الزمان : قمة العشرين 9 سبتمبر 2023
المكان: الهند
كتبت: ضحى أشرف
تغيير اسم الهند: أصدرت الحكومة الهندية قرارًا مفاجئًا هز العالم أجمع ، وذلك حين أعلنت عن رغبتها في إعادة تسمية دولة الهند لـ“بهارات” فلماذا اتخذت الحكومة ذلك القرار ؟ وما هي علاقة تلك الكلمة بتاريخ الهند؟ هذا ما سوف نتعرف عليه الأن
سبب رغبة الحكومة في تغيير اسم الهند
منذ تولي الحكومة الهندية أمورالبلاد، وهي تسعى إلى إزالة كل ما له علاقة بمظاهر الاستعمار من كتب التاريخ والتخطيط العمراني والهيئات السياسية في البلاد.
ولم تكتف الحكومة بذلك؛ بل اتخذت خطوة جديدة في ذلك الأمر وتلك الخطوة تتعلق بتغيير اسم دولة الهند.
حيث أعلنت عن القمة العشرين لها التي أقيمت في 9 سبتمبر، باستخدامها مصطلح “رئيس بهارات”، مما أثار ضجة في العالم أجمع.
وكانت السلطات قد حاولت قبل سنوات، تغيير اسمها لـ “بهارات” بسبب عودة التسمية إلى حقبة الاستعمار البريطاني، إلا أنّ المحكمة العليا رفضت ذلك.
خطوات الحكومة في إزالة مظاهر الاستعمار
كما قامت الحكومة أيضًا بتجديد المجمع البريطاني الذي صممه البريطانيون.
بالإضافة إلى كشفها الشهر الماضي عن نيتها في تعديل القوانين التي تعود إلى حقبة الاستعمار.
كما أزالت الحكومة أيضًا أسماء الأماكن الإسلامية التي فُرضت خلال إمبراطورية المغول التي سبقت الحكم البريطاني.
كما دعت الحكومة إلى عقد جلسة خاصة للبرلمان في وقت لاحق من الشهر مع جعل جدول الأعمال سري.
جهود الحزب القومي في مسألة تغيير اسم الهند
وكان أعضاء الحزب القومي الهندوسي “بهاراتيا جاناتا” الحاكم قد سعوا سابقًا إلى شن حملة معادية لمن يستخدم اسم “الهند” الذي فرض خلال الغزو البريطاني.
آراء الشعب الهندي في قرار تغيير اسم الهند
انقسمت آراء الهنود ما بين مؤيد ومعارض، حيث كتب “شاشي ثارور” من حزب المؤتمر المعارض على موقع “إكس”، “آمل ألا تكون الحكومة حمقاء إلى حد الاستغناء تمامًا عن الهند”.
وأعقب حديثه قائًلا: “يجب أن نستمر في استخدام الكلمتين بدًلا من التخلي عن مطالبتنا باسم تفوح منه رائحة التاريخ، وهو الاسم المعترف به في جميع أنحاء العالم”.
بينما رحب لاعب الكريكت السابق فيريندر سيهواج؛ باحتمال تغيير الاسم.
وعبر عن ذلك بدعوته لمجلس الكريكت الهندي؛ البدء باستخدام كلمة “بهارات” على زي الفريق الرسمي.
وتابع إعلان تأييده بنشر تغريده قال فيها: “الهند اسم أطلقه البريطانيون لقد طال انتظارنا لاستعادة اسمنا الأصلي بهارات”.
بينما قال وزير الداخلية أميت شاه أمام البرلمان أن التغييرات العديدة تتعلق بالمراجع التي أصبحت قديمة ؛ كما تعود إلى النظام الملكي البريطاني وهناك تغييرات أُخرى تتضمن “إشارات للعبودية”.
أصل كلمة بهارات
هي كلمة مشتقة من اللغة السنسكريتية القديمة، ومن كلمة “بهاراتام” والتي تعني “أرض الجنوب”.
