كتبت نوران بكري
يمكن للإنسان أن يحول بيته وعمله إلى روضة من رياض الجنة إذا اتبع نهج النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الآخرين.
فرغم التحديات والصراعات التي نواجهها في حياتنا اليومية، سواء في الأسرة أو في العمل.
ومن ثم نجد في السنة النبوية حلولاً وقواعد تعيننا على تحويل هذه الأماكن إلى مساحات من السكينة والطمأنينة.
كيف تجعل عملك و منزلك روضة من رياض الجنة في ثلاث خطوات
أجاب الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، ورئيس لجنة الرقابة الشرعية بالبورصة أنه يمكن أن نعيش في بيتنا الذي فيه من الخلافات الكثيرة في روضة مع حضرة النبي صلى الله عليه وسلم ، بل يمكن أيضا في العمل الذي يحدث فيه كثير من الصراعات و المهانة التي نشعر بها في بعض الأحيان.
و استشهد بقوله تعالى:«قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ».
فإذا كنت تريد أن تكون في روضة حضرة النبي صلى الله عليه وسلم فافعل الثلاث خطوات الأتية:
خدمة الناس بما يفرح حضرة النبي صلى الله عليه وسلم و ليس بما يفرح الناس أو يفرحك.
ومن ثم اخدم الناس بفقر لأنك مفتقر، وأخرها اخدم الناس و سامح لكي يلين قلبك .
أعظم رياض حضرة النبي صلى الله عليه وسلم
أوضح “الورداني” أن روض المحبة أكثر روض يمكن أن يتذوق فيها الإنسان حلاوته؛ لأنه باقي في رياض الله و الدليل على ذلك.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي».
فحضرة النبي صلى الله عليه و سلم روضه كثيرة و من أعظم رياض حضرته هو رياض المحبة.
عن عبد اللَّه بن ممسعود رضي الله عنه قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَقُولُ فِي رَجُلٍ أَحَبَّ قَوْمًا وَلَمْ يَلْحَقْ بِهِمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ.
هذه الروضة فتحها النبي صلى الله عليه وسلم و أجزل لأصحابها و أذن لهم أن يدخلوها بشرط المحبة
عن عبدالله بن هشام رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب.
فقال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحب إليَّ من كل شيء إلا من نفسي! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك».
قال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الآن يا عمر».
كيف تدخل روض المحبة؟
أجاب “الورداني” أنه لن تستطيع أن تدخل روض المحبة إلا عندما تتقن الثلاث خطوات هذه:
1. تعرف حضرة النبي صلى الله عليه وسلم و تسمع عنه كل يوم و تتعرف عليه و تغرق في تفاصيله.
وذلك لأن جمال حضرة النبي صلى الله عليه وسلم مثل أمواج الكوثر التي تشرب منها و لا يزال ظمأك موجود.
2. تتيقن أن هناك رابطة و سر بينك و بين حضرة النبي صلى الله عليه وسلم و هذا فضل من الله تعالى و منة عليك، حيث قال تعالى: « بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ».
3. اجعل بينك و بين حضرة النبي صلى الله عليه وسلم خلوة، حيث قال تعالى:« النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ» ، فالرسول صلى الله عليه وسلم أولي بك من أهلك و من نفسك.
التعليقات