كتبت: شروق الشحات
هو “الفريق أول محمد رفعت إبراهيم عثمان جبريل” من رجال المخابرات المصرية العظام، ورئيس جهاز الأمن القومي، ووكيل جهاز المخابرات العامة المصرية، ورئيس جهاز المخابرات العامة عام 1983-1986، الملقب بثعلب المخابرات المصرية.
مولده ونشأته
ولد سنة 1928، في قرية “شبرا أوسيم”، بكوم حماد محافظة البحيرة، في بيت ريفي بسيط وأسرة ميسورة الحال، لكن توفي والده وهو في السابعة من عمره، وعلى الرغم من ذلك تعلم بمدرسة دمنهور الأميرية التي كانت في هذا الوقت مدرسة الأثرياء والأعيان، ثم التحق بعد حصوله على الشهادة التوجيهية بكلية التجارة جامعة القاهرة.
كان حلم حياته أن يلتحق بالكلية الحربية، ولكن موعد التقديم انتهى، وتأجل الحلم عام كامل مر هذا العام ثقيلًا ومملًا، ورغم تفوقه في كلية التجارة إلا أنه لم يفقد الأمل في الإلتحاق بالكلية الحربية، وكان يذهب كل صباح إلى مقر الكلية الحربية، للتأكد إن كان باب التقديم فُتح أو لا، وعلى الرغم من ذلك كان متخوفًا للغاية فقد كانت الكلية الحربية في ذلك الوقت بالواسطة.
شاء القدر أن يتعرف على مدير عام القرعة “التجنيد حاليا” في جلسة عائلية، وحين أدرك طموح الثعلب قرر مساعدته، ونجح في جميع الإختبارات حتى وصل إلى اختبار كشف الهيئة الأخير، كانت اللجنة برئاسة “حيدر باشا” وزير الحربية في هذا الوقت، “وعثمان باشا” رئيس الأركان، ومجموعة من كبار رجال الجيش، لكن إدارة الكلية لم تقبل ملف “الثعلب” بحجة عدم وجود إعلام وراثة في الملف.
حكى “الثعلب” لحيدر باشا ما حدث، فأخبره مدير الكلية بضرورة وجود إعلام وراثة، عندها قال الثعلب أن الكلية الحربية حلمي الكبير ولن أتخلى عنها بسهولة، أُعجب حيدر باشا بكلامه وطلب منه إحضار الأوراق، وتم إعلان اسمه من ضمن المقبولين بالكلية الحربية.
تخرجه من الكلية الحربية والمهام التي كُلف بها
تخرج سنة 1950، واستمر في الكلية الحربية 18 شهر فقط، لأن الجيش ذهب قبل ذلك بشهور إلى حرب 1948 فتم تكثيف مدة الكلية، وكان متفوقًا في الفروسية والرماية ،حتى أصبح من أحد قيادات الطلبة “أمباشا” أي رئيس مجموعة، وبعد تخرجه من الكلية التحق بسلاح المدفعية، وفي عام 1951 تم قبوله في تنظيم الضباط الأحرار، بترشيح من “خالد فوزي” رئيس إحدى شعب التنظيم.
عندما قامت الثورة
١- كان مسئولًا عن مخازن الذخيرة، وقام بتهريب الذخيرة وتسليمها إلى “علي شفيق” سكرتير المشير العام فيما بعد.
٢- كان يقوم بتوزيع المنشورات داخل الجيش.
٣- في ليلة 23 يوليو كان مسئولا عن أمن نقاط التفتيش بمنطقة العباسية.
٤- شارك في القبض على عدد من أصحاب الرتب الكبيرة، التي كانت تمثل عائقًا كبيرًا أمام نجاح الثورة.
من الأعمال التي قام بها أيضًا
شارك في حرب 1956، وكُلف هو وأصدقائه بقطع الطريق على القوات الإنجليزية، ومنعها من دخول القاهرة عن طريق وادي المعادي.
كما شارك أيضًا في ذراعة الألغام في قناة السويس، لمنع تقدم أي بواخر لتحالف العدوان الثلاثي، وخلال الحرب أشرف على جمع المعلومات عن العدو، الذي كان -وقتها- قد بدأ يتقدم من السويس إلى القاهرة، كما كان يدعو بعض المواطنين لجمع الأخبار عن العدو، وتحليلها وإمداد الجيش بها.
