تعرف على قصة نشيد «ثنيات الوداع»

كتبت: مريم محمد إسماعيل

الزمان: عند وصول النبي إلى المدينة بعد الهجرة من مكة 

المكان: المدينة المنورة

حل المولد النبوي بأجواء عطرة تُضفي على المسلمين شعورًا بالسكينة والأطمئنان، لقد ولد الحبيب وأشرقت السماء معلنة فرحتها بطريقتها الخاصة، لتُبشر الجميع بانقضاء عصور الظلام والجهل ورحيلها مع طيات النسيان، وتعلن لهم أن دين الحق والسلام سيغطي الأرض مشارقها ومغاربها بقدوم سيد الخلق والمرسلين، لتبدأ رحلته في الحياة بالإبلاغ والدعوة لدين الله في سرية تامة، وتصدح تالية بالعلن، وتصبح عامة للأنس والجن في كل مكان وزمان.

طلع البدر علينا.. من ثنيات الوداع
دائما نسمع نشيد طلع البدر علينا في المولد النبوي الشريف و نقوم بترديده مرارًا وتكرارًا، ولكن هناك بعض الكلمات التي نقف عندها ولا ندرك معانيها، على سبيل المثال كلمة ثنيات الوداع من طلع البدر علينا في ثنيات الوداع، فهل سبق أن عرفت ما هي ثنيات الوداع؟

ثنيات الوداع هي الطريق الذي عبره رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام أثناء هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وقد عُرف هذا الطريق في الجاهلية أنه كان وقرًا للفساد وتدبير المؤامرات من قبل اليهود، ومكان لشرب الخمر و مرتعًا لهم ولقطاع الطرق واللصوص، وانتشرت العديد من الأساطير في ذلك الوقت تقول أنه من يمر من هذا الطريق عليه أن يودع الحياة، فهو لن يخرج حيًا على أية حال.

وفعلًا كان الأوس والخزرج في ذلك الوقت يخشون الاقتراب من هذا الطريق كثيرًا، ويعبرون من طرق أخرى لأن اليهود أشاعوا أنه من يمر في هذا الطريق لن يرجع ابدًا.

وفي وقت الهجرة كان الصحابة ينتظرون رسولنا الكريم في الطرق الرئيسية المؤدية للمدينة المنورة، ولم يخطر ببالهم أبدًا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد يسلك ثنيات الوداع، ليثبت كذب المشركين وافتراءات اليهود، ويبدد خوف الاوس والخزرج، ويبين أن الإسلام هو الدين الحق الذي يقضي على الخلافات والنزاعات، وعلى الفور عندما خرج الرسول الكريم من هذا الطريق وأطل على أهل المدينة؛ استقبلوه بهذا النشيد الشهير الذي يردده المسلمون ليومنا هذا.

طلع البدر علينا.. من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا.. ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا.. جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة.. مرحبًا يا خير داع

التعليقات