«دي حاجة 13 خالص» اشتهرت هذه الجملة بسرعة البرق على مواقع التواصل الاجتماعي، تزامنًا مع عرض مسلسل «عمر أفندي».
وبدأ الجميع يبحث عن أصل الجملة، التي قد تبدو غريبة على الجيل الحالي، إلا أنها كانت شائعة في فترة الأربعينات تلك الحقبة الزمنية التي يناقشها المسلسل.
فما أصل هذه الكلمة وما علاقتها برقم 13 الذي قد يبدو شؤمًا للبعض؟
أصل جملة دي حاجة 13 خالص
ظهرت جملة دي حاجة 13 خالص في المسلسل لأول مرة على لسان آية سماحة التي تجسد دور (زينات).
وجاءت في سياق تعبيرها عن إعجابها بشيء ما أو كلام معين.
وتعتبر الجملة من التراث المصري الأصيل، حيث يعود أصلها لأوائل القرن العشرين، حين كان يستخدمها المصريون بكثرة في حياتهم اليومية.
وبحسب ما تم ذكره في مجلة «اللطائف المصورة»، فإن تلك الجملة اخترعها حلواني في فترة الأربعينات، عندما كانت تأتي الزبائن إليه لطلب دستة جاتوه.
ومن المعروف أن دستة الجاتوه مكونة من 12 قطعة، إلا أن الحلواني كان يريد أن يريهم جودة منتجاته، فيضع لهم قطعة أخرى قائلًا:
“ممتازة أوي.. دي حاجة 13 خالص.”
استخدامات جملة دي حاجة 13 خالص
أصبحت الجملة منذ ذلك الحين من الجمل الشعبية التي تعبر عن الإعجاب بشخص أو موقف ما.
وتحمل معاني مثل: «ايه الشياكة دي»، «دي حاجة حلوة جدًا»، «ايه العز والجمال ده».
انتشار الجملة في الأعمال المصرية
بما أن الجملة كانت شعبية جدًا في الأربعينات، فمن الطبيعي أن نجدها منتشرة في الأفلام المصرية القديمة بالأبيض والأسود.
خاصة أفلام نجيب الريحاني التي تجسد هذه الحقبة، مثل فيلم «سلامة في خير».
أما في الفترة الحالية فقد أعاد مسلسل «عمر أفندي» رواج الجملة من جديد في حلقاته.
ولم يتم ذكر الجملة في مسلسل «عمر أفندي» فقط، بل سبق وأحدثت ضجة من قبل خلال ذكرها في مسلسل «اهو ده اللي صار».
حين كان يرددها وديع البساطي الذي جسد دوره علي الطيب، حينها أدرك الجمهور أنها تعبر عن الإعجاب الشديد.
ما علاقة الجملة بشؤم رقم 13؟
لكل حضارة نظرة مختلفة للأمور والأحداث، فبعض الحضارات الغربية تعتبر الرقم 13 شؤمًا؛ لأسباب متضاربة وغير محددة.
وقد يصل بشعبها الأمر إلى تجنب السكن في الطابق 13، أو إلغاء أي مناسبة هامة في اليوم 13 من أي شهر.
إلا أن شعب مصر كانت نظرته مختلفة للرقم، حيث اعتبروه دلالة على الجمال والاكتمال، وكان يضرب به المثل في كل موقف رائع.
أبرز مصطلحات مصر قديمًا
وعودة إلى جملة «دي حاجة 13 خالص» فمن أبرز المصطلحات التي استخدمها المصريون في أوائل القرن العشرين، كما أوردتها مجلة «اللطائف المصورة»، كالتالي:
«ممنون جدًا» وتعني متشكر أو شكرًا جدًا.
«صباح شريف» أو «نهارك سعيد» وتعني صباح الخير.
«الزم محلك» وتعني التزم بحدودك.
«استقبال دون أو فالسو» وتعني استقبال بارد.
«أوعى تكون مستاء» وتعني «أوعى تكون زعلان».
«ما يكونش عندك فكر» وتعني «متقلقش».
سرداب عمر أفندي
وقد وردت بعض هذه الجمل في مسلسل «عمر أفندي»، الذي تدور قصته حول أحمد حاتم «علي التهامي» يتزوج من ابنة ملياردير هو على خلاف معه.
وعند وفاة والده الرسام يعود لمنزله بعد انقطاعه عنه بسبب رفض الأخير لزواجه.
وبالصدفة يكتشف سردابًا سريًا يقوده لزمن آخر، فيجد نفسه في حقبة الأربعينات خلال فترة الاحتلال الانجليزي لمصر.
وتتوالى زياراته لهذا الزمن، ويبدأ معها قصة حب ومواجهات ومشاكل من أجل معرفة سر هذا السرداب.
التعليقات