
الزمان: 6 اكتوبر
المكان: جمهورية مصر العربية
كتبت: سهيلة مجدي
المؤسسات الدينية وحرب أكتوبر.. في ذكرى السادس من أكتوبر، يحتفل المصريون بنصر المجيد، ويُتسلط الضوء في هذا اليوم على المحاربين الذين ضحوا بأرواحهم فداءًا للوطن.
وللجهات الدينية أيضًا دورًا رئيسيًا في إلقاء الخطب الحماسية، بهدف تشجيع الجنود على الجهاد في سبيل الله.
لذلك سنتعرف على الدور الوطني لمؤسسات الدينية أثناء فترة حرب أكتوبر 1973م
شيوخ الحرب
قد أوضح الشيخ أحمد ربيع الأزهري، الباحث في التاريخ والمنهج الأزهري، دور الأزهر في الاستعداد لحرب أكتوبر.
وذلك من خلال دراسة تم نشرها بعنوان “دور الأزهر فى تحقيق نصر أكتوبر المجيد… قراءة في فقه التهيئة النفسية والمعنوية للجنود”.
وقد أشارت تلك الدراسة إلى اهتمام الإمام الأكبر حسن المأمون بزيارة الجبهة عام 1968.
وذلك بهدف عقد ندوات للجنود بالوحدات العسكرية.
وتم توجيه النداء إلى الحكام العرب والمسلمين لكي يطالبهم باستخدام سلاح البترول قائلًا:
“أيها المسلمون إن مصر لا تحارب إسرائيل وحدها، إنها تكافح العدوان الموتور الممثل في أمريكا وبريطانيا”.
الدور الوطني الذي قام به الأزهر الشريف أثناء فترة حرب أكتوبر
1- قام الأزهر الشريف بتهيئة الجنود نفسيًا ومعنويًا قبل خوضهم للحرب.
2- كما أطلق بعض الدعاة فتاوى للجنود، من ضمنها استحباب الأخذ برخصة الفطر.
وذلك لتكون عونا لهم في تحقيق الانتصار على العدو الإسرائيلي.
3- كذلك قام الشيخ الفحام، رئيس مشيخة الأزهر، بزيارة الجبهة في 17 سبتمبر 1969م لرفع الروح المعنوية للجنود والضباط.
4- قام الشيخ عبد الحليم محمود، رئيس مشيخة الأزهر، عام 1973م، بتحفيز الأزهريين على المشاركة في معركة العاشر من رمضان معتمدًا على أساتذة جامعة الأزهر ورجال الدعوة.
5- كما أكد الدكتور أسامة الأزهرى، العالم الأزهري، إن حرب أكتوبر المجيدة شهدت نزول علماء الأزهر لساحات القتال برفقة الجنود.
6- كان لمؤسسة الأزهر الشريف دورًا كبيرًا في النصر، حيث عمل علي مساعدة الجنود، ومرافقتهم في أماكن التحصين والثكنات العسكرية، وصولاً إلى الخطوط الأولى من المعركة.
7- أكد أيضًا العالم الأزهري، أن هناك العديد من علماء الأزهر الذين حملوا السلاح، وتكاتفوا بجانب جنود القوات المسلحة، ليثبتوا أمام الجميع أن الشعب بأكمله يدا واحدة.
علماء الأزهر يحافظون على تراب الوطن
كان علماء الأزهر يحافظون على تراب الوطن وتحقيق النصر لاستعادة كرامة البلاد مرة أخرى.
كما أكد أيضًا “الأزهري” أن شيوخ الأزهر الشريف كتبوا تاريخًا مشرفًا في عمليات التأهيل النفسي للجنود خلال فترة الحرب.
وكان من ضمنهم الشيخ حسن المأمون، والشيخ محمد الفحام، والشيخ الشعراوي، جميعهم شاركوا في تحقيق النصر المجيد في اليوم العاشر من رمضان.
دور الكنائس المصرية في حرب أكتوبر
للكنائس المصرية أيضًا دورًا كبيرًا في نصر أكتوبر المجيد منها أنها:
1- بعثت رسائل قداسة البابا شنودة الثالث، الروح الوطنية للشعب المصري، والجنود في الحرب، فقد بعث قداسة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، رسائل عدة إلى الجنود على الجبهة.
يطمئنهم أن إسرائيل ليست شعب الله المختار، وأنه ليس هناك حل لاسترداد الأرض إلا بالقوة مستدلًا على الكتاب المقدس:
“إن الملك لا يحمل السيف عبثًا”.
2- كما تطوعت الراهبات في المعارك لعلاج جرحى الحرب.
3- كذلك في 10 أبريل 1972، قام البابا شنودة بزيارة الجنود على الجبهة أكثر من مرة.
وألقى كلمة على الجنود:
“أحييكم كواحد منكم، فقد تخرجت في مدرسة المشاة للضباط الاحتياط سنة 1947، وأمضيت المدّة العسكرية متطوعًا، فلم اضطر للدخول وإنما تقدمت برغبتي متطوعا، لأن العسكرية تعلم النظام والشجاعة، نحن هذه الأيام نخوض معركة بيننا وبين اليهود، فهم عدونا المشترك، وهم أعداء المسيحية والإسلام، فالمسيحيون والمسلمون يؤمنون أن المسيح قد جاء، أما اليهود فلا يؤمنون، وإنما ينتظرونه من نوع شمشون الجبار، أما عن علاقة اليهود بشبه جزيرة سيناء، فإنها أبدا لم تكن أرض الميعاد وإنما كانت أرض المتاهة، لقد أراد الله أن يبدد هذا الشعب المتمرد، فأتاهه 40 عاما كاملة، حتى هلك الشعب ولم ينج منه سوى اثنين لقد تاهوا في شبه جزيرة سيناء، وضاعوا، ولم تكن أرض ميعاد أو الرضا لليهود، أما فكرة أرض الموعد، فقد انتهت بمجيء المسيح”.
وزاد حماسه للجنود قائلا:
“إننا نجاهد من أجل قضية عادلة، ودائمًا الحرب الدفاعية حرب عادلة، ونحن فى مصر في حرب دفاعية، ولقد أصبح الهجوم دفاعًا، والدفاع لا إثم فيه ولا خطيئة، بل هو واجب مقدس، ونحن نفرق بين العمل العام والخاص، فلك أن تتنازل عن حقك الشخصي، أما حق الله وحق الوطن فليس لك أن تتنازل عنه، وأنتم هنا تبذلون حياتكم دفاعًا عن أحبائكم وأسركم وعمن تعرفون، وكذلك عن الوطن الذي تقدّست كل حبة رمل فيه”.
وبذلك نرى دورًا ملموسًا للمؤسسات الدينية حيث أنها شجعت الجنود والمواطنين، حتى يجلبوا النصر لمصر.
التعليقات