9 مواقف توضح حسن معاملته -صلى الله عليه وسلم- للأطفال

الزمان: 12 ربيع الأول

المكان: شبه الجزيرة العربية

كتبت: شهد الكفراوي

النبي مع الأطفال.. كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدوة حسنة في كل تصرفاته وأفعاله، حتى معاملته للأطفال.

كما كان رسول الله يعاملهم بعطف وحنان، ويوجههم إلى الخير.

معاملته -صلى الله عليه وسلم- مع أحفاده الحسن والحسين -رضي الله عنهما-

كان النبي يعامل أحفاده بعناية شديدة، وكان يداعبهم ويحملهم ويقبلهم.

كما كان يأخذهم معه إلى المسجد، ويحملهم معه في صلاته، ويجلسهم معه على دابته، وكان يحسن اختيار أسمائهم.

أخذ النبي لأحفاده معه المسجد

عن عبد الله بن شداد عن أبيه قال : “خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه و سلم- في إحدى صلاتي العشي، الظهر أو العصر، وهو حامل الحسن أو الحسين، فتقدم النبي -صلى الله عليه و سلم- فوضعه ثم كبر للصلاة، فصلى فسجد بين ظهري صلاته سجدة أطالها، قال: إني رفعت رأسي فإذا الصبي على ظهر رسول الله -صلى الله عليه و سلم- وهو ساجد فرجعت في سجودي، فلما قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصلاة، قال الناس يا رسول الله: إنك سجدت بين ظهري الصلاة سجدة أطلتها، حتى ظننا انه قد حدث أمر أوانه يوحى إليك، قال: كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني “ركب على ظهري” فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته”.

رأى رجل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُقبِّل طفلًا فاستغرب وقال “تقَبِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ؟!” فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «وَمَا أَمْلِكُ إِذَا نَزَعَ اللهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ».

النبي مع الأطفال.. حب النبي لأحفاده

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الحسن والحسين، هذا على عاتقه (ما بينَ مَنْكِبه وعُنُقِه) وهذا على عاتقه، وهو يلثم (يقَبِّل)هذا مرة وهذا مرة، حتى انتهى إلينا.

فقال له رجل: يا رسول الله إنَّك لَتُحِبُّهُما؟ قال: من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني”.

عن يعلى العامري -رضي الله عنه- أنه خرج مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى طعام دُعوا إليه.

فإذا حسين مع غلمان يلعب في السِّكَّة (الطريق)، قال: (فتقدَّم النبي -صلى الله عليه وسلم- أمام القوم، وبسط يديه، فجعل الغلامُ يفِرُّ ها هنا وَها هنا، ويضاحِكُه النبي صلى الله عليه وسلم حتَّى أخذه (أمسكه).

فجعل إحدى يديه تحت ذقنِه والأخرى في فأس (وسط) رأسه فقبَّلَه وقال: حسَيْن منِّي، وأَنا من حسَيْن، أحبّ اللَّه من أحبَّ حسَيْناً).

حسن اختيار النبي لأسماء أحفاده

عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: “لمَّا وُلِدَ الحسنُ سمَّيتُه حرباً، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أروني ابني، ما سميتموه؟ قلنا: حرباً، قال: بل هو حسن”.

“فلما وُلِدَ الحسين سمَّيتُهُ حرباً، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أروني ابني، ما سميتموه؟”

“قلنا: حرباً، قال: بل هو حسين، فلما وُلِدَ الثالث سمَّيتُهُ حرباً، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أروني ابني، ما سميتموه؟ قلنا: حربا، فقال: بل هو محسن”.

معاملته -صلى الله عليه وسلم- مع الطفل الذي مات عصفوره

كما كان رسول الله في يوم من الأيام يزور سيدنا أنس بن مالك في بيته، فرأى طفلاً عمره لا يتجاوز الثلاث سنوات.

وهو عمير أخو سيدنا أنس بن مالك، وكان في يده طائر يشبه العصفور.

فقال له صلى الله عليه وسلم: “يا أبا عمير، ماذا فعل النغير؟” فضحك عمير.

وبعد أيام جاء رسول الله إلى أنس بن مالك وسأله عن عمير، فأجابه سيدنا أنس بأن عصفوره قد مات، وأنه حزين عليه.

فأقبل سيدنا رسول الله إلى الطفل وأخذ يخفف عنه حتى ضحك الطفل.

معاملته -صلى الله عليه وسلم- مع الغلام اليهودي

كما أن معاملة سيدنا النبي الحسنة لم تقتصر على أولاد المسلمين فقط، بل شملت الغلام اليهودي.

كان غلام يهودي يخدم النبي -صلى الله عليه وسلم- فمرض، فأتاه يعوده، فقعد عند رأسه.

فقال له: «أسلم»، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال: أطع أبا القاسم، فأسلم.

فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: «الحمد لله الذي أنقذه من النار».

أحسن معاملة الفتيات

النبي مع الأطفال.. كانت معاملة المشركين في الجاهلية أنهم يفضلون الأولاد على البنات، وكانوا يدفنونهم أحياء.

لكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأحسن معاملتهم، ولم يفرق بين أحد منهم.

كما وعد من يرعى البنت ويحسن إليها بالأجر الجزيل، وجعل حسن تربيتها ورعايتها والإنفاق عليها من الأسباب الموصلة إلى الجنة.

لذلك قال -صلى الله عليه وسلم-: «من عال ابنتين أو ثلاث بنات، أو أختين أو ثلاث أخوات، حتى يَمُتْنَ أو يموت عنهن، كنت أنا وهو كهاتين -وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى-».

معاملته مع أمامة بنت أبي العاص

لما ماتت أمها زينب، أشفق النبي عليها وحنّ إليها، لذلك كان يخرج إلى الصلاة ويحملها.

عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه: “أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي وهو حاملٌ أمَامَة بنت زينب بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولأبي العاص ابن الربيع بن عبد شمس، فإذا سجد وضعها، وإذا قام حملها”.

موقفه مع أم خالد

عن أم خالد بنت خالد -رضي الله عنها- قالت: أتِيَ النبي -صلى الله عليه وسلم- بثيابٍ فيها خميصة سوداء صغيرة.

“فقال: «من ترون أن نكسو هذه؟»، فسكت القوم، فقال: «ائتوني بأم خالد».

فأُتي بها تحْمل، فأخذ الخميصة بيده فألبسها، وقال: «أَبْلِي وأَخْلِقِي»، وكان فيها عَلَمٌ أخضر أو أصفر.

فقال:«يا أم خالد هذا سناه -حسن-».

وعلى الرغم من انشغال رسول الله بالدعوة والغزوات لكنه كان يعامل الأطفال معاملة حسنة؛ لذلك علينا أن نقتدي بالهدي النبوي في حياتنا.

النبي مع الأطفال

التعليقات