كتبت: إسراء حسن
انتشر في الأيام الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، اعتداء الأتراك على السائحين العرب .
مما أثار انتقادات واسعة حول أسباب عنصرية الشعب التركي اتجاه العرب .
وكان آخر هذه الاعتداءات اعتداء اتراك على سياح مصريين، أمام أحد المطاعم بمنطقة “تقسيم” في مدينة اسطنبول.
حيث كان سبب الاعتداء تسجيل اطباق في الفاتورة لم يطلبوها ولم يستلمها .
ومن عدة أيام، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، اعتداء اتراك على سائح كويتي في مدينة طرابزون .
حيث كان في البداية مجرد خلاف لفظي، والذي تطور فيما بعد إلى اعتداء جسدي، مما أدي إلى إصابة السائح ونقله إلى المستشفى .
تصريحات السلطات التركية جراء اعتداء الأتراك
صرحت الجهات الأمنية بتركيا، أن بداية الخلاف كان بين سائحين، في حديقة “حرييت” بطرابزون، بداية بمشاجرة كلامية أدت إلى استدعاء الشرطة لحل النزاع .
وأثناء محاولة الشرطة لحل الموقف، تدخل تركي وقام بصفع السائح الكويتي أمام عائلته، ظناً منه أنه يقاوم الشرطة.
كما أكدت الجهات المعنية في تركيا، أنه تم القبض على المشتبه به، وفتح تحقيق قضائي بحقه بناء على تعليمات النيابة العامة.
موقف الكويت جراء هذه الاعتداءات
دعا البرلماني الكويتي محمد الرقيب، وزير خارجية بلاده، لاتخاذ موقف دبلوماسي جراء هذه الاعتداءات المتكررة .
وذلك للحفاظ على سلامة وكرامة المواطنين الكويتيين.
لوضع حد لهذه التطاولات، والتي تذايدت إثر زلزال المغرب وتركيا.
كما طالب الرقيب، السفارة الكويتية بتركيا، بتقديم تقرير بشأن الحادث، ومتابعة حالة المواطن وسلامته.
اعتداء الأتراك على أسرة يمنية
أظهر فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، اعتداء الأتراك على شابين يمنيين، أحدهما طفل عمره 15 عاما.
وذلك بعد شجار بين الأطفال في مجمع كريستال السكني، بمنطقة ” اسنيورت” في اسطنبول .
مما أدى إلى تدخل شقيقه لإنقاذه، فانهالوا عليه ضربا هو الآخر.
موقف السلطات اليمنية
جراء هذه الواقعة، زار الرئيس اليمني عائلة الشابيين في أنقرة، واطمأن على حالته الصحية..
مشيراً إلى أن السفارة تواصلت مع الجهات المختصة، عبر القنوات الدبلوماسية.
كما وأكدت السفارة على عدم تكرر مثل هذه الحادثة..
منوهاً على أهمية الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية بين الدول.
وفي الجهة المقابلة صرحت السلطات الأمنية في تركيا، أنها القت القبض على المعتدي.
وتقوم حالياً بالتحقيقات اللازمة ومتابعة الحادثة في مسارها القانوني.
لماذا هذه الاعتداءات المتكررة على العرب وخاصة السوريين ؟
في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها السوريين، لجأ كثير منهم إلى تركيا، باحثين عن ملاذ آمن.
ولكن الأتراك كانوا ينظرون إلى اللاجئين السوريين بدونية، مما أدي إلى وقوع الكثير من الاعتداءات اللفظية والجسدية .
بالإضافة إلى بعض جرائم القتل والطعن.
والتي كثرت في الآونة الأخيرة، بدافع العنصرية ضد اللاجئين العرب وخاصة السوريين.
أسباب الاعتداءات المتكررة من نظرة السوريين
في ظل هذه الاعتداءات، ذكر الحقوقي السوري غزوان قرنفل، العضو المؤسس لرابطة المحامين السوريين في تركيا، في أحد حوارته التلفزيونية .
