
قال الدكتور عمرو الورداني، مدير إدارة التدريب وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الشخص لو كان يعمل ضمن فريق، وهو شخصٌ دقيق حريص على أن ينجح العمل ويتم بشكل صحيح، ثم رأى زميلًا أخطأ في العمل، فعليه أن يعلم أنه لابد أن يكون أمينًا لأن الله ينظر إليه وسبحانه أمرنا بالإحسان.. مستشهدًا بقوله تعالى: «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ»، وعليه أن يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي علَّمنا أن الله لا يحب التهاون في العمل، وقال عليه الصلاة والسلام: «إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ».
وأكد «الورداني»، من خلال برنامجه الأسبوعي «مع بعض» عبر موقع التواصل الاجتماعى الفيسبوك، أن الأمر الطبيعي أن يكون الإنسان طيب القلب وفي نفس الوقت حريصًا على عمله ولا يتغافل عند رؤية الأخطاء.. مشيرًا إلى أن هناك مَنْ يظن أنه إذا رأى خطأً في العمل، فهو أمام خيارين لا ثالث لهما، وهما:
1- إما أن يتعامل بطيبة قلبه فيضطر أن يتغاضى عن الخطأ الذي حتمًا سيتطور ويتحول إلى مصائب.
2- أو يتعامل بشدة وقسوة لأجل مصلحة العمل، ثم يشعر بعدها بالوجع لأنه شخص طيب ولا يحب أن يكون قاسيًا.
وأوضح «مدير إدارة التدريب» أنه حتى يحافظ الإنسان على طيبة قلبه وحرصه على العمل في نفس الوقت، فعليه اتباع الآتي:
1- أن يحترم المعايير والضوابط، ويعلم إنه ولو كان يعمل في ماله الخاص فهو يعمل في ملك الله، فليست عين الطيابة أن يستاهل المرء مع الناس حتى يفسدوا الأعمال، وليتذكر قول الله: «إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلْمُفْسِدِينَ».
2- أن يعلم دائمًا أنه عندما يمنع الناس من ممارسة الفساد والتهاون في العمل، فهو بذلك لا يؤذيهم وإنما يكون خير عونٍ لهم على أنفسهم وعلى شيطانهم، فهو بذلك يوقظهم ولا يقسو عليهم.
3- وحتى لا يشعر بجلد الذات لأنه مارس القسوة على مَنْ أخطأ في العمل، فعليه أن يتحدث إليه ويخبره بأنه يريد مصلحته ويريده أن يتحسن عمله، ثم يسأله إن كان حقًا يحب أن يكون أفضل ويحب أن يكون من المنضبطين في العمل لأنه سوف يساعده ويدعمه، فهذه هي قمة «الطيابة»، وهي باختصار: “أن تساعد الناس ليصبحوا محسنين”.
ونصح «الورداني» الإكثار من هذا الدعاء: «يا رب ارزقنا مددك لكي نكون عونًا للناس على الإحسان ليدخلوا عليك من أوسع الأبواب التي تحبها يا رحمان، واجعلنا دائمًا من أهل الإيمان بتمام الإحسان وتمام الإتقان، وألهمنا رشدنا وطيِّب خواطرنا، واجعلنا ممن إذا ساروا على الأرض شهدت الأرض لهم بأنهم أقبلوا عليك بالإحسان والمحبة والرحمة والجمال».
https://www.facebook.com/maa3ba3d/videos/887063815243519
التعليقات