هل يجوز قضاء صلاة العيد لمن فاتته؟
هل يجوز قضاء صلاة العيد لمن فاتته؟
هل يجوز قضاء صلاة العيد

 

 

 

أحكام عيد الفطر.. قبيل ساعات قليلة من صلاة العيد يقف البعض منا أمام أجوبة بعض الأسئلة والأحكام الخاصة بعيد الفطر.

وسنجيب في هذا التقرير عن كل الأسئلة التي تدور في أذهانكم عن أحكام عيد الفطر من فتاوى دار الإفتاء المصرية.

 

 

ما حكم صلاة العيد؟

قالت دار الإفتاء المصرية إن صلاة العيد سنة مؤكدة واظب عليها النبي صلى الله عليه وآلـه وسلم، وأمر الرجال والنساء -حتى الحُيَّض منهن- أن يخرجوا لها.

 

ما هو وقت صلاة العيد؟

 

 

عند الشافعية: وقتُ صلاة العيد  ما بين طلوع الشمس وزوالها.

ودليل الشافعية على أن وقتها يبدأ بطلوع الشمس أنها صلاةٌ ذات سبب فلا تراعى فيها الأوقات التي لا تجوز فيها الصلاة.

أما عند الجمهور: فوقتها يَبتدِئ عند ارتفاع الشمس قدر رمح بحسب رؤية العين المجردة -وهو الوقت الذي تحلُّ فيه النافلة- ويمتدُّ وقتُها إلى ابتداء الزوال.

 

هل نصلي العيد في المسجد أم في الساحات؟

والأفضل في مكان أدائها محلُّ خلافٍ بين العلماء:

 

 

1- منهم مَنْ فَضَّل الخلاء والْمُصَلَّى خارج المسجد؛ استنانًا بظاهر فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

2- ومنهم من رأى المسجد أفضل إذا اتَّسَـع للمُصَلِّين –وهم الشافعية-، وقالوا: إن المسجد أفضل لشرفه.

وردوا على دليل مَنْ فَضَّل المصلَّى بأن علة صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه عدمُ سعَةِ مسجده الشريف لأعداد المصلين الذين يأتون لصـلاة العيد.

وعليه فإذا اتَّسَع المسجد لأعداد المصلين زالت العِلَّة وعادت الأفضلية للمسجد على الأصل؛ لأن “العلة تدور مع المعلول وجـودًا وعدمًا”.

هل يجوز قضاء صلاة العيد

كيف نصلي صلاة العيد؟

وصلاة العيد ركعتان تجزئ إقامتهما كصفة سائر الصلوات وسننها وهيئاتها-كغيرها من الصلوات- وينوي بها صلاة العيد هذا أقلها.

وأما الأكمل في صفتها:

 

 

فأن يكبر في الأولى سبع تكبيرات سوى تكبيرة الإحرام وتكبيرة الركوع.

وفي الثانية خمسًا سوى تكبيرةِ القيام والركوع، والتكبيراتُ قبل القراءة.

لما روي “أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم كَبَّرَ فِي الْعِيدَيْنِ يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الأَضْحَى سَبْعًا وَخَمْسًا، فِي الأُولَى سَبْعًا، وَفِي الآخِرَةِ خَمْسًا، سِوَى تَكْبِيرَةِ الصَّلاةِ” أخرجه الدارقطني، والبيهقي.

ولما روى كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده: “أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم كَبَّرَ فِي الْعِيدَيْنِ فِي الأُولَى سَبْعًا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ، وَفِي الآخِرَةِ خَمْسًا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ” أخرجه الترمذي واللفظ له وابن ماجه.

 

ما هي سنن صلاة العيد؟

 

 

1- أن تكون صلاة العيد في جماعة وهي الصفة التي وردت من الخَلَفُ عن السلف.

فإن حضر وقد سبقه الإمام بالتكبيرات أو ببعضها لم يقض؛ لأنه ذِكْرٌ مسنون فات محلُّه، فلم يقضه كدعاء الاستفتاح.

2- أن يرفع يديه مع كل تكبيرة.

فقد ورد عن عمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: “أَنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ مَعَ كُلِّ تَكْبِيرَةٍ فِي الْجَنَازَةِ وَالْعِيدَيْنِ” أخرجه البيهقي.

3- ومستحب أن يقف بين كل تكبيرتين بقدر آية يذكر الله تعالى.