وبدأت تلك التسمية بالظهور في 26 يناير 1950، وهو الوقت الذي ظهر فيه دستور الهند؛ حيث اختير الاسم الرسمي للهند باسم “بهارات
وبحسب التقارير التاريخية، فمن المحتمل أن يعود أصل “بهارات” إلى زمن الإمبراطور “بهاراتا” المعروف باسم الفاتح الأول لشبه القارة الهندية بأكملها “ الهند وجمهورية الهند”.
وبهاراتا كان إمبراطورًا عظيمًا في تلك البلاد، حيث غزا وحكم شبه القارة الهندية بأكملها.
وكانت إمبراطوريته تُسمى “بهارا تفارشا” والتي امتدت من جبال الهيمالايا إلى البحر.
كلمة “بهارات” في التاريخ
1 ـ الجذور التاريخية
تعود أصول الكلمة إلى الكتب والنصوص الهندية القديمة، فنجد أن بهارات هو اسم ملك قديم حكم مملكة أسطورية وأعطى الأرض اسمها.
2 ـ الإشارة الدستورية
كما أن مصطلح “بهارات” معترف به رسميًا كاسم للهند في الدستور الهندي.
حيث تنص المادة الأولى من الدستور على أنّ “الهند” أي بهارات، يجب أن تكون اتحادًا للولايات”
3 ـ الأهمية الثقافية
وغالباً ما يتم استخدام مصطلح “ بهارات” للإشارة إلى الهند بالمعنى التقليدي للتركيز على تاريخها الغني وثقافتها العميقة.
4 ـ الروابط اللغوية
كما أن ّ كلمة “بهارات” تستخدم للإشارة إلى الهند في العديد من اللغات الهندية، بما في ذلك الهندية والسنسكريتية.
5 ـ المعنى الرمزي
إلى جانب الاستخدام الحرفي للكلمة؛ حيث ترمز “بهارات” إلى وحدة الهند وتنوعها، مما يعكس تاريخ البلاد الغني ونسيجها الثقافي.
6 ـ حركة الاستقلال
خلال حركة الاستقلال الهندية، تم استخدام مصطلح “بهارات” على نطاق واسع . لتأكيد الهوية الثقافية والتاريخية للهند خلال سعيها للاستقلال عن الحكم البريطاني.
7 ـ الاستخدام الحديث
و غالبًا ما تستخدم اليوم كلمة “بهارات” إلى جانب “الهند” كاسم رسمي مما يسلط الضوء على تراثها القديم إلى جانب هويتها الحديثة.
دول قامت بتغيير أسمها
سبقت الهند العديد من الدول في اتخاذها قرارًا بشأن تغيير أسمها.
حيث نشرت مجلة “ناشيونال جيوغرافيك” قائمة بأشهر الدول التي اختارت تغيير اسمها.
وأوضحت الأسباب التاريخية والجغرافية وقصة هذا التغيير الذى أثار فضول الكثيرين وتلك الدول هي
1 ـ هولندا
قررت الحكومة الهولندية التخلي عن أسمها منذ عام 2020، ويقال أن سبب اتخاذها ذلك القرار هو جزء من محاولتها للابتعاد عن ارتباط اسمها بالعادات السيئة كـالخمر.
2 ـ مقدونيا الشمالية
في عام 2019 تم تسمية مقدونيا رسميًا بذلك الاسم، وكان دافعها من تغير اسمها هو تحسين علاقتها السياسية.
حيث سعت مقدونيا الشمالية إلى تحسين العلاقات مع اليونان؛ لأنها كانت تتطلع إلى الانضمام إلى الناتو والاتحاد الأوروبي.
وكانت اليونان تعارض استخدام اسم مقدونيا للبلد المجاور؛ بسبب أن اسمها هو اسم منطقة جغرافية في اليونان.
كما أن مقدونيا أيضًا كانت مملكة يونانية قديمة حتى أن الخلاف حول التسمية ساهم في عدم الاستقرار في المنطقة.
3 ـ جزيرة الرأس الأخضر
تم تغيير اسم الجزيرة إلى “كابو فيردي” في عام 2013، وهو نفس الاسم الأصلي الذي أطلقه عليها البحارة البرتغاليون عام 1444.
