الزمان: الاكتشاف 4 نوفمبر 1922، الافتتاح 15 نوفمبر 1939
المكان: وادي الملوك في الأقصر
مقبرة توت عنخ آمون.. 4 نوفمبر 1922 ذلك اليوم شهد لأول مرة اكتشاف مقبرة الفرعون الشاب توت عنخ آمون للجمهور، تلك المقبرة التي احيطت بالألغاز والكنوز، وسببت ضجة في العالم أجمع، لتحصل على شهرة عالمية.
فقد كانت المقبرة الوحيدة بوادي الملوك التي عثر على محتوياتها سليمة إلى حد ما، تشع ببريق أخاذ ولكن هذا البريق أشبه باللهب، إن أقتربت منه كثيرًا؛ قد تفقد كل شيء، ليكشف الستار عن لعنة الفراعنة لأول مرة ما بين واقع وخيال.
مقبرة توت عنخ آمون.. اكتشاف تم من قبيل الصدفة
في 4 نوفمبر عام 1922 تم اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي “توت عنخ آمون” على يد عالم الآثار البريطاني “هوارد كارتر”.
فبينما كان كارتر يقوم بحفريات في النفق المؤدي إلى قبر رمسيس الرابع بوادي الملوك، لاحظ وجود قبو كبير.
فاستمر في التنقيب حتى وصل إلى الغرفة التي تضم ضريح توت عنخ آمون.
تبدأ مقبرة توت عنخ آمون بمدخل به سلالم من 16 درجة، ينتهي بدهليز مائل، يوصل إلى حجرتين واحدة للتابوت.
والأخرى لكنوز الفرعون، وتزين حجرة التابوت نقوش من كتاب الموتى المقدس للمصريين القدماء.
اضطر كارتر أن ينهي ماتريوشكا -هي لعبة على شكل معين بداخلها لعبة بنفس الشكل أصغر حجمًا، وصولًا إلى اللعبة الأخيرة- وصولًا لتابوت توت عنخ آمون.
فقد وجد صندوقًا مطعم بالذهب بداخله صندوق آخر، وعندما وصل للصندوق الثالث عثر على تابوت حجري، مغطى بطبقة سميكة من الحجر المنحوت على شكل تمثال توت عنخ آمون.
بعد إنهاء الماتريوشكا وجد كارتر صعوبة في رفع الكفن الثالث الذي يغطي المومياء، ففكر في تعريضه إلى حرارة الشمس الملتهبة التي ستأتي بثمارها في فصل الكفن عن المومياء.
لكنه فشل واضطر أخيرًا إلى قطع الكفن الذهبي إلى نصفين ليصل إلى المومياء.
ظهرت مومياء توت عنخ آمون بكامل زينتها، من قلائد وخواتم وتاج وعصى وكانت جميعها من الذهب الخالص.
ونشرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي لمقتنيات المقبرة والتي تضم أكثر من 5 آلاف قطعة أغلبها من الذهب الخالص.
وتعطي محتوياتها صورة متكاملة لحياة المصري القديم وأساليب المعيشة الفرعونية.
مصادفات مرعبة في مقبرة توت عنخ آمون
“سيضرب الموت بجناحيه السامين كل من يعكر صفو الملك” كانت مجرد جملة نقشت على مقبرة توت عنخ امون.
لكن لم يعلم أحد أن وقعها سيكون شديدًا لتلك الدرجة، ليبدأ عهد الملك الشاب من جديد.
ولكن هذه المرة لن يكون عصر ازدهار ورخاء، بل لعنات مميتة تفتك بكل من تطاله.
تجاهل التحذير الملكي.. بداية لعنة مقبرة توت عنخ آمون
عندما افتتح عالم الآثار الإنجليزي هوارد كارتر مقبرة الفرعون الملكي توت عنخ آمون، لفت أنظار حملة الاستكشاف جملة كتبت على المقبرة نصها كالآتي:
“سيضرب الموت بجناحيه السامين كل من يعكر صفو الملك.”
وكانت بمثابة تحذير قوي بعدم الاقتراب من المقبرة، إلا أن كارتر لم يلق لها بالًا أمام هذا الاكتشاف العظيم، وتابع عملية فتح المقبرة؛ لتبدأ سلسة لا تنتهي من الكوارث المرعبة.
1- موت عمال التنقيب وقصة الصقر المحلق
بدأت اللعنة بموت العمال الذين شاركوا في عملية البحث والتنقيب عن مقبرة الفرعون الغامضة.
وكان يُقال أن عاصفة رملية هبت أثناء فتح المقبرة كما أن إحدى الروايات تحدثت عن تحليق صقر فوق المقبرة، وهو أحد الرموز المصرية القديمة المقدسة.
2- عصفور الكناري الذهبي والثعبان وعلاقتهما بمقبرة توت عنخ آمون
جلب هوارد كارتر عصفوره الكناري الذهبي إلى الأقصر أثناء رحلة الاستكشاف، حيث ذكر محسن آل محمد في كتابه “سرقة الملك”:
“عندما سافر هوارد إلى القاهرة، وضع مساعده العصفور على الشرفة ليستنشق بعض الهواء العليل، إلا أنه بعد قليل سمع صوتًا يبدو كالاستغانة، فأسرع إلى الشرفة ليفاجأ بثعبان كبير يمد لسانه إلى العصفور”.
إلا أنه بادر وقتل الثعبان لكن العصفور مات، حينها قيل أن اللعنة قد بدأت تكشر عن أنيابها؛ خاصة وأن الثعبان كان الرمز الذي يوضع فوق رأس تماثيل ملوك وملكات مصر.
