من الظلام إلى النور.. كيف كان حال العرب قبل الإسلام؟
كيف كان حال العرب قبل الإسلام؟

الزمان: العصر الجاهلي وصدر الإسلام 

المكان: دول العرب والدول الإسلامية

كيف كان حال العرب قبل الإسلام.. قبل مولد النبي الحبيب في جزيرة العرب، كان الإنسان يعاني من انتشار الفساد بشكل أو بآخر.

أنغلقت العقول وضاقت الآفاق وأصبح التعصب والتقليد الأعمى عنوان حياتهم، إلا قليل من الذين الذين أعتزلوا هذا العصر الجاهلي، وانصرفوا بعيدًا عن هذا الزيف.

وأطلق على هؤلاء الفئة الحنفاء، فهم يهجرون ما يحيط بهم من آثام ويبحثون عن الدين السليم ليتبعوه.

وكانوا يعيشون على فطرة سيدنا إبراهيم، هنا أذن الله أن يرسل للبشرية من ينير طريقهم ويعيدهم لصوابهم خاصة بعد مرور 500 عام على رحيل سيدنا عيسى، لتسطع مكة بالسنا لقدوم سيد المرسلين الصادق الأمين.

العصر الجاهلي.. كيف كان حال العرب قبل الإسلام

انقسم العالم منذ قديم الزمان لقوتين كبيرتين، هما الدولة الرومانية وعاصمتها القسطنطينية نسبة إلى امبراطورها قسطنطين، والدولة الفارسية وعاصمتها المدائن.

وكان يطلق على ملوكها كسرى، وبالطبع مع وجود قوتان هائلتان كانت كل واحدة منهم تحاول أن تنفرد بالزعامة والسيطرة.

لذلك انتشرت الحروب بينهم كثيرًا، وذكر تعالى في حقهم: “آلم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ” وانتصر بالفعل الروم على الفرس في أشهر معركة عُرفت بينهم “أديداس”.

شبه الجزيرة العربية.. كيف كان حال العرب قبل الإسلام

إذا انتقلنا للعرب فهناك منهم من كان يعيش في شبه الجزيرة العربية، ومنهم من كان يقطن أطراف الجزيرة.

فبالنسبة لمن عاشوا في شبه الجزيرة العربية فهم قبائل لا تجمعهم إدارة واحدة ولا هدف مشترك.

كل ما كان يشغلهم -في ذلك الوقت- هو ذيوع صيت القبيلة لتكتسب شهرة أكبر وتُهيمن على القبائل الأخرى.

وتعتز كل قبيلة بشيخ لها من أبنائها، وهو كالأب لقبيلته يدافع عنهم ويحبونه ويطيعون أمره.

وكذلك يكون لدي كل قبيلة شاعرًا يتحدث باسمها ويلقي فضائلها على مسمع القبائل، وأيضًا تتخذ كل قبيلة مساحة معينة من الأرض تكون ملكًا لها، ولا يسمح للقبائل الأخرى أن ترعى بها.

وبسبب الانغلاق الاجتماعي للعرب اقفرت العقول وانتشر التقليد الأعمى، قال تعالى: “إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ”.

وبذلك انتشر العنف بين القبائل، وقامت الحروب التي استمرت سنين طويلة على أتفه الأسباب.

فأحيانًا تستمر الحرب بين قبيلتين أكثر من 40 عام بسبب تزوير في نتائج سباق الخيل.

العرب

وكان العرب يعبدون الأصنام والحجارة التي ينحتونها ثم يسجدون لها.

وأحيانًا يصنعونها من التمر فإذا جاع أحدهم أكله، وفي المعاملات المالية تجدهم يبيعون البشر كما يبيعون السلع والأنعام.

وانتشرت تجارة العبيد في ذلك الوقت.

أما بالنسبة للأسرة والحياة الزوجية فقد انتشر السفاح وقلما يوجد زواج شرعي على فطرة سيدنا إبراهيم وإسماعيل-عليهما السلام-.

وكذلك كثُر وأد البنات حتى إن القرآن عاب عليهم ذلك: “وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ”.

كذلك تجد إخرون يبيعون الخمر ويسقونها للناس، وأيضًا وأد البنات وإهانة المرأة والعصبية والقتل والسلب.

