أسماء عبد المنعم نجم
يُعد اضطراب الشخصية الحدية اضطرابًا في الصحة العقلية يؤثر في طريقة تفكيرك في نفسك وشعورك بها وبالآخرين.
مما يؤدي إلى مشاكل في مهام الحياة اليومية، كما يتضمن مشاكل في نظرة الشخص لنفسه، وصعوبة في السيطرة على المشاعر والسلوك، واضطراب العلاقات بشكل متكرر.
ما هو اضطراب الشخصية الحدية؟
يعاني المصاب بمرض اضطراب الشخصية الحدية من الخوف الشديد من الهجر أو عدم الاستقرار.
وقد تجد صعوبة في تحمل الوحدة، ولكن يدفع الغضب الحاد والاندفاع والحالات المزاجية المتقلبة الآخرين إلى الابتعاد عنك.
على الرغم من أنك ترغب في الشعور بالحب ووجود علاقات دائمة.
في أي عمر يصاب الإنسان باضطراب الشخصية الحدية؟
عادةً ما يبدأ هذا الاضطراب مع بداية مرحلة البلوغ، ويبدو أن الحالة تزداد سوءًا في مرحلة الشباب وقد تتحسن تدريجيًّا مع تقدم العمر.
هل يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية الحدية؟
إذا كنت تعاني من اضطراب الشخصية الحدية، فلا تجعل الإحباط يتملكك.
وذلك لأن الكثير من المصابين بذلك الحالة يتحسنون مع العلاج وبمرور الوقت، ويمكنهم تعلم كيفية عيش حياة مُرضيَة.
أعراض حالة اضطراب الشخصية الحدية
يؤثر هذا النوع من الاضطراب على شعورك تجاه نفسك، وتعاملك مع الآخرين وتصرفاتك بشكل عام.
علامات وأعراض اضطراب الشخصية الحدية :
1-رعب من فكرة الهجر.
وذلك قد يدفعك لاتخاذ إجراءات عنيفة لتجنب فراق أو رفض حقيقي أو متخيل.
2- نمط غير مستقر في العلاقات العاطفية.
كتعظيم شخص بشدة وفي اللحظة التالية الاقتناع بأنه شخص مهمل أو قاس.
3-تغيرات سريعة في نظرة الشخص لنفسه وهويته.
بما في ذلك تغير القيم والأهداف، والإحساس بأنك شخص سيئ أو أنه لا قيمة لوجودك على الإطلاق.
4-نوبات من الرهاب المتعلق بالإجهاد.
وفقد الصلة بالواقع، تدوم من عدة دقائق لعدة ساعات.
5- تصرفات طائشة ومندفعة.
كالقيادة بتهور، والإسراف، وحفلات السهر وتعاطي المخدرات، أو القضاء على نجاحك بالاستقالة من وظيفة جيدة أو إنهاء علاقة ناجحة
الميل للأفكار والسلوكيات الانتحارية وأذية النفس، غالبًا نتيجة الخوف من الفراق أو الرفض.
6- تقلبات مزاجية عنيفة تستمر عدة ساعات أو لعدة أيام
وتتمثل في سعادة غامرة، وضيق، وشعور بالعار أو القلق، فقدان الأعصاب نتيجة الغضب بشكل حاد، وما ينتج عنه من تصرفات غير لائقة، كأن تكون ساخرًا وحاد الكلام، أو تدخل في شجار جسدي مع أحد .
إذا كنت تعلم إنك تعاني من أي من الأعراض المذكورة سابقًا، فتحدث مع طبيبك أو مقدم خدمة الصحة العقلية الخاص بك.
ماذا تفعل إذا دارت بذهنك أفكار انتحارية؟
إذا كان لديك أوهام أو صور عقلية تقوم فيها بإيذاء نفسك، أو إذا كانت لديك أفكار انتحارية أخرى، فاطلب المساعدة فورًا من المختصين وزياره الطبيب
أسباب الإصابة بحالة الشخصية الحدية
كما هو الحال مع اضطرابات الصحة العقلية الأخرى، فإن أسباب هذا الاضطراب غير مفهومة تمامًا.
