الزمان: قبل 25 قرنًا ق.م
المكان: الأهرامات الثلاثة في الجيزة
كتبت: حفصة أسامة
بناة الأهرامات.. الأهرامات الثلاثة هي إحدى عجائب الدنيا السبع، ومن المعروف أن المصريون القدماء هم من قاموا ببناءها.
ولكن هناك من يقول بخلاف هذا الكلام، ومنهم أيضًا من ينسبها إلى أجداده، فهل ما يُقال بشأن هذا صحيح؟
للإجابة عن هذا السؤال يمكنك متابعة المقال، حيث سنعرض لك بعض من المزاعم التي تُشاع عن حقيقة بناة الاهرام والرد عليها.
الأهرامات الثلاثة.. مقبرة الجيزة
الأهرامات الثلاثة والتي يطلق عليها أيضًا “مقبرة الجيزة”، تتضمن: هرم الملك خوفو الأكبر، الذي كان يصل ارتفاعه سابقًا إلى 146 مترًا وأصبح يصل إلى 137 مترًا.
وهرم الملك خفرع الأوسط، الذي كان يصل ارتفاعه إلى 143 مترًا، وأصبح ارتفاعه الآن 136 مترًا.
كما تشمل أيضًا الهرم الأصغر، وهو هرم الملك منقرع والذي كان يصل ارتفاعه سابقًا إلى 65.5 مترًا.
وأصبح يصل إلى ارتفاع 62 متر.
ويُشاع بأن تلك الأهرامات ما هي إلا مقابر ملكية لهؤلاء الملوك السابقين.
أين تقع الأهرامات الثلاثة؟
تقع الأهرامات داخل القاهرة الكبرى في مصر وتحديدًا في هضبة الجيزة.
الأهرامات وعجائب الدنيا السبع
أهرامات الجيزة هي إحدى عجائب الدنيا السبع، والتي قام “فيلو البيزنطي” بتصنيف قائمتها.
وقد ضمها إلى تلك القائمة وذلك لعدة أسباب وهي:
1- الطريقة التي استخدمها المصريين القدماء لبناء الأهرامات ما زالت طريقة مجهولة.
2- طريقتهم لنقل الاحجار الضخمة المُستخدمة في البناء لا تزال سرًا غامضًا إلى الآن
3- التساؤلات الشائعة حول عمر الأهرامات بالتحديد، وإلى أي عصر من عصور الأنبياء تنتمي، لا تزال تساؤلات بدون إجابة.
فكل هذه تعد أسرارًا غير مكتشفة إلى الآن، وذلك ما يجعلها سرًا عظيمًا وغامضًا من أسرار الكون.
عمر الأهرامات
يشاع أن أهرامات الجيزة بنيت في فترة بين 2480 و 2550 ق.م، وبذلك فقد بنيت قبل حوالي 25 قرنًا قبل الميلاد.
أما تاريخ بناءها وعمرها تحديدًا فلا يزال ذلك غير مكتشفًا إلى الآن.
بناء الأهرامات
بنيت الأهرامات الثلاثة بالملاط والذي يعتبر أقوى من الأحجار العادية.
وعلى الرغم من لا نعرف إلى الآن كيف يتم صناعته، إلا أنه أحد الاسباب خلف بقاء الأهرامات سليمة نوعًا ما إلى عصرنا هذا.
كما يقال أيضًا أنها بنيت من أحجار كبيرة ضخمة نحتت بأزاميل نحاسية من المحاجر الحجرية.
كان يستغرق بناء الهرم الواحد حوالي 200 عام.
الأكذوبة الأولى: اليهود هم بناة الأهرامات
وقعت معاهدة “كامب ديفيد” في 7 سبتمبر 1978م، وقام بتوقيعها كلًا من الرئيس المصري “محمد أنور السادات” ورئيس الوزراء الإسرائيلي “مناحيم بيغن”، وذلك في البيت الأبيض.
وبعد تلك المعاهدة بدأ اليهود بالإدعاء أن الفراعنة لم يكونوا بناة الأهرامات وإنما نسبوا بناءها إليهم.
كما عثروا على مجموعة من البرديات في جزيرة “الفيلة” بأسوان كتبها اليهود.
وقاموا فيها بنسب الأهرامات إليهم، وادعوا أنهم شركاء في صناعة الحضارة المصرية القديمة.
الرد على مزاعم اليهود حول بناة الأهرامات
وفقًا لندوة “الآثار المصرية والسامية من حقائق التاريخ ومزاعم الصهيونية” التي عقدتها كلية الآداب بجامعة عين شمس أنها ليست المرة الأولى التي يقوم اليهود فيها بهذه الإدعاءات.
وقد تم الرد في هذه الندوه على مزاعم اليهود لبناءهم الأهرامات، وذلك بالحجج المنطقية السليمة، والأدلة الواقعية.
