في ذكرى المولد النبوي.. أهم 14 معلومة عن خير المرسلين

الزمان: 12 ربيع أول 

المكان: مكة المكرمة

كتبت: شروق الشحات

المولد النبوي.. ىجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وأخرج الناس من ظلمات الجهل إلى النور، حيث كان يعم الجهل قبل مولد النبي -صلى الله عليه وسلم-.

حالة المجتمع الجاهلي قبل مولد النبي

اجتمعت كلمة المؤرخين عامة على أن العالم الإنساني والعالم العربي بصورة خاصة، كان يعيش فى دياجير الظلم والجهل، وظلمات الطغيان والاستبداد، تتنازعه الإمبراطوريتان الفارسية شرقًا، والرومانية غربًا، ويؤكد هذه الحقيقة قول الحبيب محمد: “إِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ”.

فالأحوال متردية ساقطة هابطة في العالم الإنساني بأسره، لا سيما في العالم العربى حيث الفساد في كل جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والدينية، وقد كانت مكة على عهد البعثة تموج بحركة عاصفة من الشهوات والمآثم، كفر بالله واليوم الآخر، إقبال على نعيم الدنيا، ورغبة عميقة في السيادة والعلو ونفاذ الكلمة، والتمسك بالتقاليد الخطأ المتوارثة.

من العادات السيئة في المجتمع الجاهلى قبل البعثة

1- القمار والمعروف بالميسر.

2- شرب الخمر والاجتماع عليها وغلاء ثمنها.

3- وأد البنات وهي أن يدفن الرجل ابنته بعد ولادتها حية في التراب خوف العار.

4- قتل الأولاد مطلقًا ذكورًا كانوا أو إناثًا؛ بسبب الفقر وحالة المجاعة.

بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم- مات الجهل والظلام، وانشق القمر لجماله، وأشرقت شمس الأمل والتفاؤل، وعاد الحب والسلام.

تاريخ مولد النبي

عن ابن عباس أيضا – رضى الله عنه- قال:

«ولد النبى يوم الإثنين، واستنبىء يوم الإثنين، وتوفي يوم الإثنين، وخرج مهاجرا من مكة إلى المدينة يوم الإثنين، وقدم المدينة يوم الإثنين، ورفع الحجر الأسود يوم الاثين».

مكان ولادته

كانت ولادته في دار أبي طالب شعب بنى هاشم، وهي التي سُميت بعد ذلك بدار محمد بن يوسف أخي الحجاج بن يوسف، وهى الآن مكتبة عامة، وكانت حاضنته أم أيمن بركة الحبشية أمة أبيه، وأول من أرضعته ثويبة أمة عمه أبي لهب.

عند ولادته -صلى الله عليه وسلم-

روي أن أم النبي رأت نورًا يخرج منها فأضاء قصور الشام، قال رسول الله:

«أنا دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، وَبُشْرَى عِيسَى، وَرَأَتْ أُمِّي حِينَ حَمَلَتْ بِي أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ بُصْرَى وَبُصْرَى مِنْ أَرْضِ الشَّامِ»

النسب الشريف للنبي -صلى الله عليه وسلم-

قال الإمام البخارى -رحمه الله-:

“هو أبو القاسم، محمد بن عبد الله، بن عبد المطل، بن هاشم، بن عد مناف، بن وصى، بن كلاب، بن مرة، بن كعب، بن لؤى، بن غالب، بن فهر، بن مالك بن النضر، بن كنانة، بن خزيمة، بن مدركة بن إلياس، بن مضر، بن نزار، بن معد، بن عدنان”، وعدنان من ولد إسماعيل الذبيح رسول الله بن إبراهيم خليل الله ورسوله -صلى الله على سيدنا محمد وعليهما وعلى جميع رسله وأنبيائه-.

مكانة النبي بين قومه

لقد كان النبي من خير قبيلة وأشرف نسب، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله:

«بُعِثْتُ مِن خَيْرِ قُرُونِ بَنِي آدَمَ، قَرْنًا فَقَرْنًا، حتّى كُنْتُ مِنَ القَرْنِ الذي كُنْتُ فِيهِ».

مكانة قريش

فضل الله قريشا بسبع خصال وهي:

1- فضلهم بأن عبدوا الله عشر سنين لا يعبده إلا قرشي.

