
المسكنات
كتبت: منة فتحي
تعد المسكنات أحد أكثر الأدوية شيوعًا في العالم؛ حيث يلجأ إليها الكثيرين للتخلص من آلام الصداع، وآلام العضلات، والأوجاع التي تصيب الجسم بشكل عام.
وعلى الرغم من أن هذه الأدوية تقدم حلولًا سريعة، إلا أن الإفراط في استخدامها قد يترتب عليه أضرار صحية قد تكون خطيرة.
أضرار المسكنات على الجسم
هناك عدة أضرار صحية يمكن أن تحدث نتيجة الاستخدام المتكرر للمسكنات.
1- تأثيرها في الجهاز الهضمي
كما تؤثر، خاصةً من فئة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الإيبوبروفين والديكلوفيناك، على جدران المعدة مما قد يسبب تقرحات ونزيف.
ويشير د. شريف مختار، أستاذ طب الطوارئ، إلى أن تناولها بشكل متكرر دون انتباه لآثارها الجانبية يزيد من احتمالية الإصابة بالتهاب المعدة ونزيف الجهاز الهضمي، خاصة إذا تم تناولها على معدة فارغة.
2- تأثيرها في الكلى والكبد
تلعب كلا من الكلى والكبد دورًا هامًا في تصفية السموم من الجسم، بما في ذلك تلك الناتجة عن الأدوية.
وتوضح د. مها توفيق، استشارية أمراض الكبد في مستشفى قصر العيني، أن الاعتماد على المسكنات بشكل متواصل يزيد من الضغط على الكبد والكلى.
مما قد يؤدي إلى تلف في أنسجة الكبد أو إصابة الكلى بالفشل إذا تم تجاهل الجرعات الموصى بها لفترة طويلة.
3- تأثيرها في الجهاز القلبي الوعائي
أظهرت بعض الأبحاث أن الاستخدام المتكرر لبعض المسكنات يمكن أن يرفع ضغط الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
ويؤكد د. أحمد عبدالعزيز، أستاذ أمراض القلب، أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي بأمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم يجب أن يتجنبوا تناولها بشكل عشوائي، إذ أن ذلك يزيد من احتمال تعرضهم لنوبات قلبية أو جلطات.
4- التأثير النفسي
توضح د. نادية حسن، استشارية الطب النفسي، أن استخدامها المتكرر يمكن أن يؤدي إلى اعتماد نفسي لدى بعض الأفراد.
فيشعرون بالحاجة إلى تناولها للتعامل مع أي ألم بسيط، مما يجعلهم غير قادرين على التكيف مع الألم بشكل طبيعي.
ويمكن أن يؤدي هذا الاعتماد إلى ضعف في قدرة الجسم على التعامل مع الألم ويفقد الشخص الإحساس الطبيعي بالألم.
كيف تقلل اعتمادك على المسكنات؟
إليك بعض الخطوات التي يمكن اتباعها لتقليل الاعتماد على المسكنات تشمل:
1- استشارة الطبيب
يجب دائمًا استشارة الطبيب قبل تناول المسكنات لفترات طويلة.
يؤكد د. شريف مختار أن التشاور مع الطبيب يساعد في تحديد نوع الألم وسببه.
وبالتالي يمكن الحصول على علاج فعّال دون الحاجة للاعتماد المفرط على المسكنات.
2- العلاجات الطبيعية البديلة
هناك عدة بدائل طبيعية قد تساعد في تخفيف الألم دون الحاجة للأدوية، مثل الكمادات الساخنة أو الباردة، تمارين التمدد، تقنيات التنفس والاسترخاء.
3- استخدام الجرعات المناسبة وتجنب الإفراط
من المهم اتباع التعليمات المرفقة مع الأدوية أو تعليمات الطبيب، وعدم تجاوز الجرعة الموصى بها.
وبذلك نرى أنه على الرغم من كون المسكنات ضرورية للتخفيف من الألم، فإن استخدامها المتكرر يمكن أن يسبب مضاعفات صحية عديدة.
ويشدد الأطباء على أهمية التوعية بمخاطر المسكنات، والاعتماد عليها فقط في حالات الضرورة وتحت إشراف طبي.
التعليقات