العرب

وعلى الرغم من ذلك لم يكن العرب مثال للسوء تمامًا فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ”.

أي أنه كان هناك أخلاق وصفات حسنة أيضًا، لدى العرب منها الكرم والشجاعة والمروءة وحماية الجار وإغاثة الملهوف.

وفي خضم هذا الصراع وانتشار الظلم يظهر نور ليعلن أن فجر عهد جديد قد اقترب.

وأذن الله بالبشرى فخلق محمدًا ليحمل مشاعل النور ويهدي الخلق أجمعين.

العرب على أطراف الجزيرة العربية.. كيف كان حال العرب قبل الإسلام

بالنسبة لدولة اليمن فكانوا منظمين للغاية ولهم جيوش مدربة على القتال، ويطلق على ملكهم “تبعًا”.

وفي هذه الدولة قامت حضارة عظيمة كان فيها سد مأرب وقصر غمدان.

وقد عرفوا الزراعة بأنواعها المختلفة والجو هناك كان نظيفًا خاليًا من الحشرات، وهكذا أطلق على اليمن “بلاد العرب السعيدة”.

كيف كان حال العرب قبل الإسلام

الغساسنة وهم قبيلة يمنية أقامت قرب دمشق وكانوا تحت سيطرة الرومان، وأشهر ملوكهم الحارث الأعرج.

وهناك المناذرة وهم قبيلة عربية أقامت في العراق وكانوا تحت سلطان الفرس المجوس عبدة النار.

وكان الفرس والمجوس دائمي القتال وبالفعل ستجد الجنود من المناذرة والغساسنة دائمي الصراع، والثمرة للأجنبي الروماني والفارسي.

كيف كان حال العرب قبل الإسلام

وهكذا كان العرب مفرقين، فلما جاء الإسلام وحد الجزيرة العربية وأنقذ الغساسنة من الروم بعد معركة اليرموك في الشام.

وأنقذ المناذرة من الفرس بعد معركة القادسية ونهاوند، وامتدت دولة الإسلام من الصين شرقًا حتى الأندلس غربًا.

وكانت هذه البلاد كلها كدولة واحدة.

حال العرب بعد ظهور الإسلام أعظم حدث تاريخي

كان ظهور الإسلام أعظم حدث في تاريخ العرب، وبداية تحول خطير في حياتهم الدينية والاجتماعية والسياسية والفكرية:

العرب على الصعيد الديني

قضى الإسلام على الوثنية وقرر التوحيد المطلق لله والتوجه له بالعبادة وحده، جاء في القرآن: «وإلهُكُمْ إلهٌ واحِدٌ لا إلهَ إلاّ هُوَ الرَّحمنُ الرَّحيمُ ».

وأفاد المؤمن من عقيدة التوحيد الاستقلال والحرية،الأنفة، والشجاعة وعدم هيبة الموت؛ لأن الذي يملكه هو الله، وفرض الإسلام عبادات جديدة ربطت بين قلوبهم ووحدت صفوفهم، كالصلاة والصيام والزكاة والحج.

كيف كان حال العرب قبل الإسلام

وكان لهذه العقائد والتعاليم الجديدة أثرها الواضح في رفع المستوي العقلي للعرب؛ فتغيرت قيمة الأشياء والأخلاق في نظر العرب.

على الصعيد الفكري والنفسي

حارب الإسلام كثيراً من الخرافات والأوهام كالعرافة والكهانة، ودعا الناس إلى التفكير المنطقي والتأمل العقلي.

ففتح الأذهان على أمور بدلت عقلية العرب وغيرت نفسيتهم، فقد أتيح للعقل في الإسلام مجال واسع للنظر في سر الوجود وإدراك حقيقته.

وأمر المسلمين أن يتقيدوا بالأسس العلمية ولا يظنون كالجاهليين قال تعالى: «ولا تَقْفُ ما ليسَ لَكَ بهِ عِلْمٌ، إنَّ السَّمْعَ والبَصَر والفُؤادَ كُلُّ أولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسؤُولاً».

