الشهيد الحي.. الجندي الوحيد بالعالم الذي حارب ونسبة عجزه 100%
الشهيد الحي.. الجندي الوحيد بالعالم الذي حارب ونسبة عجزه 100%

كتبت: شروق الشحات

بطل شارك في 18 عملية عبور خلف خطوط العدو، و تمكن من تدمير 16 دبابة، و11 مدرعة، و2 بلدوزر، و عربية جيب، وأتوبيس محمل بجنود إسرائيليين، كما شارك فى تدمير طائرات إسرائيلية خلال الهجوم على مطار بليز، هو الجندي “عبد الجواد محمد سويلم” الملقب بطل معارك الاستنزاف، الشهيد الحي، شيخ المحاربين.

مولده:
ولد في 25 أبريل عام 1947، في عزبه أبو عمر، التابعه لمركز ابو صرير، محافظه الإسماعيلية.

إصابته فى حرب الاستنزاف:

كان من ضمن أفراد الكتيبة 23 صاعقة، التي كلفت بتدمير مخازن التموين الإسرائيلية، وهي مخازن كبيرة، على بعد 35 كيلو مترات من القناة، وكان يطلق عليها المخازن الإدارية، تستخدمها القوات الإسرائيلية لضرب الصواريخ في مختلف محافظات مصر، وكان ينتج عنها العديد من الخسائر والموت والجرحي، فقررت قياده الجيش تدمير هذه المخازن، وحاولت تدميرها بالصواريخ والمدافع بعيدة المدى ولكن لم ينجح الأمر، لأنها كانت على بعد كبير تحت الأرض، فتم اختيار الكتيبة رقم 23 صاعقة، للتوجه إلى تدمير هذه المخازن.

وبعد تدريبات شاقه وخطط مسبقة، انطلق الأبطال واستغرق الطريق 7 ساعات مشيا على الأقدام حتى وصلوا إلى مكان الهدف، وقاموا إشعال القنابل والمتفجرات، و نجحوا في تفجير 11 هدف في توقيت واحد، وفور انفجار المخزن، قام العدو الاسرائيلي بإرسال أربع طائرات لقتلهم، وهم في طريق العوده أمر الظابط “عيد زكي ابراهيم” المقاتل “عبد الجواد” بعمل شيء فتأخر عن أصدقائه نصف كيلو، عندما لحقت بهم الطائرات أصدر القائد أمر بالانتشار، وكان “عبد الجواد” بمفرده حينها  فهاجمته الطائرة، ولكنه أطلق النيران عليها بسلاحه ولم يستسلم.

وعندما فقد العدو الأمل بقتله، قاموا بإطلاق صاروخ عليه غدرا، ارتفع في الهواء والقى على الأرض، وعندما استيقظ نظر حوله فوجد ساقين مقطوعتين وذراع مقطوع، ولم يكن يشعر حينها بشيء، فظن أن أحد من أصدقائه استشهد، وحاول القيام لم يستطع، فإذا بساقيه اليمنى واليسرى ويده اليمنى قد قطعت، ولا يستطيع أن يرى بعينه اليمنى، بسبب تأثير الصاروخ الإسرائيلي، فانتظر أحد من أصدقائه ليأتي إليه فلم يأتي أحد، فظن أنهم قد استشهدوا، وقرر في تلك اللحظة أن يقتل نفسه حتى لا تأخذه قوات الاحتلال أسيرًا، ويعرفون أسرار للجيش المصري، ويهددون الأمن القومي.

فأخذ سلاحه و ضمه إلى صدره ثم نطق الشهادتين، وضغط على السلاح ليقابل الله، وينال الشهادة، -فالله يعلم لما يفعل ذلك-، فلم تنطلق طلقه واحده، أخذه السلاح لينظفه من التراب، فإذا بأحد أخذ منه السلاح وألقاه على الأرض، التفت إليه  فوجده  الظابط “عيد زكي ابراهيم”، وقام بعمل الإسعافات الأولية له، وحمله أصدقائه علي أعناقهم، وأخذو ساقيه وذراعيه وسلاحه معهم، ومشوا به مسافة 11 كيلومترات حتى وصلوا لخط بارليف.