4 ـ يوغسلافيا
تم تأسيس المملكة عام 1929، وبعد الحرب العالمية الثانية سيطرت حكومة شيوعية وأعادت تسميتها بجمهورية يوغوسلافيا الشعبية الفيدرالية.
وفي عام 1963 تم إعادة تسميتها مرة أخرى إلى جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الاشتراكية، ولم تعد الدولة تعرف بهذا الاسم بعد تقسيمها.
5 – زائير (جمهورية الكونغو الديمقراطية)
كانت جمهورية الكونغو الديمقراطية تعرف رسميًا بعدة أسماء مثل الكونغو فري ستيت وبلجيكا كونغو والكونغو- ليوبولدفيل.
وفي عام 1960 حصلت على الاستقلال تحت اسم “جمهورية الكونغو”، ثم تم تسميتها باسم نهرالكونغو من 1965 إلى 1971، ثم تم تغيير اسم البلد إلى “جمهورية الكونغو الديمقراطية”.
وفي عام 1971 أطلق عليه الرئيس موبوتو سيسي سيكو اسم “جمهورية زائير” رغم تصويت المؤتمر الوطني السيادي لصالح تغيير الاسم إلى “جمهورية الكونغو الديمقراطية”، ثم تم تنفيذ التصويت في عام 1977 بعد سقوط موبوتو.
6 – بلاد فارس (إيران)
في عام 1935، وجّهت الحكومة الإيرانية للدول التي تربطها بها علاقات دبلوماسية.
بالإشارة إلى نفسها باسم إيران بدلًا من بلاد فارس، وبدأ اسم “إيران” يظهر في الوثائق الرسمية منذ ذلك الوقت.
7ـ سويزلاند (إي سوا تيني)
قامت سوازيلاند بتغيير اسمها مؤخرًا، لتُعرف باسم إي سوا تيني، وتعني أرض السوازيين. وقد وتم تغيير الاسم بسبب تشابه نطق اسمها مع اسم سويسرا في النطق الإنجليزي.
8 ـ جمهورية التشيك (تشيكيا)
منذ 2016 غيَّرت التشيك اسمها لتُعرَف حديثًا باسم “تشيكيا، وذلك لسهولة نطق الاسم الحديث، وهو ما يصب في مصلحة البلاد في الترويج لهويتها على الساحة الدولية.
9 – بورما (ميانمار)
تم تغيير اسم بورما إلى ميانمار التي كانت موضعًا للجدل، حيث قام المجلس العسكري بتغيير الاسم عام 1989.
بعد عام واحد من مقتل العديد من الأشخاص في محاولة لصد المظاهرات، كما تم الاعتراف بتغيير الاسم في العديد من البلدان؛ بما في ذلك فرنسا والأمم المتحدة واليابان
ولكن لم تعترف كلاً من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بالجيش غير المنتخب.
10ـ سيريلانكا
كانت سريلانكا تعرف باسم سيلان في الفترة التي كانت محتله فيها من قبل المملكة المتحدة أي من 1815 إلى عام 1948.
وتم تقديم اسم سريلانكا أثناء الدفع نحو الاستقلال في أوائل القرن العشرين، حيث تم استخدامه من قبل حزب الماركسي لانكا سما ساماجا.
بينما تم استخدام اسم “سري” من قبل حزب “سري لانكا” للحرية، لذلك اعتمدت رسميًا اسم “جمهورية سري لانكا” في عام 1972 ثم تغير الاسم إلى “جمهورية سريلانكا الديمقراطية الاشتراكية” في عام 1978.
11ـ فولتا العليا (بوركينا فاسو)
في أغسطس 1984 غيرت بوركينا فاسو اسمها التي كانت تعرف به وهو فولتا العليا، من قبل الرئيس توماس سانكار.
حيث اختار أسماء “بوركينا” و”فاسو” من اللغتين الرئيسيتين في البلاد.
وبوركينا تعني “الأشخاص الشرفاء” بلغة مور، بينما فاسو تعني “الوطن الأم” بلغة ديولا، والكلمتين معًا تعنيان “أرض الشرفاء”.
وبهذا يمكننا القول أن الهند تسعى لخطوة إيجابية برغبتها في توطين كل جوانب حياتها.
التعليقات