لما رُوِيَ أن ابْنَ مَسْعُودٍ وَأَبَا مُوسَى وَحُذَيْفَةَ رضي الله عنهم خَرَجَ إِلَيْهِمُ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ رضي الله عنه قَبْلَ الْعِيدِ فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ هَذَا الْعِيدَ قَدْ دَنَا فَكَيْفَ التَّكْبِيرُ فِيهِ؟

 

هل يجوز قضاء صلاة العيد

 

فَقَالَ عَبْدُ اللهِ رضي الله عنه: تَبْدَأُ فَتُكَبِّرُ تَكْبِيرَةً تَفْتَتِحُ بِهَا الصَّلاةَ وَتَحْمَدُ رَبَّكَ وَتُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ تَدْعُو وَتُكَبِّرُ وَتَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ تُكَبِّرُ وَتَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ تُكَبِّرُ وَتَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ تُكَبِّرُ وَتَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ… الحديث أخرجه البيهقي.

وفي رواية أخرى: فقال الأشعري وحذيفة رضي الله عنهما: “صَدَقَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ” أخرجه الطحاوي في “شرح معانى الآثار”.

4- وإذا فرغ من الصلاة أن يخطب على المنبر خطبتين، يَفْصِل بينهما بجَلْسة.

5- والمستحب أن يستفتح الخطبة الأولى بتسع تكبيرات، والثانية بسبعٍ، ويذكرَ اللهَ تعالى فيهما، ويذكرَ رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ويوصي الناس بتقوى الله تعالى وقراءة القرآن، ويعلِّمهم صدقة الفطر.

6- ومن المستحب للناس استماعُ الخطبة.

لما روي عن أبي مسعود رضي الله عنه أنه قال يوم عيد:

“أول ما يبدأ به أو يقضى في عهدنا هذه الصلاة، ثم الخطبة، ثم لا يبرح أحد حتى يخطب” أخرجه ابن المنذر في “الأوسط”.

فإن دخل رجل والإمام يخطب، فإن كان في المصلَّى-لا المسجد، وهو المخصص لصلاة العيد فقط دون بقية الصلوات- استمع الخطبة ولا يشتغل بصلاة العيد.

لأن الخطبة من سنن العيد ويخشى فواتها، والصلاة لا يخشى فواتها فكان الاشتغال بالخطبة أولى.

وإن كان في المسجد ففيه وجهان:

أن يصلي تحية المسجد ولا يصلي صلاة العيد؛ لأن الإمام لم يفرغ من سنة العيد فلا يشتغل بالقضاء.

والوجه الآخر: أن يصلي العيد، وهو أولى؛ لأنها أهم من تحية المسجد وآكد، وإذا صلاها سقط بها التحية فكان الاشتغال بها أولى كما لو حضر وعليه مكتوبة] اهـ بتصرف.

ما السور المستحب قراءتها في صلاة العيد؟

والسُّنَّةُ أن يقرأ بعد الفاتحة بـ”الأعلى” في الأولى و”الغاشية” في الثانية، أو بـ”ق” في الأولى و”اقتربت” في الثانية.كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ما ثبت في “صحيح” مسلم.والسُّنَّةُ أن يجهر فيهما بالقراءة لنقل الخلف عن السلف.

 

ما هي نعم الله على عباده في عيد الفطر؟

منها:

أنه أول يوم بعد رمضان حيث تعود فيه إلى المؤمن حريته الشخصية في مأكله ومشربه، بعد أن كان قد سلَّمَها إلى مولاه عزَّ وجلَّ خلال رمضان طائعًا مختارًا، إيذانًا بأنه لا يضحي بها إلا في سبيل ما هو أعز منها وهو رضوان الله ومغفرته، أما فيما عدا ذلك فدون سَلِّها خَرْطُ القَتَادِ،

ومنها أن المسلم يشعر فيه بفرحتين عظيمتين لهما أكبر الأثر في حياته وقوته: فرحة القيام بالواجب، واجبِ الطاعة والامتثال لأمر الله، وفرحة الثقة بحسن الجزاء من الله،

وهو ما يشير إليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: «لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ» أخرجه البخاري ومسلم.

كيفية إحياء ليلة العيد:

يسن إحياء ليلة العيد بالعبادة من ذكر أو صلاة أو غير ذلك من العبادات.

لا سيما صلاة التسابيح لفضلها؛ لحديث: «مَنْ قَامَ لَيْلَتَيِ الْعِيدَيْنِ مُحْتَسِبًا للهِ لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ» أخرجه ابن ماجه واللفظ له،

والطبراني في “الأوسط” والبيهقي، والمراد بموت القلوب شغفها بحب الدنيا، وقيل الكفر، وقيل الفزع يوم القيامة،

ويحصل الإحياء بمعظم الليل كالمبيت بمنًى، وقيل بساعة منه،

وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما بصلاة العشاء جماعة والعزم على صلاة الصبح جماعة، والدعاء فيهما.

