المعماري لهذا المعبد مع تتابع تعامد أشعة الشمس على أقصى مكان داخل المعبد، وهو ما نسميه “قدس الأقداس” حيث يجلس الملك رمسيس الثاني، وبجواره تماثيل للمعبودات والآلهة أمون، ورع حور، وبيتاح آلتي قدسها، وعبدها المصري القديم.

وتشرق أشعة الشمس على هذه التماثيل ما عدا تمثال “بتاح” لكونه معبود العالم الآخر والذي يجب أن يتصف بالظلام.

كما أن تلك الظاهرة الفلكية كانت لفكر واعتقاد لوجود علاقة بين الملك رمسيس الثاني والآلهة رع إله الشمس عند القدماء المصريين.

اكتشاف هذه المنطقة

يشار إلى أن هذه الظاهرة اكتشفت في عام 1874 حيث قامت المستكشفة «إميليا إدوارد» والفريق المرافق لها برصد هذه الظاهرة وتسجيلها في كتابها المنشور عام 1899 (ألف ميل فوق النيل) والذي جاء فيه «تصبح تماثيل قدس الأقداس ذات تأثير كبير وتحاط بهالة جميلة من الهيبة والوقار عند شروق الشمس وسقوط أشعتها عليها».

حيث تحدث الظاهرة بتعامد شعاع الشمس على تمثال الملك رمسيس الثاني، ويمتد المعبد إلى داخل الهضبة بعمق 24 متر، وتزين جدرانه الداخلية مجموعة من المناظر الرائعة، التى صورت الملكة تتعبد للآلهة المختلفة إما مع الملك أو منفردة.

تسمية معبد أبو سمبل بهذا الأسم

أطلق عليه الرحالة السويسري “جيهان لودفيج بوركهارت” المعروف باسم “إبراهيم بوركهات” الذي ٱكتشف الموقع عام 1813، حين اصطحبه طفل إلى مكان المعبد وكان اسم الطفل “أبو سمبل”.

التعليقات