الزمان: 6 أكتوبر
المكان: جمهورية مصر العربية
كتبت: حفصة أسامة
دور النساء في حرب أكتوبر.. أثبتت النساء دورهن في كافة مجالات الحياة، وبالإضافة إلى ذلك فقد أثبتن دورهن الحيوي في تغيير مسارات الحروب، فقد أدت جهودهن العديدة كمسعفات أو قائدات أو مساعدات إلى تحقيق أنتصارات حاسمة.
وفي ذكرى نصر أكتوبر الـ 51، سنذكر كيف ساهمت النساء في دعم الجنود خلال فترة حرب أكتوبر.
دور المرأة العسكري
ربما يغلب على ظن الكثيرين أن المرأة لم تكن تشارك عسكريًا بحمل السلاح في الحروب.
ولكن الحقيقة عكس ذلك، فقد قمن النساء أثناء حرب أكتوبر بالمشاركة في الحرب ضد العدو، وذلك بعد أن طلبن من بعض جنود الجيش المتقاعدين أن يقوموا بتدريبهم.
فتم تدريب كتيبة تكونت من 60 امرأة متطوعة، يرتدين البدل الزيتية والجواكيت الكحلية اللون التي زُينت بشارة “بنت النيل”.
وقد استمر تدريبهم قرابة الشهرين.
ثم صرحت تلك الكتيبة للصحافة أنها ستقوم بالمشاركة في كافة الحروب جنبًا إلى الرجال، متأملين أن يقمن بالمساعدة في تحرير أرضهن.
دور المرأة في إسعاف المرضى
أما عن دور نساء مصر في تقديم الدواء فقد كان دورًا عظيمًا، حيث وزعن أنفسهن على المستشفيات، وقمن بعلاج الحرجى والمصابين، كما قمن بإجراء العمليات لهم.
وعلاوة على ذلك فقد قامت النساء بالتبرع بالدماء لهؤلاء المصابين.
فقد ذُكر في كتاب “بطولات حرب أكتوبر” للكاتب حسين طنطاوي، قول الحكيمة إصلاح محمد:
“لم نكن نخشى شيئًا، وفي بعض الظروف حين تقل إمدادات الدماء كنا نتبرع بدمائنا للجرحى.”
كما أشرفن على إطعام الجنود والجرحى في المستشفيات.
دور المرأة في حرب الاستنزاف
كان للمرأة المصرية دورها القوي في أثناء حرب الاستنزاف.
فبينما كان الرجال على الجبهة الخارجية، كان عليها أن تستعد للهجرة وترك كل ممتلكاتها، متحملة مسؤولية إنقاذ أبناءها وإطعامهم وإيجاد المأوى لهم.
دور المرأة في توفير الملابس والطعام
كانت النساء أثناء حرب أكتوبر يقمن بتوفير الملابس إلى الجنود والمرضى في المستشفيات.
فمنهن من قمن بحياكة أو خياطة بعض الملابس، ومنهن من كن يمتلكن مصنعًا أو محلًا للملابس، فقمن بالبترع منه أيضّا.
كما كانت النساء أيضًا تشرف على وجبات الجنود وإطعامهم.
أمثلة للبطلات المصريات في حرب أكتوبر
كانت هناك العديد من النساء التي قمن بأمجاد عريقة أثناء حرب 6 أكتوبر، وقد كان لهن أثر بالغ في التاريخ، وسنقوم باستعراض بعض من الأمثلة لتلك البطلات.
1- السيدة فرحانة حسين
نذكر لكم مثالًا بالسيدة فرحانة حسين، والتي لقبت بـ “شيخة المجاهدين في سيناء”، حيث انضمت إلى منظمة سيناء التي أشرفت عليها الحكومة المصرية.
فقد كانت تعيش في الشيخ زويد، إلى أن وطأت أقدام العدو أراضي سيناء وأرغمتها للهجرة إلى القاهرة.