كما تم نسب الأهرامات للمصريين القدماء.
وذكر “جوش منتز” الكاتب الإسرائيلي في صحيفة “هاآرتس” أن “تاريخ العبودية الذي أشارت إليه التوراة يأتي بعد 300 عامًا من تاريخ الانتهاء من بناء الأهرامات”، وبالتالي لا يمكن إثبات مزاعم اليهودية في كونهم بناة الأهرامات.
الأكذوبة الثانية: العبيد هم بناة الأهرامات
كان من أوائل من زعم بأن العبيد هم من قاموا ببناء الأهرامات المؤرخ الإغريقي “هيرودوت“.
فقد أوضح أن من قاموا ببناء الأهرامات كانوا عبيدًا سلبوا إرادتهم وتم إجبارهم على العمل في بناءها.
بعد اكتشافات عديدة حول الأهرامات وتاريخ المصريين القدماء، تم إثبات أن تلك الإدعاءات ما هي إلا إدعاءات باطلة.
وأن من قام ببناء تلك الأهرامات ما هم إلا عمالًا يتقاضون أجرهم على بناءها.
الرد على الأقوال التي تزعم بناء العبيد للأهرامات
تم العثور مؤخرًا على مقابر للعمال الذي عملوا على بناء هرم خوفو.
وبداخل تلك المقابر وجدوا هياكل عظيمة لهؤلاء العمال، بجانبها أنواع مختلفة من الطعام وذلك كنوع من تكريمهم.
وأوضح زاهي حواس، عالم الآثار المصري، في هذا السياق، أن تلك المقابر التي تم العثور عليها أكدت أن الذين قاموا ببناء الأهرام كانوا عمالًا يتم تسليم أجورهم إليهم وليسوا مجرد عبيد مجبرين.
كما أن هؤلاء، العمال كانوا ينالون قدرًا كبيرًا من الاحترام، حتى دُفن من مات منهم أثناء العمل في تلك المقابر التي تقع بالقرب من الأهرامات.
الأكذوبة الثالثة: قوم عاد هم بناة الأهرامات
قوم عاد هي قبيلة كبيرة، تمتاز بضخامة الحجم، تعيش في الجزيرة العربية جهة الجنوب.
وهي قبيلة نبي الله هود عليه السلام، وقد كفروا به فأخذتهم عاصفة بإذن من الله -تعالى- لم ينجوا منها إلا هودًا عليه السلام ومن آمن معه.
كما ظهرت مؤخرًا قصص وشائعات انتشرت بشكل كبير في بعض الأوساط العربية، تفيد بأن قوم عاد هم من قاموا ببناء الأهرامات وبعضًا من المعالم الآثرية المصرية الأخرى.
وقد أثبت العلماء الذين يؤيدون هذا الادعاء صحة ما يُشاع، بقولهم أن الفراعنة قاموا ببناء 5 قلاع في سيناء باستخدام الطين وليس الأحجار، فمن المفترض أن من يقوم بالبناء سيقوم باستخدام ما يقدر جسده على تحمله.
أما الأهرامات فقد أُستخدمت فيها أحجارًا كبيرة الحجم قد تصل إلى 1000 طن، وذلك وفقًا لقولهم.
الرد على من يؤيد أن قوم عاد هم بناة الأهرامات
نفي زاهي حواس، الوزير الأسبق لشئون الآثار، أن قوم عاد هم من بنوا الأهرامات، حيث لا يوجد دليل واحد على أن هذا الإدعاء صحيح، مؤكدًا أن قوم عاد يسكنون اليمن وليس لهم أي صلة نهائيًا بمصر.
أما عن كيفية تعامل الفراعنة مع أحجار الأهرامات، فما يقولونه أن تلك الأحجار تصل إلى 1000 طن هو قول باطل.
فإن وزن هذه الأحجار في الحقيقة يتراوح بين 2.5 و 15 طن.
كما أكدت البحوث العلمية والدراسات المكثفة في علم الآثار، أن الفراعنة قاموا باستخدام عدة طرق لنقل هذه الأحجار.
إحدى تلك الطرق هي استخدام زلاجات خشبية لسحبها، وقاموا بالإستدلال على تلك الطريقة من الرسومات المتواجدة داخل المقابر.
من تلك الطرق أيضًا قيام الفراعنة بحفر شبكة قنوات مائية ضخمة من نهر النيل، لنقل تلك الأحجار إلى موقع البناء، وذلك عبر قوارب خشبية تم ربطها مع بعضها بالحبال.
وبهذا تم توضيح حقيقة ماهية وتم الرد على تلك المزاعم الكاذبة، وذلك بالأدلة العلمية السليمة.
التعليقات