ثم وصلوا إلى منطقة بين القلعتين، وهذه المنطقه كان العدو مسيطرًا عليها، فأعمى الله أبصارهم، ومرو من هذه المنطقة سالمين، متحصنين بقول الله تعالى: «وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ»، ووصلوا على حرف الماء، وجاء القارب لنقلهم إلى الضفة الغربية، فأمر الظابط بنقل عبد الجواد أولا، فنزلت نصف القوة وعبد الجواد معهم، بسبب إصابته وعندما وصلو إلي وحدتهم، وضعه زملائه على نقاله، ثم جاء دكتور الكتيبة ونظف له الجرح وعلق له محلول الملح، تحدث الدكتور مع قائد الكتيبة “النقيب سمير يوسف”، بأن المصاب لديه ساعت ليفارق الحياة، وطلب منه أن يأمر بإحضار مدرعة من بورسعيد، لتأخذه من هذه المنطقة التي تسمى “بالتيله” وهذه المنطقه تبعد 825 كيلومترات عن بورسعيد، و بينها وبين خط بارليف 250 متر، وهم على الضفة الغربيه، والعدو على الضفة الشرقية، وعرض القناة 200 متر.

ولكن رفض القائد طلب الدكتور خوفا على خسارة المدرعة والجندي الذي فيها، لأنها لن تستطيع أن تنجو من قوات الإحتلال، فطرح عليه الضابط “عيد” أن يأخذ زملائه على النقاله، ويمشون به حتي يصلوا إلى بورسعيد، وبالفعل وافق القائد على هذا الإقتراح، وأمر ثلاثة من زملائه بحمله، واستغرقو 12 ساعة في الطريق، حتى وصلوا الساعه الثامنة مساءً إلى مستشفى بورسعيد العسكري، و لصعوبة حالته تم نقله إلى مستشفى دمياط، ثم إلى مستشفى الحلمية العسكري، وزاره “الرئيس السادات” وجلس معه فترة يتحدث معه عما حدث له أثناء الهجوم عليه، وقبل أن يغادر “السادات” قال له تريد شيئا فقال “عبدالجواد”: نعم أريد العودة للميدان مرة ثانية، فالتفت إليه السادات ودمعت عيناه، وأطلق عليه اسم “الشهيد الحي”، فاشتهر به إلى الآن.

بعد تعافيه و خروجه من المستشفى، أعطي تقرير بإجازة شهر فأخذ الجواب ورجع للجبهة مرة ثانية بعد أن ركب اطرافا صناعية، وعندما رآه أصدقائه انفجرو بالبكاء، وطلب من قائد الكتيبة أن يبقى معهم رفض القائد، ولكنه تمسك بعدم العودة وقال لن أذهب إلا شهيدا، فبكى قائد الكتيبة وأمر باعطائه أفرول لكي يرتديه، ووافق على بقائه معهم.

تدميره لنقطة تنصت العدو:
كان قوات الاحتلال تأتي بمدرعة بها 12 فردًا، وتتركهم  عند نقطة التنصت على الجيش المصري، و تاخذ الـ 12 الذين كانوا قبلهم، فقرر “عبدالجواد” تدمير هذه المدرعة بما فيها، فانظر إلى المسافة بينه وبين الهدف، وقدرها بالعين المجردة مسافة 3 كيلومترات، أمر زملائه أن يحضروا له 7 مدافع ش.ف، و 7 قنابل، وجلس على جردل مياه لأنه لا يستطيع أن يجلس على الأرض، ورمي 7 قنابل بشكل متتالي وتحصن بقول الله تعالى: «وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ»، وفي توقيت وصول المدرعة لتغيير الدورات، نزلت القنابل عند نقطه التنصت، وانفجرت المدرعة بما فيها.

تكريمه:
1-كرمه الرئيس “جمال عبد الناصر” وأعطاه نوط الشجاعه العسكري.
2-كرمه الرئيس “محمد أنور السادات” والرئيس “حسني مبارك” في الإحتفال باليوبيل الفضي، لانتصارات أكتوبر.
3-هو المجند الوحيد الذي تم استدعاء،  للإحتفالا باليوبيل الفضي لنصر أكتوبر عام 1998م.
4-حصل على “ميدالية مقاتلي أكتوبر” حيث اختارته  القوات المسلحه ممثلا عن، مليون و200الف جندي، وهم عدد جنود القوات المسلحة في حرب أكتوبر.
5-لم تكن بطولة “الشهيد الحي” في إصابته فقط أثناء حرب الاستنزاف، بل أصر على الاشتراك في الحرب بعد إصابته بعجز كلى، ليصبح الجندي  الوحيد بالعالم الذي حارب ونسبة عجزه 100%.

6-وفى 2017 كرمه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال المؤتمر الدورى الثالث للشباب المقام بمدينة الإسماعيلية.

التعليقات