كتبت: حبيبة مصطفى
إبراهيم الرفاعي.. لم يكن لأي جندي إسرائلي أن يتمنى رؤية إبراهيم الرفاعي في المعركة، فهو ببساطة ربما يكون أخر شيء يراه في حياته.
لذلك دعنا نتعرف أكثر عن القائد إبراهيم الرفاعي أسطورة الصاعقة المصرية.
قائد عسكري في الجيش المصري
هو إبراهيم السيد محمد إبراهيم الرفاعي ولد 27 يونيو1931م.
وهو قائد عسكري في الجيش المصري، وكان قائد المجموعة 39 قتال صاعقة خاصة في حرب اكتوبر.
نشأته
نشأ في قرية الخلالة مركز بلقاس تحديدًا في محافظة الدقهلية، وقد ولد الأسطورة إبراهيم الرفاعي بين عائلتين تجمع بين صفتين وهما: الانضباط العسكري، والالتزام الديني، مما ترك أثر كبير على ثقافته وأخلاقه.
مناصبه
1- تخرج إبراهيم الرفاعي من الكلية الحربية 1954م، وانضم عقب تخرجه إلى سلاح المشاة.
2- وكان ضمن أول فرقة قوات الصاعقة المصرية في منطقة أبو عجيلة، ولفت النظار خلال فترة تدريبه.
3- تم تعيينه مدرسًا في مدرسة الصاعقة، وشارك في بناء أول قوة للصاعقة المصرية.
أثناء العدوان الثلاثي على مصر 1956م، كما شارك في الدفاع عن مدينة بورسعيد.
قدرات قيادية أدت إلى ترقية
عندما بدأت حرب اليمن أظهر الرفاعي قدرات قيادية كبيرة، أدت لنيله ترقية استثنائية عام 1965م.
كما نفذ عمليات عسكرية غاية في التعقيد، حيث جاء في التقارير التي أعقبت الحرب أن:”الرفاعي ضابط مقاتل من الطراز الأول، جريء وشجاع ويعتمد عليه، وهو محارب ينتظره مستقبل باهر”.
بقيت أسهم الرفاعي بارتفاع في الجيش المصري، خاصةً بعد تنفيذه العمليات العسكرية على رأس مجموعة من زملائه بالصاعقة عقب نكسة 1965م.
أول العمليات المرعبة
كانت أول عمليات المجموعة نسف قطار للعدوعند الشيخ زويد، ثم نسف مخازن الذخيرة عند انسحاب القوات من معركة 1967م.
وبعد هاتين العمليتين الناجحتين لإبراهيم الرفاعي؛ وصل إليه خطاب شكر من وزير الكلية الحربية على مجهوده الذي بذله في قيادة المجموعة.
شعار رأس النمر
ومع مرور الوقت كبرت مجموعة الرفاعي، وصار الانضمام إليها شرفًا، واطلق على المجموعة اسم المجموعة 39 قتال.
واختار الرفاعي «شعار رأس النمر» كرمز للمجموعة، حيث أنه نفس الشعار الذي اتخذه الشهيد أحمد عبد العزيز خلال معارك 1948.
وفي مطلع عام 1968 نشرت إسرائيل مجموعة من صواريخ أرض لإجهاض أي عملية بناء للقوات المصرية.
وعلى الرغم من ذلك كانت متشددة في إخفاء هذه الصواريخ، إلا أن وحدات الاستطلاع كشفت العديد منها.
ولم يكن الفريق أول عبد المنعم رياض في هذه الأثناء يعرف طعمًا للنوم أو الراحة في معركته؛ من أجل إعادة بناء القوات المسلحة المصرية.
فأرسل طلبًا إلى إبراهيم قال فيه:”إسرائيل نشرت صواريخ في الضفة الشرقية، عايزين منها صواريخ يا رفاعي بأي ثمن .
لمعرفة مدى تأثيرها على الأفراد والمعدات في حالة استخدامها ضد جنودنا”.
مجموعة الأشباح تسيطر على الصواريخ
بعد ما انتهت كلمات رئيس الأركان، تحول الرفاعي إلى جمرة من اللهب.
