المجهود الحربي ومنظمة سيناء.. أبرز جهود الشعب والفنانين لتحقيق نصر أكتوبر
المجهود الحربي ومنظمة سيناء.. أبرز جهود الشعب والفنانين لتحقيق نصر أكتوبر

المجهود الحربي

الزمان: 6 أكتوبر
المكان: جمهورية مصر العربية

كتبت: حفصة أسامة

تحقق نصر أكتوبر بسبب القوات المصرية المقاتلة وتضحياتهم سعيًا للإنتصار وتحرير الوطن.

ولقد كان للشعب أيضًا من الفلاحين والعمال والمثقفين وغيرهم، دور محوري في تحقيق هذا النصر، فقد قدموا مختلف أشكال الدعم المادية والمعنوية.

وفي هذا المقال سنسلط الضوء على بعض الأدوار التي قام بها الشعب سعيًا إلى تحرير أراضيه، وكيف أدت هذه الأدوار إلى تغييرات في مجرى الأحداث.

تعاون الشعب والجيش بعد النكسة لتحرير سيناء

بينما كان الجنود في الجبهة الخارجية يدافعون عنها من بطش العدو، قدم المواطنين دورًا عظيمًا في حماية الجبهة الداخلية لمختلف القرى والمدن والمحافظات.

فقد كان هذا الشعب مستعدًا للتضحية بحياته، والقيام بأخطر المهام لتحرير وطنه.

حيث قام الشعب في الفترة بين عامي 1967م و 1973م، بتنفيذ عمليات عديدة متتالية بالعبور مئات المرات من خلف الخطوط الإسرائيلية في سيناء، تاركين لقوات العدو خسائر عديدة في جنودهم وسلاحهم، دون أن ترصدهم الأجهزة الاستخبارية أو أجهزة التتبع الخاصة بقوات العدو.

كما قاموا أيضًا بحمل الأسحلة ونقل المعدات على ظهر الجمال، دون أن ترصدهم أجهزة الأستطلاع الخاصة بالعدو.

المجهود الحربي

أعضاء منظمة سيناء

كما قام أعضاء منظمة سيناء الذين بلغ عددهم 770 مجاهدًا، بالمشاركة في تحرير سيناء، من خلال القيام بعدة عمليات مثل: استطلاع مواقع الاعداء، واستطلاع تحركاتهم، والعمليات الاعتراضية، والعمل على إفشال مؤتمر الحسنة لتدويل سيناء.

فقد قام الشيخ عيد أبو جرير بإعطاء أوامر لأتباعه بأن يقوموا بإخفاء الأسلحة التي تركها الجيش المصري بعد انسحابه في نكسة يونيو 1967، وتجميعها في أماكن سرية، وذلك حتى يتمكن الجيش المصري من استرجاعها بعد انسحابه.

وقام اللواء عادل فؤاد، الذي يعد أحد أهم مؤسسي المنظمة، بالإشراف على تجهيز مسرح سيناء لصالح الحيش المصري، في بداية الستينيات.

كما قام بالإشراف على عدة عمليات خاصة خلف خطوط الجيش الإسرائيلي بجهد لا يُنسى.

وقد قام الشيخ سالم الهرش بترشيح 6 من شباب سيناء إلى المخابرات المصرية، فتم تدريبهم، وقاموا بتحقيق عمليات ناجحة عديدة، من تحديد مواقع العدو، ورصد تحركاتهم.

وبفضلهم تمكنت مخابرات سيناء من توقع هجومين إسرائيليين، أحدهما بتاريخ 2 يونيو من عام 1967م، والآخر بتاريخ 5 يونيو عام 1969م.

والبطل عودة المسعودي، الذي كان يوصل تحركات الجيش الإسرائيلي للمخابرات المصرية عبر جهاز اللاسلكي، فيختبئ نهارًا داخل بئر صغير لنجاح العملية، وظل على هذا الحال عدة أشهر.

وبفضل جهده تمكنت منظمة سيناء من تنفيذ عدة تفجيرات، أهمها تفجير مطاري المليز والعريش.

وقد تم أسره عام 1968م، ثم تم الإفراج عنه عام 1974م، وبعد نصر أكتوبر قامت الدولة بتكريمه، ومنحه الرئيس محمد أنور السادات نوط الامتياز من الدرجة الأولى.

مقاومة الشعب في معركة السويس

نذكر لكم مثالًا عن المعارك التي دارت في السويس، حينما أرادت القوات الإسرائيلية إحتلالها، لما تمتلكة من مكانة عظيمة واسم عالمي.

فحينما شنت القوات الإسرائيلية هجمتها على السويس لإحتلالها، قدمت السويس مقاومة عظيمة شارك فيها كلًا من الجنود المتواجدين بها وأهاليها.

فقد شارك في تلك المقاومة ضباط السويس، وعمال شركات النفط، وأعضاء هيئة القناة، وأفراد الجهاز الحكومي، بالإضافة إلى متطوعوا المقاومة الشعبية والجهاز المدني وأعضاء منظمة سيناء.

وقد كان مركز المقاومة داخل مسجد الشهداء، فقد كانت المقاومة تحفظ فيه إمداداتها، وتنطلق منه، كما كان المركز يعمل على رفع الروح المعنوية لأفراد الجيش والشعب المشاركين بالمقاومة.