كيف كان حال العرب قبل الإسلام

على الصعيد الخلقي

كان هناك للعرب بعض الصفات الخلقية كالكرم والشجاعة، والتضحية وحماية الجار وغيرها، إلا أنها باتت تضعف عندما تغلبت العصبية فيما بينهم، وما نتج عنه من سلب ونهب وإغارة وابتزاز؛ وذلك لظروفهم الاقتصادية وخضوع حياتهم لناموس تنازع البقاء.

كيف كان حال العرب قبل الإسلام

لذلك قد وضع الدين الجديد معطيات جديدة منها التأكيد علي المبادئ الأخلاقية التي تحلى بها العرب قبل الإسلام بشرط أن تكون حمى للعقيدة وحصناً للحق، ووسيلة إلي نصرة المظلوم.

على الصعيد الاجتماعي

حطم الإسلام رابطة المجتمع القبلي القائمة علي الدم والنسب، وأحل محلها رابطة الإيمان والإشتراك في الدين الواحد.

وجعل المسلمين سواسية فأكرمهم عند الله أتقاهم، واهتم بالدعامة الاولي للمجتمع وهي الأسرة وتنظيم دائرة الاقارب وذوي الأرحام، وجعل للجار حقوقاً كثيرة، وأوصي بمراعاة حرمة الجوار.

كيف كان حال العرب قبل الإسلام

وعالج حرية المرأة بقصد صيانتها ورفع شأنها، وأعاد لها كرامتها، وأعطاها الحق في اختيار شريك حياتها.

على الصعيد الإقتصادي

ارتكز النظام الإقتصادي في الاسلام علي أصلين أساسين:

الأول الاعتراف بمواهب الفرد وحقه المقدس في ثمار عمله وكفاحه، والسماح له بحرية ضمن إطار القيم المعنوية والخلقية للإسلام.

والثاني تقرير حق المجتمع في كسب الفرد، ووجوب التضامن والتكافل الاجتماعي بين أبناء الأمة.

فوضعت الشريعة مبدأ إشراف ولي الأمر على النشاط العام، وتدخل الدولة لحماية المصالح العامة وحراستها.

كما نص على منع ممارسة مجموعة من النشاطات الاقتصادية المعيقة عن تحقيق القيم التي يتبناها الإسلام، كالربا والاحتكار وغير ذلك.

على الصعيد الثقافي والأدبي

كان العرب حتى ظهور الاسلام شعبًا شبه منعزل، لم تتح له الفرصة الكافية في الاختلاط بالشعوب المتمدنة.

فظل متشبثًا بتقاليده وأفكاره، محافظاً علي لغته التي تعتبر مظهر حياته العقلية.

كيف كان حال العرب قبل الإسلام

وحيث أن الفصاحة والبيان كانت عنوان العرب، لذا فقد اجتذبهم القرآن ببلاغته وسحر بيانه وإعجازه.

فقادهم من ألسنتهم ليصبح هو الناطق بالدعوة الجديدة.

كما اتصل العرب المسلمون بالأمم الأجنبية؛ فأطلع العرب على ما كان لهذه الأمم من آراء وأفكار وديانات وعلوم وفلسفات؛ فتغيرت موضوعات التفكير.

على الصعيد السياسي

قامت دعوة الإسلام علي أساس تنظيم الشؤون الدينية والدنيوية للبشر عامة، فالإسلام دين ودولة، وعقيدة وشريعة.

وأوجب أن توجد سلطة تكون مهمتها تطبيق أحكام الشريعة الاسلامية، وتنظيم علاقات الأفراد ببعضهم مثل إقامة العدل، والمحافظة على الأمن في الداخل، والدفاع عن سلامة الدولة ضد الاعتداء الخارجي.

اقرأ أيضا:

النمل الأحمر الناري يغزو إيطاليا.. وحظر استيراد التربة للحد من انتشاره في القارة

دوري نايل.. الأهلى ينصب السيرك ويفوز برباعية نظيفة على المصري

عام الفيل.. معجزة حدثت قبل مولد خير المرسلين تعرف عليها

في ذكرى المولد النبوي.. تعرف على الأسماء التي لقب بها النبي في القرآن والسنة

دفتر السعادة.. بـ3 تمارين كيف تكون شخصًا سعيدًا

التعليقات