3- موت محمد زكريا وانقطاع الكهرباء عن القاهرة
افتتح هوارد كارتر مقبرة توت عنخ امون في 16 فبراير عام 1923، بحضور مجموعة من علماء الآثار واللورد جورج كارنارفون ممول عملية التنقيب التي استمرت لأكثر من 5 سنوات.
لكن في لحظة دخولهم إلى المقبرة انقطع التيار الكهربائي عن القاهرة بأكملها لساعات طويلة.
عقب ذلك وفاة عالم الآثار محمد زكريا أحد معاوني كارتر في التنقيب، وكان ذلك في نفس يوم دخول المقبرة.
إلا أن بعض الأبحاث أثبتت بأنه جرح بآلة سامة داخل المقبرة أدت إلى وفاته الغامضة.
4- جورج هيربرت والبعوضة السامة
توفي المستثمر الانجليزي جورج هيربرت، -والذي كان موجودًا أثناء عملية فتح المقبرة- في 5 أبريل عام 1923 من عضة بعوضة سامة، والتي قد سببت له التهابًا حادًا.
وذكر أحد المصادر أن تلك البعوضة قد لدغته في المقبرة، إلا أنه لم يبالي بالأمر كثيرًا، والذي قد تسبب في وفاته بعد شهر و20 يوم من فتح القبر.
5- جورج جاي جولد والحمى القاتلة.. جزاء دخول مقبرة توت عنخ آمون
كان جورج جاي جولد أحد الزوار الذين شهدوا فتح مقبرة الملك توت عنخ آمون.
لكنه توفي بعد ذلك في فرنسا عام 1923 من جراء حمى حادة.
وذكرت المصادر بأنه لم يكن يعاني من أيه أمراض قبل زيارته للمقبرة.
لكن تلك الحمى التي أصابته بعدها أدت لوفاته وكان ذلك بعد 3 أشهر من فتح المقبرة.
6- ايسي مايس وتسمم الزرنيخ
توفي ايسي مايس أحد أعضاء فريق البحث عام 1928 إثر إصابته بتسمم الزرنيخ وكان موته بعد 5 أعوام من فتح القبر وارتبط موته بلعنة الفرعون.
7- كابتن ريتشارد بيثيل خنق حتى الموت
كان الكابتن ريتشارد بيثيل مساعد هوارد كارتر في البحث، توفي في 15 نوفمبر عام 1928 على سرير أحد النوادي.
وذكر أن سبب الوفاة كان سكتة قلبية، إلا أن الأعراض التي ظهرت على جثته كانت عكس ذلك تمامًا.
فقد بدا وكأنه خنق حتى الموت أثناء نومه، وكانت وفاته بعد 5 سنوات و9 أشهر من فتح القبر.
رحيل أرتشبولد دوغلاس في ظروف غامضة
أرتشبولد دوغلاس وكان أحد أعضاء فريق هوارد كارتر، المختص بالأشعة السينية.
وأول من قطع الخيوط حول جسم مومياء الفرعون توت عنخ آمون توفي في ظروف غامضة وتم ربطه أيضًا بلعنة الفرعون توت.
رد بعض الباحثين على لعنة الفراعنة
ذكر بعض الباحثين أن أسباب الموت تعود إلى المواد الكيميائية السامة الموجودة في المقبرة.
فقد بينت بعض الدراسات التي أجريت على عينات خاصة بالمقابر الفرعونية الملكية في الأقصر.
وجود نسب كبيرة من مواد الفورمالدهيد وكبريتيد الهيدروجين والأمونيا، والتي تعتبر مواد سامة تقتل الإنسان الذي يستنشقها أو يلامسها.
مقبرة توت عنخ آمون.. كنوز مذهلة
كنز الملك توت عنخ آمون هو أكمل كنز ملكي عُثر عليه ولا نظير له، يتكون من 358 قطعة تشمل القناع الذهبي وثلاثة توابيت على هيئة إنسان.
هناك أمتعة كالدمى واللعب، ومجموعة من أثاث مكتمل ومعدات حربية وتماثيل.
بالإضافة إلى بوق توت عنخ آمون الشهير المصنوع من النحاس وآخر من الذهب.
ومن خلال تلك الأمتعة نتعرف على حياة الملك وحبه للصيد، وأهم أعماله وحاشيته وأخيرًا كرسي العرش.
ترجع تلك الأمتعة إلى الأسرة 18 أزهى عصور الدولة الحديثة، التي كونت علاقات تجارية مع أقاليم الشرق الأدنى القديم، وعملت على تصدير واستيراد الموارد والمنتجات.
ذكرت عالمة المصريات البروفيسورة “جوان فليتشر” من خلال البرنامج الوثائقي “أوديسا” بعنوان “وادي الملوك: العصر الذهبي المصري”:
“إن هذا القناع صنع في الأصل لشخص آخر، وتشير الأبحاث إلى أن توت عنخ آمون لم يرتدِ الأقراط بعد طفولته؛ لذلك بحلول سن العشرين، عندما مات لم يكن ليُصور بآذان مثقوبة، وبدلًا من ذلك يبدو أن القناع ربما صنع لحاكم مشهور آخر”.
تألق الفرعون الشاب في موكب المومياء
في فبراير 2010 قررت وزارة السياحة المصرية السماح بعرض مومياء الملك الفرعوني توت عنخ آمون، أمام الجمهور لأول مرة منذ اكتشافها مع ضريحها الذهبي، في مدينة الأقصر قبل 85 عامًا.
وأنت في رأيك هل لعنة الفراعنة حقيقية أم خرافة؟
التعليقات