ما حكم التكبير في العيد؟

التكبير في العيدين سُنَّة عند جمهور الفقهاء، قال الله تعالى بعد آيات الصيام: ﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ﴾ [البقرة: 185].

وحُمِل التكبير في الآية على تكبير عيد الفطر، وقال سبحانه في آيات الحج: ﴿وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ﴾ [البقرة: 203].

وقال أيضًا: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾ [الحج: 28].

وقال تعالى: ﴿كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ﴾ [الحج: 37]، وحُمِل الذكر والتكبير في الآيات السابقة على ما يكون في عيد الأضحى.

لماذا شرع التكبير للعيد؟

والتَّكبير هو التَّعظيم، والمراد به في تكبيرات العيد تعظيم الله عز وجل على وجه العموم، وإثبات الأعظمية لله في كلمة “الله أكبر” كناية عن وحدانيته بالإلهية.

لأن التفضيل يستلزم نقصان من عداه، والناقص غير مستحق للإلهية؛ لأن حقيقة الإلهية لا تلاقي شيئًا من النقص.

ولذلك الله عزوجل التكبير في الصلاة؛ لإبطال السجود لغير الله، وكان التكبير عند نحر البُدْن في الحج؛ لإبطال ما كانوا يتقربون به إلى أصنامهم.

وكذلك شرع التكبير عند انتهاء الصيام؛ إشارة إلى أن الله يعبد بالصوم وأنه متنزه عن ضراوة الأصنام بالآية السابقة.

ومن أجل ذلك مضت السنة بأن يكبِّر المسلمون عند الخروج إلى صلاة العيد ويكبِّر الإمام في خطبة العيد.

ما هو وقت التكبير لعيد الفطر؟

والمندوب أن التكبير يكون بغروب الشمس ليلتي العيد في المنازل والطرق والمساجد والأسواق برفع الصوت للرجل؛ إظهارًا لشعار العيد، والأظهر إدامته حتى يحرم الإمام بصلاة العيد.

أما من لم يصلِّ مع الإمام فيكبِّر حتى يفرغ الإمام من صلاة العيد ومن الخطبتين.

ما هي صيغة التكبير للعيد؟

ولم يرد في صيغة التكبير شيء بخصوصه في السنة المطهرة.
ولكن درج بعض الصحابة منهم سلمان الفارسي رضي الله عنه على التكبير بصيغة:1- “الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد”.والأمر فيه على السَّعة؛ لأن النص الوارد في ذلك مطلق، وهو قـوله تعالى: ﴿وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ﴾ [البقرة: 185]، والْمُطْلَق يُؤْخَـذُ على إطلاقه حتى يأتي ما يقيده في الشَّرع.

ودرج المصريُّون من قديم الزمان على الصيغة المشهورة وهي:

2- “الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إيَّاهُ، مُخْلِصِين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صلِّ على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا”.

وهي صيغة مشروعة صحيحة استحبها كثير من العلماء ونصوا عليها في كتبهم.

وقال عنها الإمام الشافعي رحمه الله تعالى في كتابه “الأم” (1/ 276): [وإن كَبَّر على ما يكبر عليه الناس اليوم فحسن، وإن زاد تكبيرًا فحسن، وما زاد مع هذا من ذكر الله أحببتُه] اهـ بتصرف.

ما حكم الصلاة على سيدنا النبي في تكبيرات العيد؟

وزيادة الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وأصحابه وأنصاره وأزواجه وذريته في ختام التكبير أمر مشروع.

فإنَّ أفضل الذكر ما اجتمع فيه ذكر الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.

كما أن الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم تَفْتَحُ للعمل بَابَ القَبُول فإنها مَقْبُولَةٌ أَبَدًا حتى من المنافق.

كما نص على ذلك أهل العلم.

 سنن يستحب فعلها قبل صلاة العيد:

1- يستحب الغسل والطيب للعيدين، من خرج للصلاة ومن لم يخرج لها.

2- يستحب لبس الحسن من الثياب للقاعد والخارج.

ففي حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال:

“كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الأَضْحَى” أخرجه ابن ماجه والبيهقي.

