كتبت: ضحى أشرف
عبد العزيز قابيل.. تحول من لاعب كرة قدم إلى قائد الفرقة الـ4 في حرب أكتوبر، ذكره الرئيس أنور في كتابه “البحث عن الذات”.
كما حصل على أعلى وسام عسكري، إنه محمد عبد العزيز قابيل دعونا نتعرف عليه.
نبذة عن حياته
ولد محمد عبد العزيز قابيل في 14 مارس 1927 بمركز مينيا القمح في قرية التابعة لمحافظة الشرقية.
وفي مرحلته الثانوية التحق بمدرسة الزقازيق الثانوية وشارك مع فريقها في دوري المدارس الثانوية لكرة القدم. انتقلت أسرته إلى القاهرة، فأكمل دراسته بمدرسة حلوان.
بداية حياته العسكرية
وبعد حصوله على من مدرسة حلوان، لعب فترة في النادي الأهلي، حتى طلب منه محمد حيدر باشا وزير الدفاع ورئيس نادي فاروق «الزمالك» عام 1948 تحويل أوراقه إلى الكلية الحربية الملكية والتوقيع للنادي، فوافق على الفور خاصةً أنه كان يميل للنادي.
ثم تخرج من الكلية الحربية في فبراير 1950 وانضم إلى سلاح الفرسان «المدرعات»، وبعد تخرجه من الكلية بـ٨ أعوام حصل على ماجستير العلوم العسكرية عام 1958.
تاريخه الرياضي
كان له تاريخ حافل في المجال الرياضي والعسكري، حيث لعب في الفريق الأول لنادى الزمالك عام 1948 وزامل جيل من العمالقة.
كما انضم في عام 1952 لصفوف منتخب مصر، وظل يمثل مصرفي لعبة كرة القدم دوليًا حتى 1954، حيث لعب للمنتخب القومي والعسكري من 1951 حتى 1954 وكان أحد نجوم الفريق الذين مثلوا مصر في دورة الألعاب الأوليمبية بهلسنكي عام 1952 .
تفرغه العسكري
ثم قرر التفرغ لعمله العسكري وأعلن اعتزاله لكرة القدم عام 1945 بعد أن لعب بجوار كوادر كروية عظيمة مثل علاء الحامولي.
فانتقل إلى وحدة مدرعة ليبدأ مشواره العسكري الحقيقي، حيث كان قائدًا لأورطة مدرعة في آلاي من المجموعة الأولى.
كما كان يقود كتيبة دبابات في اللواء الثالث المدرع من الفرقة الـ4 المدرعة في حرب أكتوبر.
وفي عام 1969 أنهي تدريبه وأصبح جاهزًا للاشتراك في حرب أكتوبر، ثم تدرج في المناصب حتى وصل إلى منصب قائد الفرقة الـ٤ المدرعة في حرب أكتوبر.
ومع الاستعداد لحرب أكتوبر تولى مسئولية قيادة الفرقة الـ4 المدرعة عام 1971 وظل قائدًا لها حتى عام 1975.
كما كانت هذه الفرقة منذ إنشائها تعد درة القوات المسلحة في التدريب والانضباط، والأعلى في الروح المعنوية.
ومن الدلائل المشيرة لذلك زيارة الرئيس أنور لها، حتى يعطي تقريرً للقوات المسلحة من خلالها
دور الفرقة الـ4 في حرب أكتوبر
لم تكن الفرقة مميزة في التدريبات وحسب، بل كان لها دور رئيسي وهام في حرب أكتوبر.
حيث قامت الفرقة بتأمين عبور فرق المشاة بواسطة مدفعياتها ودباباتها ووسائل دفاعها الجوي .
ليس هذا وحسب بل منعت القوات الصهيونية من دخول مدينة السويس في 24 أكتوبر.
كما تمكن اللواء الثالث فيها 14 أكتوبر من الوصول إلى أبعد منطقة في ممر متلا.
مواجهة الدبابات الإسرائيلية
لا يمكن لأي مؤرخ عسكري أو سياسي أن يغفل عن دور تلك الفرقة الهام والعظيم، التى نجحت في إنجاز دورها القتالي دون سابق استعداد.
وتحركت وحدها في مواجهة ٣ فرق مدرعة إسرائيلية؛ التى كان هدفها خلق فوضى غرب قناة السويس، حتى تؤثر على نجاح القوات المصرية بعد عبورها للقناة.
