الزمان: منذ 6 الآف عام مضى.
المكان: الأسرة السابعة عشر في مصر الفرعونية.
اعتاد الأطفال أن يحتفلوا بقدوم شهر رمضان الفضيل بترديد أغنية “وحوي يا وحوي” أو «حلو يا حلو» وهم يحملون فوانيس مضيئة يلعبون بها في الشوارع، لكن ما أصل هذه الأغنية؟ وما معنى كلمة وحوي التي لم تعد مستخدمة في مصطلحاتنا الحالية؟
«وحوي يا وحوي».. حكاية منذ 6 الآف عام
“وحوي يا وحوي” هي كلمات فرعونية أو قبطية قديمة تعني أهلًا ومرحبًا، أما “إياحا” فالمقصود بها هنا هي الملكة إياح حتب والدة الملك أحمس طارد الهكسوس.
قصة سُطرت بعنوان التضحية والوفاء
فتقول القصة أن الهكسوس دخلوا مصر بالقوة واستبدوا في البلاد وعاثوا فيها الفساد، وفي عهد الأسرة السابعة عشر انتفض الشعب المصري للتخلص من حكم الهكسوس الجائر، وكانت الملكة “إياح حتب” قد فقدت زوجها الملك “سقنن رع” في الحرب ضد الهكسوس، وكذلك قُتل ابنها “كاموس” على أيديهم فأقسمت أن تنتقم من الهكسوس؛ لذا شجعت ابنها أحمس على قيادة الجيش، كذلك قدمت ابنتها الملكة “نفرتاري” وقادت كتيبة من كتائب الجيش حتى استطاعوا أن ينتصروا عليهم وتعود مصر للمصريين.
وُلِد القمر والهلال
بعد عودة الجيش بالانتصار الساحق خرج الشعب لتحية الملكة “إياح حتب” التي كان لها دورًا بارزًا في تحرير مصر، واستقبلوها بالورود والزينة مرددين: “واح واح إياح” أي “تعيش تعيش إياح”، وكان اسم “إياح” يعني وُلِد القمر أو الهلال، بينما “حتب” يعني الزمان فيكون اسم الملكة “قمر الزمان”.
«وحوي يا وحوي».. مزيج من الفرعونية والقبطية القديمة
طبقًا لمن يقول أن أصل الكلمات فرعوني فإن معنى “وحوي يا وحوي إياحا” هو “أهلًا ومرحبًا بالهلال أو القمر”.
أما طبقًا لمن يقول بأنها لغة قبطية قديمة فإن “وحوي” تعني اقتربوا و”إياحا” تعني الهلال فيكون المعنى “اقتربوا لرؤية الهلال”.
قمر الزمان.. تعويذة المصريين
منذ أن حمل المصريون المشاعل والمصابيح وهم يهتفون بهذه الكلمات، أصبحت وحوي إياحا أو أهلًا يا قمر تعويذة المصريين وشعارهم في استقبال كل قمر يحبونه، وعلى رأسهم جميعًا قمر رمضان.
«حالو يا حالو».. خلقتها لغات متعددة
“حالو يا حالو رمضان كريم يا حالو حل الكيس وادينا بقشيش لنروح منجيش يا حالو” هذه الأغنية جمعت في طياتها لغات مختلفة، فكلمة “حالو” لفظ قبطي وهيروغليفي قديم، تعني “شيخ أو رجل متقدم في السن”، أما “رمضان كريم” فهي لغة عربية، فكأنك تقول “عم يا عم رمضان كريم يا عم”.
“حل الكيس وادينا بقشيش” الكيس هنا كلمة فارسية تعني “المحفظة”، أما كلمة “بقشيش” فهي لغة تركية بمعنى “عطية أو هبة”.
“يا نروح ما نجيش” ال “يا” هنا قبطية بمعنى “أو”، وكلمة “فانوس” لفظ يوناني معناه “الشيء المنير”.
فهنا اجتمعت القبطية والهيروغليفية والفارسية والتركية واليونانية في سطور أغنية واحدة ترحب بقدوم شهر رمضان المبارك.
التعليقات