انتقال الطفل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الالتحاق بالمدرسة يعتبر خطوة مهمة وحدثاً ضخماً فى حياة الطفل يتطلب أن يُعد له إعداداً صحيحاً.. فالطفل قبل المدرسة أو الحضانة يعيش فى البيت الذى يمثل له البيئة الآمنة ويرى نفسه مركز ومحور الاهتمام فى هذا البيت، كما أنه يكون ملاصقاً أغلب الوقت لوالدته أو من يقوم برعايته، وفجأة يحدث هذا التغير الكبير فى حياته إذ يصحو يومياً فيجد نفسه فى مكان غريب عليه بدون وجود والديه أو أخوته معه ومع أشخاص لم يلتقى بهم من قبل.
قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن تأهيل الطفل النفسى والاجتماعى لدخوله إلى المدرسة يتطلب مجهود كبيير من الأبوين لإعداده بشكل جيد وذلك كالتحدث معه، واحترامه لكيانه وإظهار أنه عنصر أساسي وفعال داخل محيط الأسرة، لأن هذا ينمي عنده الثقة بالنفس ويستطيع أن يتفاعل معك في التأهيل النفسي والإعداد لدخول المدرسة.. مضيفًا أن الطفل الذي له أخ أو أخت أكبر منه، يكون عنده الأمر مختلف قليلاً، لأنه يرى أخاه الأكبر في هذه الرحلة فيكون عنده بمثابة خبرة وجزء من التأهيل النفسي له.
وبين «هندي» لـ «لعالم الأوسط»، أن النمو الانفعالي للإنسان يمر بمرحلتين غاية في الصعوبة وهما:
الصدمة الأولى: هي صدمة الميلاد وهو في رحم أمه بكل ما اعتاد عليه من حياة، وعندما يخرج من بطن أمه يجد كل شيء مختلف كليًا، فتحدث له صدمة وهذه الصدمة تقوي جهازه العصبي.
والصدمة الثانية: صدمة الانفصال من البيت إلى المدرسة، ولهذا إذا لم نعمل اجتياز آمن لعبور هذه الصدمة من الممكن أن يحدث له مشاكل في التعليم، أو ممكن أن يصاب اثناء العام الدراسي بتأتأة أو لجلجة وعيوب فى نطق الكلام، أو تبول لا إرادي ، ومص أصابع، ومشاكل «سايكوثوماتيك» -أى الأمراض النفسية الجسدية- كثيرة.
7 نصائح لابد على الأبوين اتباعها مع الأبناء قبل دخول المدارس
ونصح استشاري الصحة النفسية، الأبوين ببعض النصائح التي يجب اتباعها قبل دخول الطفل للمدرسة:
1- لابد أن يحكي الأب والأم للطفل، عن دخول المدرسة أنها جميلة ومكان سيجد فيه ما يسره.
2- وأن المدرسة بها أماكن للقراءة، والألعاب والأنشطة المحببة.
3- لابد أن يصطحب الأب والأم الطفل معهم للمدرسة أكثر من مرة قبل بداية العام الدراسي، لكي يرى المكان وطبيعته، ويألف المعلمات و المكان ويشعر به، الذي بالنسبة له عالم جديد مختلف كلياً.
4- أيضاً يجب على الأبوين أن لا يظهروا قلقهم على الطفل أو توترهم لأن هذا سينتقل إليه.
5- في أول يوم دراسي لابد أن يكون الأب والأم مع طفلهم ويدعموه نفسياً ومعنوياً بوجودهم معه، وهذا يعطي الطفل الثقة بالنفس والاطمئنان.
6- لابد أن نعوّد الطفل على روتين ثابت، ونخفف من الزيارات العائلية، والاعتياد على النوم مبكراً، والتقليل من الخروج إلى النوادي والأماكن العامة.
7- من الجميل ان نأخذ الطفل ليختار أغراضه المدرسية، فهذا أمر شيق ويعطيهم ثقة بنفسهم، ويسعدهم لأنهم اختاروا أغراضهم الدراسية بأنفسهم فيكونوا متشوقين لاستخدامها.
4 مهارات أساسية تؤهل طفلك لدخول المدرسة
وأضاف «هندي»، أنه لابد أن يملك الطفل أربع مهارات أساسية التى سوف تؤهله وتساعده على دخول المدرسة:
1- المهارات اللغوية: وهو أن يعرف كيف يتحدث مع الآخرين غير العائلة والمقربين.
2- المهارات الاستقلالية: وهو أن يعرف كيف يطلب من معلمته أنه يريد استخدام الحمام أو أي شيء يريده.
3- المهارات الاجتماعية: هو أن يكون الطفل لديه احتكاك بأطفال غرباء عنه سواء فى النادى أو الملاهى أو جيرانه أو حتى أقاربه وذهب إلى أماكن عامة مع أبويه، فكل هذا سيجعل لديه عالم واسع تعرف عليه قبل دخوله المدرسة.
4- ومهارات التواصل.
وأكد «هندي» بأنه لابد أن يدرك الأبوين أن الدلال الزائد والحماية الزائدة، غير محبذة ولا تفيد الطفل بل تضره، فتركه للاحتكاك بالعالم الخارجي بشكل تدريجي، مع المراقبة من بعيد، هي التي تنشيء طفل سوي وقادر نفسياً على مواجهة الحياة بثبات.
التعليقات