التأهيل العسكري بعد الحرب
ولم يقتصر اللواء قابيل على إنجازته في حرب أكتوبر ، بل سعى لتطوير خبرته العسكرية فالتحق بأكادمية ناصر العليا عام 1976، ثم تسلم مهمة قيادة المنطقة الغربية العسكرية من1977 إلى 1980.
كما اختاره الرئيس السادات ليتولى منصب الملحق العسكري لمصر في واشنطن تبعًا للواء محمد عبد الحليم أبو غزالة من 1980 إلى 1983.
وشغل منصب عميد الملحقين العسكريين في العالم في عامي 1982 و1983، ونال سام الجدارة الأمريكي من الرئيس ريجان تقديرًا لعمله في تلك الفترة.
وبعد عودته إلى مصر، تم تكليفه بتأسيس ورئاسة مركز الدراسات الإستراتيجية العسكرية بمدينة نصر، وأنهى خدمته العسكرية بعدها في يوليو1984.
عودته إلى المشوار الرياضي
وبعد أن أدي اللواء قابيل دوره العسكري على أحسن وجه، طلبه نادي الزمالك مرة أخرى ليعود الي خدمته.
ومنذ عام 1984 تقلد في نادي الزمالك المناصب التالية:
1ـ تم اختياره كعضو مجلس إدارة نادى الزمالك في أكثر من دورة .
حيث اختيرمديرًا عامًا للنادي من 1984 إلى 1987، ومن 1992 إلى1995.
2ـ كما تم انتخابه وكيًلا للنادي عام 1988، ثم عمل مشرفًا لفريق كرة القدم الأول في موسم 1990ـ1991.
3ـ ثم عين عضوًا بمجلس إدارة الإتحاد المصري لكرة القدم، وعقب استقالة المهندس حسن عامر وجلال إبراهيم تم اختياره وكيًلا مرة أخرى عام 1996
4ـ كما عين نائبًا لرئيس الإتحاد المصري لكرة القدم من يوليو إلى أكتوبر 2000.
وكان مكلفًا بالإشراف العام على مشروع البراعم وإكتشاف الموهوبين بالإتحاد المصري لكرة القدم.
الرئيس يتحدث في كتابه عن دور قابيل وفرقته
تحدث الرئيس السادات والقائد الأعلى للقوات المسلحة في كتابه “ البحث عن الذات “ عن دور قابيل وفرقته في الحرب حيث قال:
أعطيت الأمر الذي أعتبره أهم من قرار 6 أكتوبر بأن لا ينسحب جندي واحد ولا بندقية واحدة من شرق القناة.
وأن علينا أن نتعامل مع الغرب حسب الأوضاع الموجودة، ثم بدأت أتصل بنفسي مع الفرقة المدرعة في الغرب «الفرقة الـ4» التي كان يقودها ضابط يدعى«قابيل» وهو بطل من أبطال أكتوبر.
بالإضافة إلى قوله:
ولن أنسى هنا موقف الضابط قابيل لأنه وقف يناور بفرقة مدرعة واحدة في مسافة بين السويس والإسماعيلية تحتاج لثلاث فرق من الشمال إلى الجنوب حتى يثبت الإسرائيليين في الجيب.
الجمسي يتحدث عن الفرقة
ولم يكن السادات الوحيد الذي تحدث عن دور الفرقة ، حيث تحدث الجمسي أيضًا عن دورها في معركة الدراسفور .
فقال في كتابه:
وكان الرئيس السادات يتابع الموقف خلال فترة القتال غرب القناة وحضر إلى مركز العمليات أكثر من مرة واستمر معنا وقتا طويلا، وقد كنت وقتها على اتصال مباشر مع العميد عبد العزيز قابيل قائد الفرقة لمتابعة الموقف.
وأضاف إلى قوله:
ان الرئيس السادات لم ينس موقف قابيل وفرقته في المواقف الصعبة، وأنه عدّل بنفسه الوسام الذي يمنح له ليكون وسام نجمة الشرف العسكرية التي تعد أعلى وسام عسكري، بالإضافة إلى منح علم الفرقة وسام الجمهورية من الطبقة الأولى.
وبهذا نجد أن نصر أكتوبر قد ساهم به العديد من الكوادر الرياضية منهم هذا القائد العظيم وفرقته التي ساهمت بشكل كبير في النصر.
التعليقات