محمد صديق المنشاوي.. سجّل المصحف المرتل برواية حفصٍ عّن عاصم.. أبرز 6 معلومات عن القاريء الباكي

محمد صديق المنشاوي..

لقب بـ “القارئ الباكي”وهو من قراء مصر الأوائل، وكان أحد روّاد التلاوة المتميزين.

نشأ في أسرة قرآنية عريقة توارثت تلاوة القرآن، وتوفي في سنٍ مبكرة إثر إصابته بمرض.

تعرف على أبرز 6 معلومات عن الشيخ محمد صديق المنشاوي.

مولده ونشأته

ولد الشيخ محمد المنشاوي في مدينة المنشأة التابعة لمدينة سوهاج.

وأتم حفظ القرآن الكريم وهو في سن الثامنة، لأنه نشأ في أسرة قرآنية عريقة توارثت تلاوة القرآن.

زار المنشاوي القاهرة مع عمه الشيخ أحمد السيد فحفظ هناك ربع القرآن في عام 1927.

ثم عاد إلى بلدته وأتم حفظه ودراسته على مشايخ مثل: “محمد النمكي ومحمد أبو العلا ورشوان أبو مسلم ” الذي كان لا يتقاضى أجرًا على التعليم.

كما تعلم فن القراءة من والده، فأصبحت عائلته رائدة لمدرسة منفردة بذاتها في تلاوة القرآن، ويمكن أن نطلق عليها اسم (المدرسة المنشاوية ).

محمد صديق المنشاوي

تلاوة محمد صديق المنشاوي للقرآن

بدأ المنشاوي رحلته مع التلاوة أثناء تجواله مع أبيه وعمه بين السهرات المختلفة.

حتى أتيحت له الفرصة لكي يقرأ منفردًا، وذلك في أحد ليالي عام 1952 بمحافظة سوهاج  ومن وقتها صار اسمه مترددًا في الأنحاء.

وكان له بصمة خاصة في التلاوة، حيث كان يتميز بصوت خاشع به مسحة من الحزن فلقب بـ «الصوت الباكي».

تسجيل المنشاوي للقرآن في ختمة مرتلة.

سجل  الشيخ المنشاوي القرآن الكريم كاملًا في ختمة مرتلة، كما سجل ختمة قرآنية مجودة بالإذاعة المصرية.

وكان له قراءة مشتركة برواية الدوري مع القارئين: “كامل البهتيمي، وفؤاد العروسي”.

كما له أيضًا العديد من التسجيلات في المسجد الأقصى والكويت وسوريا وليبيا.

بالإضافة إلى تلاوت للقرآن في المساجد الرئيسية في العالم الإسلامي مثل: “المسجد الحرام في مكة المكرمة، والمسجد النبوي في المدينة المنورة ،والمسجد الأقصى في القدس”.

كما زار عددًا من الدول الإسلامية كـ “العراق، أندونيسيا، سوريا، والكويت، ليبيا، فلسطين ، المملكة العربية السعودية”.

ولقي المنشاوي قبولًا حسنًا بسبب جمال صوته، وعذوبته وهما الأمرين الذي كان منفردًا بهما، بالإضافة إلى إتقانه لمقامات القراءة وخشوعه أثناء تلاوته للقرآن الكريم.

أوسمة المنشاوي

حصل الشيخ «محمد» على العديد من الأوسمة عدة من دول مختلفة، إندونيسيا وسوريا ولبنان وباكستان.

وكان المنشاوي على رأس قراء مصر في الخمسينيات من القرن العشرين مع” الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ” وغيرهم من القراء الذين لا زالوا حتى الآن على رأس القراء بسبب صوتهم الجميل.

وقد أحب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قراءات المنشاوي، حيث وصفه بصاحب” الصوت العذب “.

وروي أنه طلبه في مأتم والده بالإسكندرية واستضافة بعدها في منزله ودعا في اليوم التالي لاستكمال القراءة.

كما دعا الإذاعة لتسجيل القرآن الكريم كاملا بصوته، بحسب ما نشرته مجلة الإذاعة والتليفزيون في أحد أعدادها عام 1953.

أقوال عن الشيخ المنشاوي

قال عنه إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي:

إنه ورفاقه الأربعة مقرئون الآخرين يركبون مركبًا يبحرون في بحر القرآن الكريم، ولن يتوقف هذا المركب عن الإبحار حتى يرث الله – سبحانه وتعالى- الأرض ومن عليها .

كما قال عنه الشيخ عبد العزيز بن الباز ـ رحمه الله ـ :

إن أردت أن تستمع إلى القرآن كما نزل، فاستمع إلى المنشاوي إنه صوت لا تمل منه أبدا كينبوع ماء طاهر متدفق مروي لعطشي.

وقال عنه الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب:

في تقديري، إنه يمكن التعليق على أي قارئ من القراء إلا المنشاوي الذي يمثل حالة استثنائية يحتار أمامها الذائق الفاهم .

وتابع عبد الوهاب وصفه قائلًا:

من يتأمل مخارج الحروف عنده يصعب أن يجد لها وصفًا، وذلك لما منحه الله من حنجرة رخيمة، ونبرة شجية تلين لها القلوب والجلود معًا.

وأكمل بقوله:

ويتجلى ذلك عند ختامه للتلاوة، فتراه يستجمع كل إبداع التلاوة في آخر آيتين.

بحيث يجعلك تعيش معه أشد لحظات الخشوع على الإطلاق، وما عليك إلا أن تتأمل استرساله ما بين السرعة والتلقائية العجيبة.

كما في سورة الإسراء، وبين الهدوء وخفض الصوت كما في سورة العلق، وذلك عند قراءته (كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى، إن إلى ربك الرجعى).

مرضه ووفاته

أصيب المنشاوي عام 1966 بمرض دوالي المريء.

ورغم مرضه ظل يقرأ القرآن حتى توفاه الله في يوم الجمعة 5 ربيع الآخر عام 1389 هـ الموافق 20 يونيو 1969.

التعليقات