ولم تمض سوى أيام قليلة لم ينم خلالها إبراهيم الرفاعي ورجاله وبهذا القدر الذي أحكموا به التخطيط أحكموا به التنفيذ.
ثم عبر برجاله قناة السويس وبأسلوب الرفاعي السريع الصاعق استطاع أن يعود بـ3 صواريخ.
وتم على إثرها عزل القائد الإسرائيلي المسؤول عن قواعد الصواريخ، ونجح الرفاعي في أسر جندي إسرائيلي عاد به إلى غرب القناة.
وقد كان هذا الأسير هو الملازم داني شمعون، قد أطلق الإسرائليون على الرفاعي ورجاله اسم «مجموعة الأشباح».
الرفاعي يقابل الرئيس السادات
عاد العقيد إبراهيم الرفاعي ومجموعته من أبطال «المجموعة 39 قتال» إلى القاهرة يوم 18 أكتوبر 1973 بعد عملية ضرب مطار الطور.
وتم استدعاء الرفاعي لمقابلة الرئيس السادات، ووزير الحربية، وناقشوا قضية ثغرة الدفرسوار.
وطلبا منه أن يضع بنفسه خطة لنسف وتدمير المعبر الذى تستخدمه القوات الإسرائيلية لنقل قواتها إلى الثغرة.
الرفاعي يضع خطته للضفادع البشرية
وبالفعل وضع الرفاعي خطته، وتم تدميرأكثر من دبابه للعدو فوق المعبر، بـ3 قوارب اقتحام تأتي من جنوب البحيرات إلى المعب، وعليها أفراد مسلحون بالأسلحة المضادة للدبابات..
في نفس الوقت الذي يغوص فيه أفراد الضفادع البشرية إلى أعماق المعبر، ليضعوا العبوات الناسفة، ويتم التفجير بعد ساعة من زرع العبوات الناسفة.
ووصل الرفاعي ومجموعته إلى مركز قيادة الجيش الثاني الميداني، وفي مركز قيادته توصل إلى استحالة تنفيذ الخطة.
والسبب هو أن العدو الإسرائيلي سيطر على جنوب الدفرسوارمما الغى العملية.
وفي مركز القيادة كانت هناك تعليمات جديدة من سعد الدين رئيس أركان حرب القوات المسلحة، بضرورة تحرك المجموعة عن طريق «المعاهدة».
تنفيذ خطة الرفاعي
بدأ الرفاعي في تنفيذ الخطة الجديدة، ثم تقدمت المجموعة واحتلت مواقعها.
وفوجئت عناصر استطلاع المجموعة بتقدم دبابات إسرائيلية في اتجاه مواقع الصواريخ المضادة للطائرات.
وأمر الرفاعي بتثبيت المجموعة في أماكنها، وشن مجموعات كمائن على يمين ويسار الطريق لمنع تقدم العدو وتدميره.
وبالفعل نجح الرفاعي في تدمير دبابتين للعدو، ثم انطلق الرفاعي ومن معه في خفة وحذر يدفعون بأنفسهم دون أن يشعر أحد بهم.
واستمر الاشتباك مع العدو بالصواريخ المضادة للدبابات، وفجأة سقط الرفاعى أرضًا.
استشهاد قائد مجموعة 36
واخترقت شظية صدر الرفاعي، وفشلت محاولات وقف النزيف، وحمله الرجال الشهيد وهو يرتدي أفروله الزيتي، ووضعوه فوق العربة الجيب المفتوحة.
ووصل جثمانه إلى قيادة المجموعة، وأرسل الرائد محسن طه برقية إلى القيادة العامة تمل الخبر، وتم إرسال جثمانه إلى القاهرة لتشييع جنازته.
وفي النهاية، توفي العقيد الشهيد إبراهيم الرفاعي في 19 أكتوبر 1973م، وقد ظل حتى أخر أنفاسه قويًا مؤمنا بالله وقدره.
ويقال أن إبراهيم الرفاعي كان صائمًا أنذاك، فالشهداء هم عون الوطن وسنده، لولاهم لضاع الوطن، وذهبت الأرض واستبيحت الأعراض.
التعليقات