الزمان: 1973
المكان: شارع القبة بمصر الجديدة
قصر الطاهرة أحد أجمل القصور المشيدة في عهد أسرة محمد علي، والذي لا تنسب له صفة الجمال فحسب بل صفة العراقة.
فقد وقف شاهدًا على أحداث تاريخية بدأت من الحكم الملكي، ووصلت إلى أحداث يوليو 1952 وإعلان الجمهورية.
كما كان له دور هام في استجلاب نصر أكتوبر لمصر عام 1973، فمن أين بدأت الحكاية؟
قصر الطاهرة.. تحفة العصور
بني القصر في بداية القرن العشرين كإحدى معالم الجمال والرقي.
لكنه تجاوز دوره كمجرد رمز معماري ليصبح شاهدًا على منعطفات حاسمة في تاريخ مصر الحديث.
فقد كان ذلك القصر الذي ارتبط في الذاكرة الشعبية بالفخامة والترف، يحمل سرًا غير متوقع.
إذ لعب دورًا محوريًا في انتصار مصر في حرب أكتوبر 1973.
مبنى أثري يستجلب نصر أكتوبر
في تكتم شديد وقبل قيام حرب السادس من أكتوبر 1973م، جرى تحويل أجزاء من القصر إلى غرف متابعة للحرب.
فقد غطت الخرائط الضخمة لسيناء المرايا البلجيكية المتواجدة بالقصر.
وأيضا غطت صور منطقة قناة السويس التذكارات واللوحات التي كانت تزين جدرانه.
كما اتخذه الرئيس الراحل أنور السادات أثناء حرب أكتوبر مقرًا لإقامته؛ لقربه من مركز عمليات القوات المسلحة بمدينة نصر.
لذلك فقد شهد قصر الطاهرة لقاءات عديدة للاستعداد لحرب أكتوبر المجيدة، والتي تجمع القيادات العسكرية ولواءت أركان الحرب على طاولة البلياردو.
هل قصر الطاهرة مقرًا للحكم الرئاسي؟
تم التفكير في وقت من الأوقات أن يكون قصر الطاهرة هو قصر الحكم الرئاسي في مصر؛ نظرًا لفخامته وجماله وروعة تصميمه.
إلا أن صغر مساحته حال دون ذلك؛ حيث لا يكفي القصر لجميع إدارات وخدمات مؤسسة الرئاسة.
أمراء وملوك ورؤساء يقيمون بقصر الطاهرة
1- أقام ولي عهد إيران محمد رضا بهلوي بقصر الطاهرة عام 1939، في أثناء وجوده بمصر للزواج من الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق.
2- في عام 1980م أقامت في القصر الشهبانو فرح ديبا أرملة شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوى.
3- أقام به رئيس مجلس الوزراء الفرنسي السابق ليونيل جوسبان عند زيارته لمصر في عام 1953م.
4- كما أقام به الملك سعود بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية الأسبق عندما زار مصر وهو ملك للسعودية خلال المدة من يوم 23 إلى يوم 29 من شهر مارس 1954م.
5- كان القصر مقرًا لإقامة فتحية نكروما زوجة أول رئيس لجمهورية غانا بعد استقلالها.
قصر الطاهرة.. استوديو للتصوير السينمائي
تم تصوير مشاهد من الأفلام السينمائية في قصر الطاهرة، الذي يعتبر أحد المعالم الأثرية البارزة المستخدمة كخلفية تصويرية، فقد أضاف طابعًا فاخرًا وملكيًا على المشاهد.
كما ظهر القصر في بعض الانتاجات حيث استلهمت فخامته لتصوير أحداث هامة تعكس حياة الطبقة الأرستقراطية أو التاريخية في مصر.
في عام 1963 شهد قصر الطاهرة تصوير فيلم الأيدي الناعمة.
فقد استخدم الفيلم موقع تاريخي بارز ليضفي فخامة وأناقة على الأحداث.
كما تم استخدام القصر في تصوير مشاهد من فيلم النظارة السوداء؛ مما يعزز من جاذبيته كأحد مواقع التصوير التاريخية في السينما المصرية، التي تعكس أصالة وفخامة الماضي.
إلى جانب ذلك، شهد القصر تصوير مشاهد في فيلم الفيل الأزرق، الذي أضاف لمسة عصرية لأجواء القصر المهيبة.
وبذلك يختتم قصر الطاهرة فصولًا من تاريخه العريق، حيث لم يكن مجرد مبنى تاريخي.
بل كان شاهدًا على مراحل متعددة من التغييرات، بدءًا من كونه مقرًا ملكيًا إلى دوره في نصر أكتوبر وصولاً لاستخدامه كموقع لتصوير بعض أشهر الأعمال السينمائية.
واليوم يمثل كنزًا تراثيًا ثقافيًا يجمع بين جمالية الفن المعماري وإرث الأحداث التي مر بها، ليبقى جزءًا لا ينسى من تاريخ مصر وذاكرتها الثقافية.
التعليقات