بالإضافة إلى العوامل البيئية، مثل تاريخ إساءة معاملة الأطفال أو إهمالهم.
قد يرتبط اضطراب الشخصية الحدية بـما يلي:
1- الجينات الوراثية.
تشير بعض دراسات التوائم والأسر إلى أن اضطرابات الشخصية قد تكون موروثة أو مرتبطة بقوة باضطرابات الصحة العقلية الأخرى بين أفراد الأسرة.
2- الاضطرابات الدماغية.
أظهرت بعض الأبحاث تغييرات في مناطق معينة من الدماغ تتعلق بتنظيم العاطفة والاندفاع والعدوانية.
إضافةً إلى ذلك، قد لا تعمل بعض المواد الكيميائية في المخ التي تساعد على تنظيم الحالة المزاجية، مثل السيروتونين، بشكل صحيح.
عوامل الخطر للمصاب بحالة اضطراب الشخصية الحدية
قد ترفع بعض العوامل المتعلقة بتطور الشخصية من خطورة الإصابة بهذا النوع من الاضطراب، وهي تتضمن الأتي:
1-الاستعداد الوراثي.
تزداد خطورة إصابتك باضطراب الشخصية الحدية إذا كان أحد أقرب أقربائك، أمك أو أبوك أو أخوك أو أختك مصابًا بنفس الاضطراب أو باضطراب شبيه له.
2-الطفولة الضاغطة.
يذكر العديد من المصابين بهذا الاضطراب تعرُّضَهم لإساءة جنسية أو جسدية أو للتجاهُل في طفولتهم.
وبعض الأشخاص فقدوا أحد الوالدين أو أحد مقدِّمي الرعاية المقرَّبين، أو أُبعِدوا عنه في صغرهم، أو عانى أحد والديهم أو أحد مقدِّمي الرعاية من إدمان المواد المخدِّرة أو من مشاكل أخرى متعلقة بالصحة العقلية.
بينما تعرض أخرون لمشاكل عدوانية ومن علاقات أسرية مضطربة.
مضاعفات اضطراب الشخصية الحدية
يمكن أن يتسبب اضطراب الشخصيّة الحدّية في الإضرار عديدة في حياتك يمكن أن تؤثر سلبيًا على العلاقات الحميمية والوظائف والمدرسة والأنشطة الاجتماعية والصور الذاتية.
وهو ما قد يتسبب في:
1- تغييرات أو خسائر وظيفية متكررة أو عدم استكمال التعليم.
2- التورط في العديد من المشكلات القانونية.
مثل قضاء عقوبة في السجن، العلاقات المليئة بالنزاعات أو الإجهاد الزوجي أو الطلاق إيذاء النفس، كالقطع أو الحرق وتكرار الدخول إلى المستشفيات
3-الاشتراك في العلاقات المؤذية وحوادث السيارات والمعارك الجسدية.
وذلك بسبب السلوك المتهور والمحفوف بالمخاطر ومحاولة الانتحار أو الانتحار فعليًا.
خلق الله الإنسان ضعيفًا، فمن الممكن أن يصاب بالأمراض الجسدية والنفسية، وليس من العيب أو الخزي أن يكون الشخص قد أصيب بمرض أو حالة نفسية، فجميعًا معرضين لهذا، ولكل داء دواء.
فإذا أصيبت بحالة اضطراب الشخصية الحدية أو أي مرض نفسي توجه واستشر الطبيب، فالتحدث مع الطبيب والاستجابة للعلاج النفسي والشعور بالهدوء الداخلي أهون بكثير من كلام وعادات المجتمعات الخاطئة عن المريض النفسي.

التعليقات