أن هناك أسباب عديدة أدت إلى تكرر هذه الاعتداءات : منها
1- تراخي القبضة الأمنية والقضائية لمتابعة هذه الجرائم، كما يوجد بالتأكيد متابعة قضائية ومحاولات لوقف هذه الظاهرة، بيد أنها تبقى ناقصة، بدليل تزايدها داخل المجتمع”.
2- ثقافة الترحيب باللاجئين السوريين تأثرت بعوامل سياسية واقتصادية عديدة، كان من بينها الخسائر التي لحقت تركيا بسبب جائحة كورونا.
3- انخفاض قيمة الليرة التركية.
4- تزايد البطالة داخل المجتمع التركي، مما ساهم في خلق أرضية خصبة لمهاجمة اللاجئ السوري .
لا سيما و أن جهات في المعارضة التركية تغذي هذا الموضوع، وتقلب المجتمع على اللاجئين السوريين.
5- اعتقاد الأتراك أن اللاجئين السوريين هم سبب رئيس في الأزمة الاقتصادية في تركيا .
مواصلة الانتهاكات في حق اللاجئين
في ظل الاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها السوريين، كان آخرها اعتداء مواطنون اتراك على ثلاث سوريات داخل قطار .
كما أجبروهن على النزول منه، ولم يكن هناك سبب لهذه الاعتداءات، سوى التفرقة العنصرية التي يتبعها الأتراك اتجاه السوريين .
كما أن الأطفال لم يسلموا كذلك من هذه العنصرية.
حيث سبق وأن اعتدى 15 شخصاً على طفل سوري، البالغ من العمر 15 عاما.
حيث قاموا بطعنه بسكين في خاصرته، لسرقة هاتفه.
مما أدى إلى إصابة الطفل إصابة بالغة ونقلة إلى المستشفى.
موقف الحقوقيين جراء هذه الاعتداءات
- نددت جمعية حقوق اللاجئين الدولية في اسطنبول، بالحادث وقالت” أنها ستتابع قضائيا ما حصل” .
وأضافت ” سنتوجه بشكوى جنائية ضد المشتبه بهم، الذين تم التعرف عليهم من خلال المشاهد المتعلقة بالاعتداء”.
كما أكد الحقوقي السوري غزوان قرنفل أن” المؤسسات الأمنية اتخذت إجراءات حاسمة بحق معظم المجرمين” .
خاصةً “من ارتكبوا جرائمهم بدافع العنصرية”.
موضحاً أن “هذه الإجراءات لا تكفي، فالمطلوب تفكيك الخطاب العنصري ضد فئات عرقية وقومية، خاصةً العرب” .
موقف الرئيس التركي من اعتداءات الأتراك
وتأتي هذه الاعتداءات بعد أيام قليلة من تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان .
والتي شدد فيها على معاقبة كل من يتطاول على شخص أجنبي، أو بسبب حجاب أو لحية.
كما قام الرئيس اردوغان، بنقل إدارة الهجرة إلى رئاسة الجمهورية .
والتي تقوم بوظائفها فيما يخص دخول الأجانب وخروجهم، وترحيلهم، والحماية الدولية، والمؤقتة للسوريين، وحماية ضحايا الإتجار بالبشر.
كما قام بنقل صلاحيات إدارة الهجرة إلى رئاسة الجمهورية، ومنحها وسم الرئاسة .
حيث استقبل الأجانب المقيمين بتركيا هذا القرار بترحاب.
ما هي الجهود المبذولة لمعالجة هذه المشكلة ؟
صرح الحقوقي السوري غزوان قرنفل، أن من بين الحلول المقدمة لوقف الانتهاكات التي يتعرض لها السياح العرب في تركيا وخاصة السوريين؛ تقديم استشارات قانونية للاجئين.
أو ترجمة في حال كان اللاجئ لا يفهم التركية.
كما أوضح قرنفل أن الرابطة بصدد إنشاء موقع الكتروني خاص.
بحيث يسهل على السوريين التواصل مع الجمعية، وتوثيق أى انتهاك يتعرضون له.
التعليقات