
تنتشر المقولات الشعبيّة والتاريخيّة بكثرة بين دول العالم، فهي التي تُعبر عن معنى محدد، وتحمل بين أحرفها خلاصة الحكاية، وحكايتنا اليوم مع المقولة الشهيرة: ” كل الطرق تؤدي إلى روما“، لا شك أنك سمعتها ذات يوم، لكن هل تسألت يومًا عن معناها، أو قصتها؟ وهل حقًا كل طرق تؤدي إلى روما؟
روما قلب ايطاليا
تقع مدينة روما على الحدود الفاصلة بين إقليمي لاتوم واتروبا، على بعد 15 ميلًا من مصب نهر التايبر.
وقد أعطاها موقعها المميز فوائد كثيرة؛ فهي توجد في إقليم لاتوم الذي امتاز بالتربة الخصبة الغنية بثمار متنوعة؛ لذلك صار بإمكانها إنتاج قدرًا كبيرًا من الطعام لسكانها.
بالإضافة إلى التلال التي قامت عليها، والتي وفرت لها الحماية من فيضانات وادي التايبر.
كما ساعدها موقعها في التحكم بالسواحل الغربية لإيطاليا؛ ولذلك يمكن القول أن روما هي “قلب ايطاليا”، أو بعبارة أخري هي “محطة الاتصال بين شمال وجنوب ايطاليا”.
روما مثلث الحياة
لنبدأ الحكاية من البداية حين كانت روما أهم عاصمة في العالم، تسيطر على جنوب غرب أوروبا، وجنوب شرق أوروبا، والبلقان، وحوض البحر الأبيض المتوسط، عن طريق غزوها على المدن وضمها إليها.
حينها عرفت بـ”مثلث الحياة”، وأصبحت من أكبر إمبراطوريات العالم القديم، في بداية القرن 20 ق.م، وحدث فيها الكثير من التحولات مرورًا بالحكم الملكي، ثم الأقلية الجمهورية، بعد ذلك تحولت إمبراطورية استبدادية.
حتى نصل للعاصمة روما
أما عن أصل المثل.. فيقال أن مدينة روما قبل أن تصبح عاصمة للإمبراطورية الرومانية، أرادت أن تؤسس دولة قوية مترامية الأطراف، تتولى زعامتها وتسيطر عليها بحيث لا يضاهيها أحد.
فقامت بفتح البلدان المجاورة لها حتى توسع ملكها بشكل كبير.
ولكن واجهتها مشكلة في المواصلات؛ بسبب كون الطريق وعرًا، ولم يعد بإمكانها أن تشرف على جميع إماراتها.
هنا قررت أن تربط كل مدينة تفتحها بطريق مرصوف يصل في نهايته إلى الدولة الأم روما، حتى تبقى المدن تحت سيطرتها.
لذلك أصبحت كل الطرق تؤدي إلى روما؛ فأي شخص باستطاعته أن يبدأ الرحلة من أي طريق في الإمبراطورية وينتهي به المطاف في النهاية إلى روما.
مثل فرنسي
هناك من يقول أصل العبارة هو مثل فرنسي قديم قيل عن الكنيسة الأم في روما، بمعنى أن كل الطرق ستؤدى بك في النهاية إلى الكنيسة الأم -رمز الدين عندهم-.
ما معنى “كل الطرق تؤدي إلى روما” في الوقت الحالي؟
لا تزال هذه المقولة الشهيرة تستخدم في عصرنا الحالي على الرغم من سقوط الإمبراطورية الرومانية منذ قرون.
فيتم استعمالها كمثل في لغات عدة، فيقال بالإنجليزية: “All roads lead to Rome”.
وبالفرنسية: “Tous les chemins mènent à Rome”.
وبالإيطالية: “Tutte le strade portano a Roma”.
وتأتي كتعبير رمزي معناه “أن كل الفرضيات تؤدي إلى نفس النتائج”، أو “أنه يمكنك تحقيق الهدف ذاته من مسارات مختلفة”.
هل ما تزال “كل الطرق تؤدي إلى روما”؟
قام فريق بحثي من مختبرات Moovel بالبحث في حقيقة الأمر باستعمال كاميرات حديثة؛ لتحديد المواقع والتقاط صور بالغة الدقة.
وقد اتضح من الصور التي تم التقاطها أن جميع الطرق في أوروبا تقود في النهاية إلى روما.
وحدث ذلك عندما عيّن الفريق البحثي قرابة 400000 نقطة انطلاق من جميع أنحاء قارة أوروبا.
والمفاجأة أن جميع هذه النقاط كان لها نهاية واحدة وهي العاصمة الإيطالية “روما”!
فما زال هناك 19 طريقًا يؤدي إلى روما، لكن في عصرنا الحالي أصبح العالم أكثر اتساعًا مما مضى.
كما انفصلت البلاد لأجزاء متفرقة بفعل البحار والمحيطات لذلك لم يعد شرطًا أن تؤدي جميع الطرق تؤدي إلى روما.
اقرأ أيضا:
قصة حب “رباب وخداش”.. وصرة الذهب.. تعرف على أصل مثل «عدنا والعود أحمد»
نوع من الحسد يهلك صاحبه.. احذر منه
كيف نبتعد عن التوتر في 10 خطوات بسيطة؟
مستشار رئيس السنغال يتحدث إلى بوابة العالم الأوسط
بعد واقعة غش النسكافية.. كيف تفرق بين الأصلي والمغشوش؟
التعليقات