ثم عملت في نقل الرسائل والأوامر من ضباط جيش القاهرة إلى القيادات في سيناء، وقد كان لها أثرها في النصر بتلك الحرب.
كما قامت السيدة فرحانة حسين بالتدريبات عسكرية، ثم كان لها دورًا كبيرًا أثناء الحرب.
فقد أدت أول عملياتها بتفجير قطار يحمل إمدادات ومعدات للجيش الإسرائيلي.
2- الحكيمة إصلاح محمد
ترعرعت الحكيمة إصلاح محمد في القاهرة، وقد انضمت إلى الهيئة التمريضية بمستشفى السويس الأميري.
والذين عملوا لاحقًا في خدمة الجيش وإسعافهم على مدار 24 ساعة دون توقف.
وقد ذكر أيضًا أن تلك الهيئة تكونت من 20 طبيبًا و78 ممرضة فقط.
ورغم قلة عددهم إلا أنهم أشرفوا على حوالي 200 سرير.
3- فوزية
تلقت فوزية تدريبات لأداء دورها على يد ضباط من المخابرات، وذلك أثناء الحرب.
وكان دورها بالإضافة إلى عدد من رفيقاتها يقوم على نقل الرسائل والأوامر والمعدات من الضباط المتواجدين في القاهرة إلى القيادات التي تتواجد سيناء.
ورغم إجراءات العدو المشددة من التفتيش والحراسة، إلا أنها قامت ورفيقاتها بأداء دورها على أكمل وجه.
4- سهير حافظ
كانت سهير حافظ زوجةً للنقيب مدحت مكي الذي كان يعمل في سلاح المشاة بالقوات المسلحة، إلى أن أستشهد زوجها بعد زواج دام لـ 6 أشهر فقط، وأصبحت أرملةً له.
وبعد الحرب لم تستسلم لوفاة زوجها وقررت أن تكمل تعليمها.
فأتمت سهير حافظ تعليمها، وحازت على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة.
ثم قررت العمل في الهلال الأحمر لرغبتها في إسعاف المرضى والجرحى.
5- السيدة فهيمة
كانت السيدة فهيمة من سيناء، وقد كان لها دورًا بارزًا أثناء الحرب، فقد كانت أول امرأة تم تجنيدها من المخابرات الحربية.
عملت السيدة فهيمة على رصد موقع العدو ومعرفة أعدادهم، كما كُلفت أيضًا بمعرفة نوع معداتهم، وذلك على الضفة الغريبة وخط بارليف.
6- درية شفيق
قامت درية شفيق بتأسيس أول فرقة نسائية عسكرية.
وتدربت نساء الفرقة على حمل السلاح والقتال في ساحات المعركة، كما قمن أيضًا بالتدرب على تقديم المساعدة للمصابين.
كما قادت درية شفيق أيضًا حملات التبرع بالدماء للجنود والمصابين.
7- فلاحة فايد
قامت فلاحة فايد بدور شجاع، حيث كلفها أحد الضباط بالذهاب إلى مركز آليات العدو، وأمرها بالإختباء لمراقبتهم.
وذلك لمساعدة الجنود في رسم خطة الهجوم بشكل صحيح.
8- راوية عطية
رواية عطية والتي لقبت أيضًا بـ “أم الشهداء”، كان لها دورًا عظيمًا أثناء حرب أكتوبر.
انشأت السيدة راوية جمعية تهدف إلى رعاية أسر الجنود والشهداء، والحرص على سلامة أبنائهم.
وقد مدحها الرئيس جمال عبد الناصر في قوله:
“لقد آمنت بكفاح المرأة المصرية من كفاح السيدة راوية عطية.”
دور النساء في حرب أكتوبر.. وبهذا نكون قد ذكرنا لكم بعضًا من الأدوار التي قامت بها البطلات المصريات، والتي كان لها دورًا هامًا في نصر أكتوبر.
التعليقات