حياة إسماعيل هنية
كتبت: نورهان اشرف زغلول
في يوم الأربعاء 25 المحرم 1446هـ الموافق 31 يوليو 2024م، أعلن الحرس الثوري الإيراني نبأ اغتيال إسماعيل هنية في طهران. وأصدرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بيانًا جاء فيه: «تنعى حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم، وإلى الأمة العربية والإسلامية، وإلى كل أحرار العالم، الأخ القائد الشهيد المجاهد إسماعيل هنية، رئيس الحركة، الذي استشهد إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران.»
نشأة إسماعيل هنية والمسيرة السياسية
إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وُلد في عام 1963 بمخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، وذلك بعد فرار والديه من مدينة عسقلان خلال حرب 1948. بدأ نشاطه السياسي الممنهج أثناء دراسته للأدب العربي في الجامعة الإسلامية بغزة.
إسماعيل هنية: من رئاسة الوزراء إلى قيادة المكتب السياسي لحماس
تولى إسماعيل هنية منصب رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية العاشرة لفترة قصيرة بعد فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006. إلا أن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، أقال هنية في عام 2007. ورغم ذلك، استمر هنية في إدارة قطاع غزة دون الاعتراف بقرار عباس حتى عام 2017، عندما خلفه يحيى السنوار في إدارة القطاع. بعد ذلك، أصبح هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خلفًا لخالد مشعل.
مراحل حياة إسماعيل هنية بين الدراسة والاعتقال والمنفى
تخرج إسماعيل هنية من الجامعة الإسلامية عام 1987 بالتزامن مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية. اعتقلته إسرائيل عام 1989 وحُكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات، ثم نُفي إلى مرج الزهور على الحدود اللبنانية الإسرائيلية مع مجموعة من قادة حماس و400 ناشط آخرين، حيث أمضى عامًا كاملًا في المنفى عام 1992. بعد ذلك، عاد إلى قطاع غزة، لكنه انتقل لاحقًا للعيش في قطر، ولم يزر غزة منذ فترة طويلة.
“أثناء نفيه في مرج الزهور، كان هنية نشطًا إلى جانب عبد العزيز الرنتيسي ومحمود الزهار في المنفى. وقد برزت حركة حماس بشكل ملحوظ وأصبحت معروفة بفضل التغطية الإعلامية لأعضائها ونشاطاتهم. إلا أن هنية غادر مرج الزهور وعاد إلى غزة ليشغل منصب عميد الجامعة الإسلامية في عام 1993.”
دور إسماعيل هنية في حركة حماس ومحاولات اغتياله
“بعد إطلاق سراح أحمد ياسين من السجن من قبل إسرائيل في عام 1997، تم تعيين هنية مساعدًا له. نظرًا للعلاقة الوثيقة التي جمعته بياسين، اكتسب هنية مكانة هامة داخل الحركة، وأصبح ممثلًا لحماس لدى السلطة الفلسطينية.”
بسبب قربه من الشيخ أحمد ياسين، تعرض إسماعيل هنية لعدة محاولات اغتيال. من أبرزها محاولة في عام 2003 عندما استهدفت غارة جوية إسرائيلية مبنى كان فيه كلاهما، ونجيا بأعجوبة قبل سقوط المبنى بلحظات، حيث أصيبا بجروح طفيفة. لكن بعد ستة أشهر، قُتل الشيخ أحمد ياسين بنيران طائرات هليكوبتر إسرائيلية.
إسماعيل هنية بين النضال والمفاوضات لتحقيق السلام
أثناء إدارته لقطاع غزة، بالرغم من معارضة السلطة الفلسطينية، أكد إسماعيل هنية على حق الفلسطينيين في مواصلة نضالهم من أجل الاستقلال. في الوقت نفسه، أبدى انفتاحه على إجراء محادثات عبر وسطاء دوليين، مشيرًا إلى أن “الحكومة لن تدخر جهدًا من أجل تحقيق السلام العادل في المنطقة، وإنهاء الاحتلال، واستعادة حقوقنا”.
تصنيف إسماعيل هنية كإرهابي وفرض العقوبات عليه في 2018
في عام 2018، صنفت الولايات المتحدة إسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحركة حماس، كإرهابي وفرضت عليه عقوبات. وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية حينها أن هنية لديه “صلات وثيقة بالجناح العسكري لحماس” وأنه “مؤيد للكفاح المسلح، بما في ذلك ضد المدنيين”.
إسماعيل هنية بين الاحتفال بالنصر والمأساة العائلية
عقب إطلاق حماس عملية “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ظهر إسماعيل هنية في فيديو بثته وسائل الإعلام، مبتهجًا برفقة قادة الحركة في مكتبه بالدوحة. كان يتابع تقريرًا عبر إحدى القنوات العربية يظهر مقاتلين من كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وهم يستولون على آليات عسكرية إسرائيلية. بعدها، قاد هنية صلاة شكرًا لله على هذا “النصر”.
تزوج إسماعيل هنية من ابنة عمه آمال هنية عندما كانت تبلغ من العمر حوالي ستة عشر عامًا، وأنجب منها 13 ابنًا، ثمانية ذكور وخمس إناث. خلال الحرب الدائرة في قطاع غزة، فقد ثلاثًا من بناته في غارة إسرائيلية.
مناصب إسماعيل هنية
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس منذ انتخابه في مايو 2017 خلفًا لخالد مشعل.
شغل منصب رئيس وزراء فلسطين من عام 2006 حتى 14 يونيو 2007، واستمر كرئيس لوزراء ما سُمِّي بالحكومة المقالة بقطاع غزة حتى 1 يونيو 2014.
هو عضو القيادة السياسية لحركة حماس ومدير مكتب الشيخ أحمد ياسين سابقًا.
شغل عدة مناصب منها: عضو الهيئة الإدارية العليا للجمعية الإسلامية، ورئيس نادي الجمعية الإسلامية بغزة لمدة عشر سنوات تقريبًا.
كان أيضًا أمين سر مجلس أمناء الجامعة الإسلامية بغزة، ومدير الشؤون الإدارية
ومدير الشؤون الأكاديمية في الجامعة الإسلامية
بالإضافة إلى كونه عضوًا في مجلس أمناء الجامعة.
كما كان عضوًا في لجنة الحوار العليا للحركة مع الفصائل الفلسطينية والسلطة الفلسطينية
وعضو لجنة المتابعة العليا للانتفاضة ممثلًا لحركة حماس.
حياة إسماعيل هنية
التعليقات