إنشاء جهاز مستقل للمخابرات المصرية
قبل تشكيل جهاز المخابرات العامة، كان يوجد في مصر ما يُسمى “مخابرات الحرس الوطني”، وكان الثعلب ضابط بهذا الجهاز، وبرز دوره هو وزملائه من خلال تدريب الشعب وإقامة المعسكرات فى كل محافظة، وبعد انتهاء الحرب وانتصار مصر، تم إنشاء جهاز مستقل للمخابرات، على يد “زكريا محي الدين” “وعلي صابر” حيث تم تكليف زكريا محي من جمال عبد الناصر، بإنشاء جهاز مستقل للمخابرات ولكن كان المسؤول المباشر “علي صبري” الذي جاء من سلاح الطيران وبالفعل كانت البداية بمقر منطقة منشأة الكبرى.
المهام كلف بها بعد دخوله الجهاز
كشف مكافحة التجسس الإسرائيلي، وكان في ذلك الوقت نقيب، ثم ترقى بعد ذلك إلى رتبة رائد، وفي عام 1967 كان مشرفًا على الجهاز، وألقى القبض على جاسوس “روسي” كان خبيرًا في القوات المسلحة من المدرسين للتدريب على استعمال السلاح.
عندما قرر “السادات” طرد السوفييت عام 1971، كان وقتها الثعلب في مأمورية باليمن، فأرسل له برقية لتهنئته على هذا القرار لأنهم كانوا مخبرين.
مهمته في اليمن
نجحت السلطات اليمنية في القبض على ضابط
مخابرات إسرائيلي يدعى “باروخ مزراحي”، وطلبت اليمن المساعدة من مصر ليتم التحقيق معه، فذهب بصفته أحد خبراء المخابرات لاستجوابه، وعندما علم الإسرائيلي أن الذي سيستجوبه مصري تحدث على الفور.
كشف خبايا عمليات عميل “الموساد” الذي استاجر فيلا “اسمهان” واخترق سلاح الفرسان، حيث كانت مصر مستهدفة إلى حد كبير من اليهود في جميع أنحاء العالم والأمريكان، حتى بعض الدول الأوروبية الصديقة كانت تتجسس على مصر لصالح إسرائيل.
أحيانا تتم هذه العمليات بمعرفة القيادات السياسية العُليا في هذه البلاد، وأحيانا عن طريق أجهزة المخابرات، التي نجح الموساد في استخدام عدد منها، وكان الأمر يتم وفقُا لنظام تبادل المعلومات بين الأجهزة.
كان تركيز الثعلب على واحدة من هذه العمليات، وهي خاصة إيقاع ضابط مخابرات إسرائيلي “فولجانج لوتز”، الذي كان مسؤولا عن تفخيخ الرسائل الموجهة لعلماء الصواريخ الألمان الذين كانوا يعملون مع عبد الناصر.
في عام 1958 كانت أول قضية يتولاها، لعميل يدعي “فؤاد محرم علي” وكان من أب مصري وأم سويسرية، لم يكمل تعليمه حيث خرج في السنة النهائية لكلية الطيران، و عمل في مجال الإتصالات واستطاع ضابط من جهاز المخابرات الإسرائيلي أن يجنده وكان هذا الضابط فائق الذكاء؛ فتم إقناعه بأن المهام التي يقوم بها لصالح مصر، عن طريق هذه المنطقة التي كان لا يعلم أنها إسرائيلية، وكانت حجة المنظمة له أنهم يدافعون عن مصر ويكافحون الشيوعيه بها، وأنه كلما جاء بمعلومات أكثر استطاعوا مكافحة الشيوعية بشكل أسرع، تمت محاكمته عن طريق أمن الدولة وكان يتولاها “البهنساوي” وأصدر الحكم ضده بالإعدام شنقا.
استدراج الجاسوسة هبة سليم
قام بالقبض على العميلة المصرية الأصل هبة سليم باستدراجها إلى مطار عربي، ومن ثم ترحيلها إلى القاهرة لمحاكمتها، بعد اعترافها بالتجسس لصالح إسرائيل، وتم إصدار الحكم بالإعدام شنقا.
الأوسمه التي حصل عليها
١-حصل على نواط الأمتياز من الطبقة الأولى.
٢-حصل على نواط الأمتياز من الطبقة الثانية.
٣-خرج من الخدمه برتبة فريق أول برغبته الشخصية.
وعرض عليه كثير من المناصب الهامة ولكنه رفض وفضل الحياة الريفية الهادئة، رحل عن عالمنا في 14 ديسمبر عام 2009 بعد حياة حافلة بالكفاح و البطولات.
التعليقات