2- فضلهم بأن نصرهم يوم الفيل وهم مشركين.

3- فضلهم بأن نزلت فيهم سورة من القرآن لم يدخل فيها غيرهم (قريش).

4- فضلهم بأن فيهم النبوة.

5- الخلافة.

6- الحجابة وهي حجب الخليفة عن الرعية، وتعتبر وظيفة إدارية وضعت لحماية الخليفة من القتل والاغتيالات.

7- السقاية وهي من الأمور التي كانت تقع على عاتق قريش أثناء الحج من توفير المياه بالنسبة للحجاج الذين يأتون من كل البلاد إلى مكة.

مولد النبي

المولد النبوي.. الصفات الخلقية للحبيب

كان رسول الله أزهر اللون، أبيض مستنير مائل إلى الحمرة، واسع الجبين، أدعج العينين الدعج شدة سواد العينين مع سعتهما، وقيل أكحل، طويل الأشفار، مفلج الأسنان، عظيم المنكبين، رحب الكفين والقدمين، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير المتردد، رجل الشعر، (في شعره حجونة -أى تثن قليل-) يضرب شعره إلى منكبيه، إذا تكلم رؤى كالنور يخرج من ثناياه..

وجسمه كان فخما مفخمًا، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه، وكان رجلاً مربوعًا، ليس بالطويل ولا بالقصير، وكان إلى الطول أقرب، لم يكن يماشي أحدًا من الناس إلا طاله، ولا جلس في مجلس إلا يكون كتفه أعلى من الجالسين، وكان معتدل الخَلق، حسن الجسم، متماسك البدن، أنور المتجرد (ما تجرد من جسده).

وكانت عنقه كأنها جيد دُمية في صفاء الفضة، وذراعاه ويداه كان طويل الزندين (الذراعين) أشعرهما (كثيرا الشعر)، رحب الراحة (الكف) شثن الكفين والقدمين (غليظ الأصابع)، سائل الأطراف (أصابعه طويلة ليست بمنعقدة).

وكان أبيض الإبطين، وهي من علامات النبوة،وكان منكباه واسعين، كثيري الشعر، وكذا أعالي الصدر، وكان ضخم الكراديس (المفاصل).

ولديه خاتم النبوة وهي غُدّة حمراء مثل بيضة الحمامة، أو مثل الهلال، فيها شعرات مجتمعات كانت بين كتفيه،وهي من علامات النبوة.

كان أسيل الوجه (المستوي) سهل الخدين ولم يكن مستديرًا غاية التدوير، بل كان بين الاستدارة والإسالة، وكان واسع الجبين (ممتد الجبين طولاً وعرضًا) مستويًا.

وكان حاجباه قويين مقوَّسين، متّصلين اتصالاً خفيفًا، وعيناه: كان أشكل (طويل شِق العينين)، أدعج (شديد سواد العينين) في بياضها حمرة (عروق حمر رقاق) وهي من دلائل نبوته، وكانت عيناه واسعتين جميلتين ذات أهداب طويلة (الرموش) كثيرة، حتى تكاد تلتبس من كثرتها، إذا نظر إليه الشخص قال أكحل العينين وهو ليس بأكحل.

وأنفه يحسبه من لم يتأمله أشم ولم يكن أشم (الشمم ارتفاع في قصبة الأنف مع اسـتواء أعلاه وإشراف الأرنبة قليلا).

وكان حسن اللحية، كثّ اللحية (كثير منابت الشعر)، وكانت عنفقته (هي الشعر الذي يظهر تحت الشفة السفلى وفوق الذقن) بارزة وحولها كبياض اللؤلؤ، في أسفل عنفقته شعر منقاد حتى يصل اللحية.

وإنك لعلى خلق عظيم

المولد النبوي.. كان النبي يمتاز بفصاحة اللسان وبلاغة القول، وكان الحلم والاحتمال والصبر على المكاره، صفات أدّبه الله بها، لم يزد مع كثرة الأذى إلا صبرًا، وعلى إسراف الجاهل إلا حلمًا وكان أشد الناس حياء وإغضاء، وقال أبو سعيد الخدرى:

“كان أشد حياء من العذراء في خدرها”.

