الزمان: 412 ق.م
المكان: شبه الجزيرة العربية
يبدأ شهر رمضان المبارك مع ثبوت رؤية الهلال في يوم 29 شعبان، فيحتفل المسلمون بهذا الخبر السعيد ويعلقون زينة وفانوس رمضان، ويدعون بعضهم على الإفطار وإقامة موائد إفطار جماعية، وفي المساء يأتي المسحراتي لينبههم على السحور والذي غالبًا ما يكون فولًا في أغلب الأسر المصرية، كل ذلك يتم في الشهر الكريم ولكن لا نعرف شيئًا عن أصل تسمية رمضان بهذا الاسم، ولماذا ارتبط السحور بالفول في شهر رمضان.
رمضان.. شهر الصوم
شهر رمضان هو الشهر التاسع في التقويم الهجري والذي يأتي بعد شهر شعبان، ويعتبر هذا الشهر مميزًا فهو شهر الصيام أحد أركان الإسلام، الذي فيه يمتنع المسلمون عن الأكل والشراب والمحظورات التي تُبطل الصوم من طلوع الفجر وحتى غروب الشمس.
رمضان.. أمير الشهور
لشهر رمضان مكانة خاصة في قلوب المسلمين عبر التاريخ والتراث، ففيه بدأ نزول القرآن من اللوح المحفوظ على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في غار حراء، وكانت أول الكلمات: “اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ” وذلك كان في ليلة القدر.
كما يرتبط شهر رمضان بشعائر دينية كثيرة مثل صلاة التراويح والاعتكاف في العشر الأواخر، هناك أيضًا العادات والتقاليد التي تمثلت في موائد الإفطار، كما يوجد المظاهر التراثية كزينة وفانوس ومدفع رمضان والمسحراتي، والمأكولات والحلويات المتنوعة من ياميش وقطايف وتمر وقمر الدين.
أصل التسمية.. طبقًا لموقعه في السنة
تعود تسمية رمضان بهذا الاسم إلى العصر الجاهلي عام 412 ق.م حيث كانوا يسمون أشهر السنة بناء على وقت وقوعها في السنة، فعلى سبيل المثال سُمي شهر ذي الحجة بهذا الاسم لأن موسم الحج يكون فيه، وسمي شهر ربيع أول بذلك لأن وقت وقوعه يبدأ مع فصل الربيع.
أما بالنسبة لشهر رمضان جاء اسمه من كلمة “رمًض” وتعني شدة الحر، حيث كان يقع في وقت شديد الحرارة فأطلقوا عليه هذا الاسم تطابقًا مع طبيعته.
أقوال في أصل التسمية
تعددت آراء أهل اللغة في سبب تسمية رمضان بذلك فمنهم من أرجع ذلك بأنه كان شهرًا شديد الحرارة من العام، ومنهم من قال أن تسميته تعود إلى أن ذنوب العبد ومعاصيه تُحرق فيغفر الله له، وبعضهم قال إن جوف الصائم يشتد حره من شدة الجوع والعطش، وآخرين ذهبوا إلى أن قلوب العباد تخشى ربها فتأخذ حرارة الموعظة والفكرة في أمر الآخرة، وأخيرًا قال البعض أنه يرمض الذنوب أي يحرقها بالأعمال الصالحة.
ولشهر رمضان العديد من المسميات تمثل جوهره مثل: شهر الله وشهر الصبر وشهر الصيام وشهر القيام وشهر نزول القرآن وشهر الغفران وربيع الفقراء.
الفول.. كنز على السحور
يعتبر الفول الطبق الرئيسي في أي سحور مصري والسر في ذلك يعود لدوره الكبير في توليد الشعور بالشبع طوال نهار رمضان.
حيث أن الفول يحتوي على كمية كبيرة من الكربوهيدرات المعقدة التي تعمل كعنصر خداع للمعدة فهضمها يستغرق وقتًا، وطوال هذا الوقت لا تُبدي المعدة أي شعور بالجوع فالشعور يبدأ عندما تنتهي من الهضم وهذا يتطلب فترة بالنسبة للفول.
كذلك يحتوي الفول على الألياف الغذائية التي تساعد على الشبع لفترة طويلة، بالإضافة للبروتين النباتي وفيتامين ب1 الذي يُعد ضروريًا لتقوية العضلات والأعصاب والمناعة.
ويتميز الفول أيضًا بعدم احتوائه على الدهون التي تسبب الكوليسترول، كل ذلك جعله ملك الطاولة في أي سحور ولا تخلو مائدة منه.
التعليقات