كما كان ذلك بإشراف مباشر من المخابرات الحربية المصرية، واللواء صادق، الذي أصبح لاحقًا وزيرًا للحربية.

وقد أستطاعت المقاومة الشعبية تحقيق نصرًا عظيمًا بإنسحاب القوات المعادية، بالإضافة إلى تدمير 67 دبابة من دبابات العدو، والعديد من العربات المصفحة والعادية.

وقدزبلغت أعداد قتلى الجنود الإسرائيليين وجرحاهم عددًا كبيرًا، حتى تركوا خلفهم 33 جثة لم يستطيعوا أخذها معهم أثناء إنسحابهم.

الهجمات المفاجئة للشعب على الصهاينة

قام المقاتلون المتطوعون من الشعب بعدد 39 مقاتل، بتنفيذ هجوم مفاجئ فجر يوم 19 أغسطس لعام 1969م.
فقد أستهدفت صواريخ كاتيوشا التابعة للقوات المصرية مطار العريش.

ثم استهدفت مستعمرة “نحال سيناي”، التي كانت تستوطنها أعداد كبيرة من جنود العدو.

وأدى ذلك الهجوم إلى تدمير المطار والمستوطنة، كما ملف أعداد كبيرة من القتلى والجرحى الإسرائيلين.

المجهود الحربي

دور المجتمع المدني في نصر أكتوبر

بينما كان الجنود يقاتلون على الجبهة الخارجية، وبينمازكان الشعب منشغلًا في عملياته الدفاعية أو الهجومية.

في حين قام المجتمع المدني بالإشراف على شتى نواحي البلاد الاقتصادية والاجتماعية.

فقد قاموا بالتبرع بالدماء، وتنظيم عملية التبرع الدوري من خلال الإتحاد الإقليمي،كما قاموا بالإشراف على إعداد السجل الخاص بالتبرع.

وبينما أهتم الأطباء والممرضون بمعالجة الحرجى والمصابين.

كما قام أفراد المجتمع برعاية هؤلاء المرضى وتقديم المساعدات لهم، كما قاموا بزياتهم بشكل متكرر.

وحرص أفراد المجتمع أيضًا على معاونة اسر الشهداء، وتقديم المساعدات لهم، ورعايتهم.

كما قاموا برفع كثافة الوعي داخل المجتمع، ونشر روح حب الوطن في ستى أنحاء القرى والمحافظات.

وقد ساند الشعب جيشه بكافة الطرق المادية الممكنة، فمنهم من قام بالتبرع بمبالغ طائلة من الأموال.

ومنهم من قام بتقديم الذهب أملًا لمساندة الجيش والمخابرات المصرية والقوات المقاتلة.

كما الفنانين جنبًا إلى الشعب بدعم الجيش المصري لتحقيق نصره.

حيث قامت الفنانة أم كلثوم بإطلاق حملة “الفن من أجل المجهود الحربي”، وقامت بتخصيص إيراداتها لإمداد الجيش المصري بالسلاح والعدة.

وأقامت العديد من الحفلات داخل مصر، كحفل الاسكندرية الذي بلغت إيراداته 100 ألف جنيهًا مصريًا.

علاوة على ذلك حفل دمنهور الذي بلغت إيراداته 39 ألف جنيهًا مصريًا.

كما أقامت العديد من الحفلات خارج مصر، وذلك كحفل باريس، الذي يقال أن مجموع إيراداته بلغت الـ 3 مليون دولار.

ويُذكر أن الفنانة تحية كاريوكا، تبرعت بمجوهراتها قبل شهر أكتوبر لعام 1973م، كما أطلقت عدة حملات تبرع للجيش المصري.

وعملت الفنانة نادية لطفي كممرضة بإحدى مستشفيات المعادي العسكري، كما قامت بكتابة وإرسال العديد من رسائل الجنود المصابين إلى أهاليهم.

وقد أصدر الفنان عبد الحليم حافظ عدة أغاني وطنية، قامت بتحريك المشاعر الوطنية لدى الشعب، وخصص إيرادات أفلامه وحفلاته للتبرع للجيش المصري.

رواية السير الشعبية لحكايات النصر

كان للسير الشبيعة أثناء حرب أكتوبر أثر بالغ الأهمية في نصر أكتوبر، وتعزيز روح المقاتلين والمواطنين.

وذلك بأنها قد زرعت الرغبة في النصر في نفوس المواطنين، وقامت بتقوية المشاعر الوطنية لدى أفراد المجتمع.

كما قدمت السير الشعبية الدعم المعنوي للجنود في الجبهة الخارجية.

وأثناء الحرب قامت السير الشعبية أيضًا برواية حكايات النصر المختلفة.

والتي تناولت أدوار العديد من المصريين والعرب الذين قاموا بالمساندة المعنوية والمادية للمساعدة في تحقيق النصر.

الأمر الذي قدم دورًا بالغًا على مساندة قوات الجبهة الخارجية.

وبذلك فقد أدت التحركات الشعبية والمجتمع المدني دورًا عظيًما أدى إلى تحقيق النصر واستعادة الأراضي المحتلة خلال حرب السادس من أكتوبر.

التعليقات