الزمان: 1920
المكان: الأزبكية
حارة دبانة.. في ظل المقاطعة المستمرة من الوطن العربي والإسلامي للمنتجات الغربية، تربع على رأس قائمة البدائل مشروب “سبيرو سباتس” أحد أشهر المنتجات الغازية، الذي ذاع صيته قديمًا، وعاد للتألق من جديد.
وارتبطت باسمه إحدى الحارات المصرية الشهيرة “حارة دبانة”، فما حكاية هذه الحارة، وعلاقتها بالمشروب الغازي سبيرو سباتس؟.
المقاطعة تفتح بابًا لرواج المنتجات المحلية
منحت المقاطعة فرصة كبيرة لكثير من المنتجات المحلية، التي ربما نسيها البعض وسط زخم الحياة، واعتمادهم بشكل أساسي على المنتجات المستوردة.
وفي ظل البحث عن المنتجات البديلة، برزت العديد من المنتجات المصرية في قطاع الصناعة، ليتغير الهرم التجاري بشكل شامل، وتُبدل حال المنتجات المحلية من القاعدة إلى القمة.
سبيرو سباتس.. تاريخ طويل في السوق المصري
ومن بين الشركات التي تصدرت القمة بجدارة شركة “سبيرو سباتس”، أحد شركات المشروبات الغازية.
وهي شركة وطنية لها تاريخ طويل في السوق المصري، امتد لعقود من الزمن، وانتشرت خلاله منتجاتها في جميع محافظات مصر.
وفي الوقت الحالي عاد رواج الشركة من جديد، حتى تصبح محط اهتمام الجمهور بشكل كبير، وتتصدر قائمة الموضوعات الشائعة في مواقع التواصل الاجتماعي.
الخواجة سبيرو سباتس.. حكاية تأسيس
سميت شركة سبيرو سباتس على اسم مالكها ومؤسسها الخواجة Spiro Spathis.
الذي ولد في اليونان عام 1885، وجاء إلى مصر في عمر 15؛ ليتعلم في إحدى المدارس المصرية.
خلال إقامة الخواجة سباتس في مصر، روادته فكرة تأسيس شركة للمنتجات الغازية، لكن -وقتها- كان التنفيذ صعبًا.
خاصة وأنه سيدخل مضمار المنافسة مع الشركات الرائجة -آنذاك- مثل: بسكال وسيتي وبلو كروس.
إلا أن سباتس كان يتمتع بروح المغامرة والمنافسة، وهذان الأمران شجعاه بشكل كبير على مزاحمة الشركات الكبرى في الأسواق.
فقام سباتس بتأسيس مصنعه عام 1920، وطرح أول إزازة كازوزة في مصر “ليمونادا سباتس”، التي انتشرت بسرعة مهولة، لذلك تبعها بعدد كبير من الأطعم الأخرى، لتغزو منتجاته الأسواق المصرية.
لدرجة أن مشروب سبيرو سبايتس أصبح المشروب الرسمي لكل فئات الشعب المصري.
حارة دبانة.. نحلة داخل دائرة شعار المشروب الغازي سبيرو سباتس
كان الخواجة سباتس يحب جميع أعماله ويعتبرها محطات هامة في حياته.
لذلك عندما أقدم على خطوة فتح مصنع للمشروبات الغازية، اعتمد في شعاره على شيء مرتبط به وله صلة وثيقة بعمله.
فقد أطلق اسمه على المشروب، بينما جاء الشعار على شكل نحلة تحيط بها دائرة صغيرة.
وذلك لأن الخواجه سباتس عمل سابقًا في مناحل العسل بجزيرة كافيلونيا اليونانية؛ لذلك جعل الأمر يبدو كأنه يجمع بين عملاه المختلفين في مكان واحد.
حارة دبانة.. أسطبل خيل للأنجليز
حارة دبانة هي حارة متفرعة من شارع عماد الدين، وتتقاطع مع شارع زكريا أحمد في منطقة الأزبكية.
والحارة غير مستقيمة بل تظهر في شكل ملتوي إلى الداخل، وتطل من إحدى جهاتها على شارع الفاليرو والمطعم الشهير “آخر ساعة”.
وقديمًا كانت الحارة تستعمل كأسطبل خيل للأنجليز، فقد ساعد كونها حارة طويلة ولها شكل ملتوي على استخدامها لهذه الوظيفة.
معقل المصنع.. سبب تسمية حارة دبانة
لطالما أحب المصريون تسمية الأماكن بألفاظ سهلة وخفيفة تيسّر عليهم معرفتها والوصول إليها، وكذلك تكون سهلة في النطق على اللسان.
كما أن هناك عامل آخر اعتمد عليه المصريين في تسمية الأماكن، وهو الجذور التاريخية للمكان أو نشأته، أو القصة الشهيرة التي دارت فيه وربما صنعة اشتهر بها.
ويعود سبب تسمية حارة دبانة بهذا الاسم لوجود مصنع “سبيرو سباتس” في عشرينات القرن الماضي بهذه الحارة.
وخاصة علامته التجارية “النحلة” التي نقشت فوق الغطاء، ورآها الناس أشبه بالدبانة فاطلقوا على حارتهم اسم “حارة دبانة”.
لذلك لا تعجب من هذا الأمر، فقاموس التراث المصري الضخم يزخر بكثير من المسميات من هذا النوع.
التعليقات