في يومها العالمي.. اخصائي: 6 أمور مهمة لـ«صحتك النفسية»

آية هاني

أهمية الصحة النفسية وعلاقتها بالأزمة المعاصرة:

تسبب انتشار وباء ڤيروس كورونا المستجد وما تبعه من قرارات وقوانين إلزامية في تأثير سلبي بالصحة النفسية لدى الكثيرين، فمن أجل تقليل انتشار الڤيروس كان لابد من تفعيل قرارات إلزامية مثل التباعد الاجتماعي وحظر التجول، وهي وإن كانت قرارات ذات أهمية بالغة، لكنها قد تجعلنا نشعر بالعزلة، وتزيد من التوتر والقلق، ولا شك ان الصحة النفسية ذات أهمية كبيرة في كل مرحلة من مراحل حياتنا.

قال الدكتور محمد طلعت، اخصائي الصحة النفسية، إن الصحة النفسية تؤثر على الحياة اليومية للإنسان، وعلاقاته الاجتماعية وصحته الجسدية، فإذا تمتع الشخص بالإتزان النفسي فبالتالي سيتمتع بصحة مثالية، وراحة عاطفية ونفسية واجتماعية.. مؤكدًا أن الصحة النفسية تؤثر على التفكير والشعور والتصرفات، وكيفية التعامل مع الضغوطات والتوتر، والتفاعل مع الآخرين، واتخاذ القرارات الجيدة.

وأضاف «طلعت» في فيديو له، أن الصحة النفسية تزرع السعادة والاستقرار والتكامل بين الأفراد، كما أن لها الدور الأهم في اختيار الأساليب العلاجية السليمة والمتوازنة للمشكلات الاجتماعية التي قد تؤثر في سلامة عملية النمو النفسي للفرد.. مشيرًا إلى إمكانية تلخيص بعض النقاط التي توضح أهمية الصحة النفسية على النحو الآتي :
1- الاستقرار الذاتي للفرد: فتكون حياته خالية من التوترات والمخاوف والشعور الدائم نسبياً بالهدوء والسكينة والأمان الذاتي.
2- إن الصحة النفسية تُنشئ أفرادًا مستقرِّين وأسوياء: فكلما كان الأهل يتمتعون بالقدر المناسب من الصحة النفسيّة كانت إمكانيّة تنشئتهم لأطفال أسوياء نفسياً أكبر، فالأسرة المستقرة نفسيّاً تتمتع بالتماسك والتآزر والقوة الداخليّة والخارجيّة، وبالتالي فهي تزيد المجتمع قوةً وتماسكاً.
3- الصحة النفسيّة فعَّالة لذات الفرد: فهي تتيح له الفرصة بفتح آفاق نفسه والقدرة على فهم ذاته والآخرين من حوله، وتجعله أكثر مقدرة على سيطرة وضبط العواطف والانفعالات والرغبات، وتوجيه السلوك بشكل سليم بعيداً عن الاستجابات غير السويّة.
4- تمتُّع الفرد بالصحة النفسيّة تجعله أكثر قابلية للتعامل الإيجابي مع المشكلات المختلفة: وتوازن الانفعالات عند الوقوع تحت الضغوط الحياتيّة المختلفة، والتغلب عليها، وتحمل المسؤوليات دون الهرب والانسحاب.
5- الصحة النفسية تجعل الفرد متوافقاً مع ذاته متكيّفاً مع مجتمعه: فغالباً ما تكون سلوكياته سليمة ومحبوبة ومرضية لمن حوله. كما أنّ للصحة النفسية الأهمية الكبرى على الصعيد الاقتصاديّ والمجالات الإنتاجية، وتحقيق مبدأ التنمية الاجتماعية، حيث إنّ الفرد المتمتّع بالصحة النفسيّة قابل لتحمل المسؤولية واستعمال طاقاته وقدراته وكفاءاته إلى الحد الأقصى، فالشخصية المتكاملة للفرد تجعله أكثر فاعلية وإنتاجية.

وأوضح اخصائي الصحة النفسية، أن للحفاظ علي الصحة النفسية طرق عديدة، يمكن اعتبارها حجر الأساس لبناء نمط حياة جديد وصحي من شأنه أن يؤثر بشكل إيجابي على صحتنا النفسية، مثل:

1- النوم بشكل أفضل: أحد أفضل الأشياء التي يمكننا القيام بها للصحة النفسية هو الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد فالاكتئاب والقلق مرتبطين بصفة مباشرة بقلة النوم.

2- اتباع نظام غذائي متوازن: النظام الغذائي المتوازن يعزز مستوى الطاقة ويساعد الجسم على الشعور بالنشاط وفي المقابل، يمكن أن يكون لهذا تأثير عميق على الصحة العقلية.

3- ممارسة الرياضة: التمرين مفيد للعقل كما هو مفيد للجسم، يتم إفراز الاندورفين والسيروتونين أثناء القيام بالرياضة، مما يعزز الحالة المزاجية ويساعد أيضاً على تخفيف التوتر.
4- التواصل مع الآخرين: قد يساعدك التحدث إلى الأشخاص الذين تثق بهم، ابق على اتصال دائم بأحبابك وأخبرهم بما تشعر به وشاركهم أي مخاوف تراودك.

6- تجربة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل وتمارين التنفس.

وأشار إلى أن لتدهور الصحة النفسية أثر في حياة الفرد الاجتماعية والنفسية والبيئية، سلباً أو إيجاباً في معدل الصحة النفسيّة التي يتمتع بها، حيث أكدت منظمة الصحة العالمية في تقريرها المختصر عن الصحة النفسيّة على اختلاف وتنوع العوامل المؤثرة في الصحة النفسية، كالاعتلالات الجسميّة، وأمراض القلب، والاكتئاب، والأنماط الصحيّة غير السليمة، وتعاطي المخدرات والأدوية، بالإضافة إلى الفقر، والحروب، وفقدان الأمن، وانتشار اليأس، وتدني الدخل، وانتشار البطالة، وانتهاكات حقوق المرأة والطفل، وأساليب التنشئة الأسرية العنيفة وغير السليمة وغيرها، جميع هذه العوامل البيئيّة والنفسيّة والاجتماعيّة من شأنها حرمان الأفراد من التمتع بالاستقرار النفسي والصحة النفسية، وبالتالي انتشار وظهور الانحرافات وحالات القلق والأنماط السلوكيّة غير السليمة وغيرها الكثير من الآثار السلبية.

التعليقات