معركة الفردان.. وصمة عار في تاريخ إسرائيل انتهت بأسر عساف الياجوري

الزمان: 8 أكتوبر

المكان: جمهورية مصر العربية

كتبت: حفصة أسامة

معركة الفردان تعد واحدة من أبرز المحطات العسكرية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.

وقد جاءت تلك المعركة ضمن معارك حرب أكتوبر، وشهدت صراعًا عنيفًا بين القوات المصرية والإسرائيلية.

وفي هذا التقرير سنخوض في تفاصيل تلك المعركة، ونستعرض بعضًا من نتائجها وتداعياتها.

ما هي معركة الفردان؟

معركة الفردان هي إحدى المعارك التي وقعت بين القوات المصرية والإسرائيلية.

وتعتبر من المعارك التابعة لحرب أكتوبر، والتي شنتها القوات الإسرائيلية كهجوم مفاجئ.

متى وقعت معركة الفردان؟ وأين وقعت؟

وقعت المعركة بتاريخ 8 أكتوبر لعام 1973م، في محافظة الاسماعيلية، وتحديدًا شرق المحافظة في قطاع الفردان.

العميل المصري رفعت الجمال

لعب رفعت الجمال دورًا بارزًا في تحقيق النصر لتلك المعركة، فقد التقط رسالة لاسلكية بعثها نيكيتا، قائد إحدى اللواءات المدرعة الإسرائيلية إلى قيادته، وعلم ما تدبره إسرائيل من شن هجوم مضاد على المحور الأوسط ضد الفرقة الثانية مشاه.

وتوجه رفعت إلى قيادة الجيش المصري لإبلاغهم بالمكيدة الإسرائيلية، ومدهم بالتفاصيل عن طبيعة الهجوم من حيث غاياته، وأهدافه، ونوعية القوات المشاركة.

بالإضافة إلى الجدول الزمني لتنفيذ العملية والدعم من الطيران والمدفعيات، ومراحل تسلسل العملية، ودور كل قوة من القوات المشاركة في هذا الهجوم.

خطة القوات المصرية

كان القائد العسكري حسن أبو سعده يقود الفرقة الثانية مشاة، والتي كانت تستهدفها قوات العدو الإسرائيلية.

وقد وضع أبو سعده خطة تركز على استدراج القوات المعادية والسماح لهم باختراق الصف الأمامي للفرقة ومن ثم بالتقدم لمسافة 3 كم والوصول داخل كوبري الفرقة.

بعد ذلك محاصرتهم من جميع الجهات في وقت واحد، ومن ثم إيقافهم ومنعهم من التوغل أو من الإنسحاب.

قوات الجيش المعادي

تكون الجيش الإسرائيلي المشارك في معركة الفردان من الفرقة 162، والتي قادها اللواء أبراهام أدان.

وتكونت الفرقة من 3 لواءات مدرعة اشتملت على 300 دبابة.

وقد خطط العدو للهجوء بلواءين مدرعين ضد الفرقة الثانية مشاة بقيادة حسن أبو سعده، بينما اللواء الـ 3 فسيهاجم الفرقة 16 التي كانت تحت قيادة العميد عبد رب النبي حافظ.

وقوع المعركة.. خطة المباغتة

في الساعة الـ 12 من ظهر يوم 8 أكتوبر، تقدمت القوات الإسرائيلية كما هو مخطط، وتركتها القوات الفرقة الثانية من اختراق خطوطها للوصول إلى نقطة الهجوم المُحددة.

وبعدما وصلت قوات العدو داخل كوبري الفرقة، باغتتهم الفرقة الثانية للقوات المصرية وقطعت طريق عودتهم، وقضت عليهم.

انتهاء المعركة

انتهت المعركة بهزيمة اللواء المدرع 217 الاحتياطي الإسرائيلي وابادته، وخسارة لواء نيتكا 75 دبابة، بالإضافة إلى أسر القوات المصرية لـ 8 دبابات سليمة.

وتم أسر قائد الكتيبة 113 عساف ياجوري على يد الفريق حسن أبو سعده.

وظل عساف ياجوري أحد أكبر الأسرى الإسرائيلين من حيث الرتبة، وتم إطلاق سراحه بعد 46 يومًا من أسره.

ماذا قيل عن معركة الفردان؟

أوضح جمال حماد، المؤرخ العسكري، أن قرار قائد الفرقة الثانية -حسن أبو سعده- أثناء المعركة كان قرارًا حكيمًا قام بإتخاذه.

وأضاف أنه كان أسلوبًا جديدًا أدى إلى ظفر الجيش المصري بالنصر، وتدمير العدو في بضع دقائق.

وفي هذا السياق قال اللواء محمد عبد الغني الجمسي، رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر، أن الدبابات الإسرائيلية اندفعت بقوة تجاه كوبري الفردان بهدف الوصول إلى خط القناة واختراق مواقع الفرقة الثانية، موضحًا أنها كلما تقدمت زاد أمل قائد الجيش المعادي للنجاح، ولكن ما لبثت تلك القوات بعضًا من الوقت إلا وأن كانت متفاجئه من محاصرة القوات المصرية لها.

وإن دل ذلك على شيء فما دل إلا على قوة دهاء القيادات الجيش المصري قواتها، ومستواهم العالي في التخطيط.

وبهذا تنتهي إحدى معارك حرب أكتوبر، التي كان لها تأثيرًا قويًا في نفوس الشعب المصري، والتي تركت بدورها بصمة عار على الجيش الإسرائيلي.

التعليقات