بقلم الأستاذ الدكتور عطية لاشين
أستاذ الفقه المقارن بكلية أصول الدين بالقاهرة، وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف
يقول في رسالته
سمعت من يقول : أن من أهم الأخلاق التي يجب أن يتصف بها المسلم مراعاة مشاعر الآخرين ،فهل لذلك أدلة من الشرع الحكيم ؟
الحمد لله رب العالمين قال في القرآن الكريم :(يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ٠٠٠٠٠٠)٠
والصلاة والسلام على من راعى مشاعر الآخرين فكان إذا أراد أن يصحح سلوكا لا يسمي صاحب السلوك الخاطئ بل كان يقول :(ما بال أقوام )صلى الله عليه وسلم ٠
وبعد
فقد ربى الإسلام أتباعه على أن مالا يحبه لنفسه لا يحبه لغيره، وما يحبه لنفسه يحبه لغيره ،والإنسان لا يرضى من غيره أن يجرح مشاعره ،فكذلك لا يرضى أن يؤذي مشاعر غيره ،قال سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم :(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه )٠
وبخصوص واقعة السؤال نقول
لقد نهانا الإسلام عن إيذاء الآخرين في مشاعرهم وأحاسيسهم، وأن يختار الإنسان ألفاظه وينتقيها حين حديثه مع غيره فيختار أحسنها وأجملها وأبعدها عن خدش مشاعر من يخاطبه ٠
والأدلة على ذلك ما يلي
1_ نهى الإنسان المسلم من السخرية من غيره لأنها تجرح مشاعر من تسخر منه والنهي يقتضي التحريم ،قال تعالى :(يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ٠٠٠٠٠٠)٠
2_ حرم الإنسان همز الغير ولمزه فقال سبحانه :(ويل لكل همزة لمزة ) والهمز السخرية من الغير عن طريق إشارة العين أو الشدق ،أو الرأس واللمز السخرية من الغير بالكلام الصريح وكلاهما محرم وفيهما الوعيد بالويل لمن فعل ذلك وهو العذاب الشديد ٠
3_ راعى نبينا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مشاعر غيره فأمره إذا خرج منه ريح وهو يصلي أن يضع يده على أنفه وينصرف من الصلاة ليتوضأ ،وما توجيهه صلى الله عليه وسلم ذلك إلا حفاظا على مشاعر من انتقض وضوؤه بخروج الريح في الصلاة ليتوهم الناس أنه خرج من أنفه رعاف اي (دم )٠
4_ راعى الرسول صلى الله عليه وسلم مشاعر الأمهات اللائي صلين خلفه صلى الله عليه فكان يدخل في الصلاة وهو يحب أن يطيل فيها فيقرع سمعه بكاء الصبي فيخفف في صلاته وما فعل صلى الله عليه وسلم ذلك إلا مراعاة لمشاعر الأمهات ،وعدم انشغالهن ببكاء الصبي عن مناجاة الله في الصلاة ٠
قال النبي الرحمة المهداة :(إني لأدخل في الصلاة ،وانا أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز (أي أخفف )في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه )٠
5_ إذا كان لأحد منا ميت عاش حياة لا يرضا ها الله ثم مات فنهى رسول الله صلى الله الأحياء عن سبه ،وذكر مساويه حتى لا نؤذي مشاعر أهله الأحياء ،وهذا ثابت في سنة النبي الهادي صلى الله عليه وسلم ٠
6_إذا سار ثلاثة رفاق في طريق واحد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يتحدث أثنان منهم وإهمال الثالث لأن في ذلك جرحا لمشاعره وأحاسيسه.
قال صلى الله عليه وسلم :(إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث حتى تختلطوا بالناس من أجل أن ذلك يحزنه
والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد المحافظ على مشاعر الناس.
اقرأ أيضًا
وردت فيه روايات كثيرة..هل حديث “الجنة تحت أقدام الأمهات” صحيح؟
منها كبائن الهاتف والجرامافون..8 اختراعات لم تعد موجودة في عصرنا الحالي
تناول هذه الأطعمة لتشعر بالدفء
هل يقع الطلاق برسائل “واتساب وفيسبوك”؟

التعليقات