6 قصص توضح الرحمة بالحيوان في السيرة النبوية

الزمان: 12 ربيع الأول

المكان: شبه الجزيرة العربية

كتبت: شهد الكفراوي

الرحمة بالحيوان.. رحمة النبي -صلى الله عليه وسلم- لم تكن مقتصرة على الإنسان فقط، بل امتدت لتشمل الحيوان أيضًا.

فقد كان -صلى الله عليه وسلم- ينهى عن قتل الحيوان من أجل اللهو واللعب، وأوصى كذلك بالرفق بالحيوان عند ذبحه.

موقف النبي مع الدابة التي شكت صاحبها

أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما دخل بستانًا لرجل من الأنصار، فرأى النبي فيه جملًا.

فلما رأى الجمل النبي أدمعت عيناه، فأتاه رسول الله فمسح على عينيه حتى سكت.

فقال: لمن هذا الجمل؟، فجاء فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله، فقال له: أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها، فإنه شكا لي أنك تجيعه.

نهى النبي عن اتخاذ شيء فيه روح لغرض اللهو واللعب

مَرَّ عبد الله بن عمر ـرضي الله عنهماـ بفتيان من قريش قد نصبوا طيرا وهم يرمونه.

وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال ابن عمر: من فعل هذا؟، لعن الله من فعل هذا، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا.

أمر النبي بالعطف وعدم القسوة على الحيوان

أمر النبي أصحابه بالعطف وعدم القسوة على الحيوان، فإنه يدخل النار من يسيء إلى الحيوان.

فقد دخلت امرأة النار في هرة حبستها، وغفر الله لرجل سقى كلبًا.

عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله ﷺ قال: عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها، وسقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.

“بينا رجل بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئرا، فنزل فيها فشرب ثم خرج، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى(التراب) من العطش، فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ماء فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له، قالوا : يا رسول الله، وإن لنا في البهائم لأجرا ؟، فقال : في كل ذات كبد رطبة أجر”.

الإحسان إلى الحيوان في حالة ذبحه

وأمر النبي بالإحسان إلى الحيوان في حالة ذبحه، ونهى عن أن نضع السكين أمام عينيه.

قال : “إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، فليرح ذبيحته”

أن رجلا قال : “يا رسول الله إني لأذبح الشاة وأنا أرحمها، فقال : والشاة إن رحمتها رحمك الله”

أن رجلا أضجع شاة وهو يحد شفرته، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم- : “أتريد أن تميتها موتات، هلا أحددت شفرتك قبل أن تضجعها”.

عن أبي أمامة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : “من رحم ولو ذبيحة عصفور، رحمه الله يوم القيامة”

النهي عن الفصل بين حيوان وولده

ومن رحمته أنه كان ينهى أصحابه أن يفصل أحد بين حيوان وولده.

فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال : كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر فانطلق لحاجته، فرأينا حُمرَة (طائر صغير) معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تُعَرِّشُ(ترفرف بجناحيها)، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال : “من فجع هذه بولدها؟، ردوا ولدها إليها”

نهي عن قطع طرف حيوان وهو حي

كما نهى عن قطع طرف حيوان وهو حي، بل ولعن من فعل ذلك.

فعن ابن عمر -رضي الله عنهما-: “أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لعن من مَثَّل بالحيوان”.

وعن جابر -رضي الله عنه-: “أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مر عليه حمار قد وُسِمَ(كوي) في وجهه، فقال : لعن الله الذي وسمه”

الرسول قدوة حسنة

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا يزال قدوة حسنة في الرحمة بجميع المخلوقات، حتى الحيوان، فيجب علينا أن نقتدي به.

والعطف على الحيوان ليس مجرد فعل إنساني، بل هو عبادة نتقرب بها إلى الله -عز وجل-.

وأخيرًا، كن رحيمًا بجميع الخلق، إنسانًا كان أو حيوانًا، كما كان -صلى الله عليه وسلم-.

ولا تنسَ حب النبي -صلى الله عليه وسلم- بإحياء سنته، والإكثار من الصلاة عليه.

التعليقات