وفي حديث الْحَسَنِ بن عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُما قَالَ:

“أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَنْ نَلْبَسَ أَجْوَدَ مَا نَجِدُ، وَأَنْ نَتَطَيَّبَ بِأَجْوَدِ مَا نَجِدُ” أخرجه الطبراني في “المعجم الكبير”، والحاكم.

3- يستحب أن يتزين الرجل ويتنظف ويحلق شعره.

4- يستحب أن يَسْتَاك، ويَطْعَم شيئًا.

لما روي عن أنسٍ رضي الله عنه أنه قال: “كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لَا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ”.

وفي رواية: “وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا” أخرجه البخاري؛ ولكون اليوم يوم فطر بعد أيام الصيام.

5- يخرج فِطرته -زكاة الفطر- قبل أن يخرج.

لما روي عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: “مِنَ السُّنَّةِ أَنْ لا تَخْرُجَ يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى تخْرِجَ الصَّدَقَةَ، وَتَطْعَمَ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ” أخرجه الطبراني في “المعجم الكبير”.

ولأنه مسارعة إلى أداء الواجب فكان مندوبًا إليه.

هل يجوز قضاء صلاة العيد لمن فاتته؟

ويشرع قضاء صلاة العيد لمن فاتته متى شاء في باقي اليوم أو في الغد وما بعده أو متى اتفق كسائر الرواتب.

وإن شاء صلاها على صفة صلاة العيد بتكبير.

وإلى ذلك ذهب الإمامان: مالك والشافعي رضي الله عنهما.

لما روِيَ عن أنسٍ رضي الله عنه أنه كان إذا لم يشهد العيد مع الإمام بالبصرة جمع أهله ومواليه.

ثم قام عبد الله بن أبي عتبة مولاه فيصلي بهم ركعتين، يُكَبِّرُ فيهما.

وذلك لأن قضاء صلاة فكان على صفتها كسائر الصلوات.

والمسلم له الخيار إن شاء صلاها وحدَهُ، وإن شاء في جماعة، وإن شاء مضى إلى الْمُصَلَّى وإن شاء حيثُ شاء.

هل يجوز صلاة العيد أربع ركعات؟

ويجوزُ لمن فاتَتْهُ صلاةُ العيد أن يصلِّيَ أربعَ ركعاتٍ، كصلاة التطوع،  وإن أحب فصلَ بسلامٍ بَيْنَ كُلِّ ركعتين.

وذلك لما روِي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: “مَنْ فَاتَهُ الْعِيدُ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا” أخرجه الطبراني.

وروِيَ عن عَلِيِّ بن أبي طالِبٍ رضي الله عنه:

“أنه أَمَرَ رَجُلًا أَنْ يُصَلِّيَ بِضَعَفَةِ النَّاسِ فِي الْمَسْجِدِ يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ يَوْمَ أَضْحًى، وَأَمَرَهُ أَنْ يصَلِّيَ أَرْبَعًا” أخرجه البيهقي.

ولأنه قضاء صلاةِ عيد، فكان أربعًا كصلاة الجمعة، وإن شاء أن يصلي ركعتين كصلاة التطوع فلا بأس؛ لأن ذلك تطوُّع.

وإن أدرك الإمام في التشهد جلس معه، فإذا سَلَّم الإمام قام فصلَّى ركعتين، يأتي فيهما بالتكبير.

لأن المسلم أدرك بعض الصلاة التي ليست مبدلَةً من أربع، فقضاها على صفتها كسائر الصلوات.

ما هي السنن المستحبة في العيد؟

1- من السنن التوسعة في العيد على الأهل بأيِّ شيءٍ كانَ من المأكول، إذْ لم يَرِد الشرعُ فيه بشيءٍ معلوم.

فمن وسَّع على أهله فيه فقد امتثل السُّنَّة.

2- ويجوز أن يتخد المسلم فيه طعامٌ معلوم؛ إذ هو من المباح.

لكن بشرط عدم التكلف فيه، وبشرط أن لا يجعل ذلك سنة يستن بها فيعد من خالف ذلك كأنه مرتكب لكبيرة.

وإذا وصل الأمر إلى هذا الحدِّ ففِعْلُ ذلك بدعة؛ إذ أنه بسبب ذلك ينسَبُ إلى السُّنة ما ليس منها.

3- وإظهار السرور في العيدين مندوب، فذلك من الشريعة التي شرعها الله لعباده.

4- وأما التوسعة على العيال في الأعياد بما حصل لهم من ترويح البدن وبسط النفس من كلف العبادة فهو مشروع.

هل يجوز قضاء صلاة العيد

التعليقات