
أطباء أوروبا
كتبت- رضوي النوبي
منذ بدء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة فى السابع من شهر أكتوبر العام الماضى، وبدأت المستشفيات تعج بمئات الجرحى والمصابين و في قلب هذا الصراع.
دور الأطباء
وكان الأطباء والمسعفون هم الخط الأول في مواجهة آثار الجرائم الإنسانية التي خلفتها العمليات العسكرية للإحتلال من عنف وقتل وتشويه نتيجة للقصف العشوائي واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً على المدنيين.
وكانوا الأطباء الشاهد الأول على تلك الأهوال محتملين أعباء إنقاذ وتخفيف معاناة المصابين .
و كل هذا في ظل ظروف قاسية تتراوح بين قلة الإمكانيات ونقص الموارد الطبية وارتفاع عدد الجرحى بالمراكز والمستشفيات .
شهادة الجراح البريطاني “نظام مامود”
و يروي الطبيب باكياً تجربة تطوعه لمدة شهر في مستشفي ناصر بقطاع غزة، وأفاد الطبيب أمام البرلمان البريطاني
أن القذائف كانت تسقط على منطقة خيام مكتظة بالسكان.
ومن ثم تهبط الطائرات المسيرة وتقتل المدنيين والأطفال وأن هذا لم يكن يحدث من حين لآخر بل بشكل متواصل.
وعندما كنا نجري عمليات جراحية للأطفال قال أحد المصابين ” كنت مستلقيا على الأرض بعد سقوط قذيفة وهبطت طائرة “كواد كابتر” وحلقت فوقي وأطلقت النار عليّ”
وأضاف الطبيب أنه من الواضح أن هذا عمل متعمد.
وكان عملاً مستمراً واستهدافا مستمراً للمدنيين، و يوما بعد يوم كنا نشهد حادثة أو حادثتين من الحوادث التي تؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا كل يوم.
شهادة الطبيب الفرنسي باسكال أندريه
وقال الطبيب الفرنسي في حواره مع مراسل “الجزيرة” فور وصوله إلى باريس و بعد عمله لمدة أسبوعين في المستشفى الأوروبي بجنوبي قطاع غزة.
بالإضافة إلى أن الطواقم الطبية تعمل في ظروف شبه معدومة.
وأكد أن ما تبقي من مراكز صحية يعاني من نقص حاد في كل شيء وتشهد المستشفيات اكتظاظاً كبيراً.
وأضاف أنه لايمكن العمل في ظروف جيدة لأن الأمن مفقود وعدد النازحين كبير جداً.
وذلك نحو 25 ألف منهم يحيطون بالمستشفى وكل الأقسام الطبية داخل المستشفى مكتظة بالمرضى.
علاوة على ذلك أنه في قسم الجراحة يفترض وجود 40 مريضاً لكن ثمة 110 شخص في القسم وحوالي 70 شخصاً هناك لايريدون الخروج لأنهم خائفون حتي للرجوع للخيام نظراً لهول ما مروا به.
وهذا يعطل العمل ولم يكن هناك مكان ليرتاح به المرضى بعد العمليات الجراحية، أي يجرى حوالي ما بين 40 و 50 عملية جراحية يومياً مع النقص الرهيب في مواد التعقيم وأيضاً في التنظيم.
شهادة الدكتور الأمريكي أحمد يوسف
وقال الدكتور أحمد يوسف و هو طبيب أمريكي من أصل عربي، في لقاء له في قناة القاهرة الإخبارية.
وأن كل يوم كان يمر عليه هناك مفزع وسط الدمار والمذابح جراء ما يفعله جيش الاحتلال بالسكان.
والذي كان معظمهم نساء وأطفال وكنت أرى الأطفال يموتون يوما بعد يوم وليس فقط الموت ولكن اليأس معه والمعاناة الشديدة أننا لم نتمكن حتى من الحصول على المعدات الطبية.
وأضاف كنا في مستشفى الأقصى في مركز الصدمات بقسم الطوارئ، وعندما حدثت أول حالة إصابات جماعية والتي بالمناسبة ظلت تحدث كل يوم تقريباً، أي كنا نسمع دوري القصف علي مسافة قريبة وبعد حوالي 25 دقائق تم إحضار أشلاء الناس إلينا والأطفال أيضاً كانوا عبارة عن أشلاء محمولة على أيدي ذووهم.
وأضاف استلقت شابة في مقتبل العمر إلي جانب الطفل الذي كنت أسعفه وكانت ما بين 22 أو 23 والحروق تغطي جسدها بالكامل .
ولم تكن قادرة حتي على التحدث لأن الحروق قد وصلت إلى الأعضاء الداخلية وعلى الأرجح إلى مجرى التنفس.
وكانت في منتصف حملها و في هذه الحالة لا نملك لها أي حل.
لأنه في الظروف العادية سترقد وتتألم حتى تفارق الحياة، وعلى ذلك يجب أن نعطيها مخدر أو مسكن حتى تمر أيام الألم بدون عذاب، ولكننا لم نكن نملك حتى المسكن.
وأكمل فارقت الفتاة الحياة بعد أيام من العذاب والألم وكنا نضع لها السونار على بطنها ونسمع نبض الجنين، لقد كان حيا!.
شهادة الطبيب النرويجي ماداس غيلبرت
قال الدكتور ماداس غيلبرت أستاذ طب الطوارئ في مستشفى جامعة “North Norway ” في مداخلة هاتفية له على قناة CNN.
أن الوضع مأساوي للغاية في المستشفيات الثلاثة في شمال غزة، مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة والمستشفى الإندونيسي.
وقد تعرضت لحصار شديد وهجوم من قبل القوات الإسرائيلية.
وقد كان الهجوم ودخول القوات العسكرية إلى مستشفى كمال عدوان دراماتيكيًا للغاية.
حيث يوجد بالمستشفى 145 مريضًا مصاباً بصدمات نفسية على الأقل.
وأضاف لقد فقدوا الكهرباء من الألواح الشمسية و دمر جيش الإحتلال أجهزة الأكسجين.
والآن لم يتبقي لديهم سوى طبيبين كان عددهم 57 طبيباً في السابق و 7 ممرضات فقط.
وقد كان عددهم 70، الوضع مأساوي ويائس جداً.
ومن الجدير بالذكر أن الدكتور ماداس تطوع للعمل في قطاع غزة لفترة تجاوزت 15 عاماً.
إذ عمل في مستشفى الشفاء خلال حرب 2008-2009 وحرب 2012 وحرب 2014.
وخلال فترات الحروب أجرى آلاف العمليات الجراحية.
مسهمًا في إنقاذ حياة الآلاف من الفلسطينيين المتضررين جراء العدوان الإسرائيلي.
ولم يقتصر دوره على فترات الحروب وكان يزور القطاع في الفترة ما بين الحروب للاطمئنان على وضع الكوادر الطبية فيه.
فأصبحوا يلقبونه بـ”الملاك” وكتبوا اسمه على إحدى غرف المستشفى تكريما له.
أطباء أوروبا
التعليقات