تعرف على أشهر رؤيتين في التاريخ قبيل «غزوة بدر»

كتبت: نورهان فتحي

الزمان: عهد النبي صلى الله عليه وسلم

المكان: مكة المكرمة

لا تقتصر الرؤيا على المؤمنين فقط فقد يجريها الله على المسلم وغير المسلم وتصدق ومن الرؤيا الصادقة التي رصدت في الواقع كما حُكت تمامًا هاتين الرؤيتين اللتين وقعتا قبيل غزوة بدر وأثارتا الرعب والقلق في قريش.

الرؤيا الأولى رآها جهيم بن الصلت بن المطلب وهو رجل من بني هاشم ومن عائلة رسول الله، والرؤيا الثانية كانت من نصيب عمة النبي عاتكة بنت عبد المطلب، فهيا نتعرف على قصة الرؤيتين..

رؤيا جهيم تزعزع استقرار قريش

رأى جهيم فى منامه قبل غزوة بدر بثلاث ليال أن رجلاً قويًا أقبل على فرس ومعه الآف البعير ثم قال: قُتل عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو الحكم بن هشام وأمية بن خلف وفلان وفلان، وذاعت الرؤيا في مكة وكان ذلك قبل الخروج لبدر فلما سمع بها أبو جهل فزع وقال: هذا نبي من بني عبد المطلب-أي رجل يتنبأ بأمور من بني عبد المطلب- وأكمل قائلاً: سيُعلم من المقتول إن التقينا.

ازدياد رعب وفزع قريش برؤيا عاتكة

خَلِف رؤية جهيم رؤية عاتكة عمة النبي وكانت أكثر رعبًا وتفصيلا لرؤية جهيم وتكاد تكون مكملة لها، الذي جعل عاتكة استيقظت وهي ترتعد خوفًا وطلبت من خادمها أن يرسل إلى أخيها العباس للقدوم في أسرع وقت فلما حضر العباس قالت له: إني رأيت رؤيا أفزعتني وإني أخاف أن يدخل على قومي شر عظيم منها وإني لن أقولها لك حتى تعاهدني أن تكتمها.

فعاهدها العباس فقال وما رأيت؟ قالت رأيت راكبًا أقبل على بعير له حتى وقف بالأبطح (جبل بمكة) ثم صرخ بأعلى صوته: ألا أنفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث ثم توجه إلى الكعبة تتبعه وكرر النداء من مواضع مختلفة حول الكعبة وأخيرًا صعد على جبل أبي قبيس ثم أرسل صخرة فأقبلت تهوي حتى إذا كانت بأسفل الجبل تُفَتت فما بقى بيت من بيوت مكة إلا دخلته منها فلقة، فقال العباس: والله إن هذة لرؤيا فلا تذكريها لأحد.

ذيوع وانتشار رؤيا عاتكة في قريش

خرج العباس فلقى الوليد بن عتبة وكان صديقًا له فذكر له الرؤيا وقال لا تذكرها لأحد، فأخبر بها الوليد أباه، وهكذا تناقلت الرؤيا وانتشرت في مكة فلما سمع أبو جهل بالرؤيا أرسل إلى العباس وقال له: أما رضيتم أن تتنبأ رجالكم حتى تتنبأ نسائكم، ثم قال زعمت عاتكة في رؤياها أن رجل قال: أنفروا إلى مصارعكم في ثلاث، فسننتظر ثلالث ليال يا بنو عبد المطلب فإن يك حقًا تركناكم وإلا فسنكتب عليكم كتابًا أنكم أكذب أهل بيت في العرب، فمر اليوم الأول ولم يحدث شيء وتبعه اليوم الثاني دون شيء وأبو جهل ينتظر في ترقب ويستعد للشماتة في بني عبد المطلب.

تحقق الرؤيتين ونكبة قريش

لما كان اليوم الثالث جاء رجل يدعى ضمضم بن عمرو الغفاري وهو يصرخ: اللطيمة! اللطيمة! أموالكم قد عرض لها محمد وأصحابه، لا أرى أن تدركوها، الغوث.. الغوث.

ففزعت قريش وتحققت رؤيا عاتكة، وخرج المشركون لقتال النبي وأصحابه في بدر وقتل في المعركة عتبه بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو جهل وأمية بن خلف كما ذكرهم جهيم في رؤياه وبذلك تحققت رؤيا جهيم وعاتكة وباتت هاتين الرؤيتين من أشهر الرؤيا عبر التاريخ.

التعليقات