وكان أبعد الناس غضبًا وأسرعهم رضًا، وكان من صفة الجود والكرم على ما لا يقادر قدره، كان يعطي عطاء من لا يخاف فقرُا، قال ابن عباس:

“عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجودَ الناس، كان أجودُ ما يكونُ في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريلُ يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيُدارسه القرآن، فلَرسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريلُ أجودُ بالخير مِن الريحِ المُرسلة”

وكان من الشجاعة والنجدة والبأس بالمكان الذي لا يجهل، وكان أشجع الناس، حضر المواقف الصعبة وهو ثابت لا يبرح، ومقبل لا يدبر ولا يتزحزح، وما شجاع إلا وقد أحصيت له فرة وحفظت عنه جولة سواه، قال علي:

“كنا إذا حمي الوطيس أو اشتد البأس واحمرت الحدق اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون أحد أقرب من العدو منه، ولقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ وهو أقربنا إلى العدو، وكان من أشد الناس يومئذ بأسًا”.

زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم-

قال النووى -رحمه الله-:

“أولهن خديجة، ثم سودة ، ثم عائشة، حفصة وأم حبيبة وأم سلمة وزينب بنت جحش وميمونة وجويرية وصفية”، فهؤلاء التسع بعد خديجة توفي عنهن ولم يتزوج في حياة خديجة غيرها، ولا تزوج بكرًا غير عائشة.

روي عن قتادة قال:

“تزوج النبى – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – خمس عشرة امرأة، فدخل بثلاث عشرة، وجمع بين إحدى عشرة، وتوفي عن تسع”.

أولاد النبي -صلى الله عليه وسلم-

قال النووى رحمه الله، كان له ثلاثة بنين، “القاسم” وبه كان يُكنى، ولد قبل النبوة، وتوفي وهو ابن سنتين.
الثاني: “وعبد الله” وسُمي الطيب والطاهر، لأنه ولد بعد النبوة.
والثالث: “إبراهيم” ولد بالمدينة سنة ثمان، ومات بها سنة عشر، وهو ابن سبعة عشر شهرا أو ثمانية عشر.

وكان له اربعة بنات: “زينب” تزوجها أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد الشمى وهو ابن خالتها هالة بنت خويلد، “وفاطمة” تزوجها علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- “ورقية، وأم كلثوم” تزوجهما عثمان بن عفان، تزوج رقية، بعد ذلك أم كلثوم، وتوفيتا عنده ولهذا سُمي ذا النورين.

جاء النبي بأحكام الإسلام ورسالة العدل والسلام، وأثنى على عادات العرب الحسنة قبل البعثة.

عادات حسنة اتبعها العرب

1- صدق الحديث وهو خلق كريم عرف به العرب، في الجاهلية.

2- إكرام الضيف وهو إطعامه.

3- الوفاء بالعهود وعدم نكثها ومهما كلفت من ثمن.

4- احترام الجوار وتقرير مبدأ الحماية لمن طلبها.

5- الصبر والتحمل.

6- الشجاعة والنجدة والأنفة لذلك لا يقبل الذل والمهانة.

7- احترام الحُرم والأشهر الحُرم، بعدم القتال فيها إلا من ضرورة وتأمين الوافدين إلى الحرم.

8- تحريمهم نكاح الأمهات والبنات.

9- اغتسالهم بعد الجنابة.

10- المداومة على المضمضة والاستنشاق.

11- السواك والاستنجاء، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط.

12- الختان للذكور.

13- قطعهم يد السارق اليمنى.

14- الحج والعمرة.

وهذه جملة من العادات الحسنة الحميدة التي عُرف بها العرب في الجاهلية قبل الإسلام.

خاتم النبيين

المولد النبوي.. عن أبي هريرة أن رسول الله قال:

((إنَّ مَثَلي ومثلَ الأنبياء منْ قَبلي، كَمَثَلِ رجلٍ بنى بَيْتًا، فأحْسَنَهُ وأجْمَلَهُ، إلا مَوْضعَ لَبِنَةٍ من زاوية، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفونَ بِهِ، ويَعْجَبونَ له، ويقُولونَ: هَلَّا وُضِعَتْ هذه اللَّبِنَة؟!))، قال: ((فأنا اللَّبِنَة، وأنا خاتمُ النَّبيِّينَ)).

التعليقات