بـ3 عوامل.. كيف مهد سلاح المدرعات النصر في حرب أكتوبر؟
سلاح المدرعات

الزمان: 6 أكتوبر 1973م
المكان: شبه جزيرة سيناء

سلاح المدرعات.. حرب أكتوبر محل فخر المصريين، إنها ساحة المعركة التي انتصر بها الجيش المصري العظيم على جيش الاحتلال الصهيوني، واستعاد سيناء أرضنا الغالية.

وذلك بفضل عنصر المفاجأة، الذي استطاع إرباك العدو وأثبت قدرة المصريين على إنجاز عمل جسور، من خلال الدقة والاعداد والتخطيط وبسالة الأداء والتنفيذ.

وكان لسلاح المدرعات والدبابات دور كبير التي يمكن تشبيهها بهجوم الخيالة، فهي تبدو كأمواج دبابات تزحف عبر الصحراء في هجوم كاسح رهيب.

ظهور سلاح المدرعات وعلاقته بلواء الخيالة

في البداية لم يُعرف سلاح المدرعات بهذا الاسم، فقديمًا لم تُعرف الدبابات ولا المدرعات فكان الأمر مقتصر على الخيول.

فكان يسمى سلاح الفرسان أو الخيالة وهو سلاح قديم كان يستخدم في العصور القديمة وحتى البضعة قرون الأخيرة.

وهو عبارة عن فرقة من الفرسان تُشكل جزء من الجيش.

وتاريخيا كان يُقسم سلاح الفرسان إلى قسمين: “سلاح الفرسان الخفيف” و”سلاح الفرسان الثقيل” أو بالأحرى “المدرّع”.

سلاح المدرعات

سلاح المدرعات.. وأخيرًا الفرصة لتحقيق النصر

في السابق.. لم تتاح الفرص في المواجهة بين الجيش العربي المصري وجيش الكيان الصهيوني، كي يبرز رجال سلاح المدرعات المصري قدراتهم الحقيقي.

بينما في حرب أكتوبر 1973 المجيدة أُتيح لسلاح المدرعات المصري أن يحقق انتصارات رائعة في معارك كبرى خالدة.

حيث قدم جنود الدبابات المصريين أفضل ما عندهم من امكانيات، وبرزت قدراتهم الحقيقية التي صقلتها التدريبات القاسية المتواصلة.

سلاح المدرعات

أنـواع الدبابات المصرية المستخدمة في حرب أكتوبر

1- الدبـابــة تـى/ 54 : دبابة قتال متوسطة تزن 35 طن سرعتها 50 كم فى الساعة وقوة محركها الديزل 570 حصان مدفع عيار 100 مم.
2- والـدبـابـة تــى/ 55.
3- الدبابة إم / 60.

سلاح المدرعات

سلاح المدرعات.. التكتيـك المـصـري في استخدام الدروع المصرية

وفقا لما ذكره الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، أنه كان هناك 3 عوامل مهمة لها تأثير حاسم في المعركة إذا ما حدثت المجابهة بين الدبابات وحدهما، دون إدخال الأسلحة الأخرى في المعركة.

العامل الأول: التسليح

يمكن القول أن تسليح دبابات العدو كان أفضل من دباباتنا، لكن هذا التفوق النوعي في التسليح كان يمكن التغلب عليه إذا أحسنا استخدام الأرض.

وتحاشينا الدخول مع العدو في معركة دبابات في أرض مفتوحة، حيث يصبح مدى المدفع هو السلاح الحاسم في المعركة.

العامل الثاني: أسلوب الطرفين في تجميع واستخدام الدبابات

فقد كانت دباباتنا مربوطة بالأرض وكان نصفها ضمن الهيكل التنظيمي للمشاة على شكل كتائب دبابات.

بينما كان تدريبها مقصورًا على تعاون المشاة في الهجوم والدفاع.

كما لم تكن مدربة على القيام بالدخول في معارك الدبابات، حيث يكون عنصر القتال الرئيسي هو دبابة ضد دبابة.

العامل الثالث: توزيع الدبابات على فرق المشاة

وقد كانت دباباتنا موزعة على فرق المشاة بمعدل لواء مدرع لكل فرقة، وذلك لرفع قدراتها القتالية في صد هجمات العدو المركزة بواسطة الدبابات.

كما لم تكن لدينا الفرصة أن نناور بدباباتنا من مكان لآخر من الجبهة إلا في حدود ضيقة جدًا.

أما العدو فقد كانت ظروفه أفضل بكثير فلم تكن دباباته ملزمة بأن ترتبط بالأرض للدفاع عن المشاة كما في حالتنا.

وكان لديه العمق الكافي الذي يسمح له بالمناورة وتحريك المدرعة من قطاع إلى قطاع بحرية تامة وخلال ساعات قليلة.

الصمود وثبات الموقف

6 أكتوبر تقدمت كتائب الدبابات المصرية في سيناء بعد أن عبرت فوق الجسور المنصوبة.

وانضمت لفرق المشاة التي سبقتها بالعبور تحت وابل من نيران العدو الإسرائيلي.

وبدأت تأخذ دورها في مساندة القوات المصرية في حصار نقاط العدو الحصينة في خط بارليف والإستيلاء عليها.

وقدمت بمدافعها معاونة نارية فعالة متحركة لقوات المشاة الزاحفة في تدمير الدبابات الإسرائيلية، التي هرعت لتتصدى للقوات العابرة في مرحلة بدء تكوين رؤوس الجسور المصرية.

وقد تعاونت المدرعات المصرية مع وحدات صواريخ المشاة من طرازات أربى جى وساجر و بـ10 / 11.

وأقعوا خسائر جسيمة في صفوف الدبابات الإسرائيلية بلغت 120 دبابة في اليوم الأول وحده.

7 أكتوبر أتمت الدبابات المصرية حشدها في سيناء وتوزيعها على فرق المشاة الخمس حيث بلغت 800 دبابة و13 ألف سيارة ومركبة ومدرعة مرافقة مساندة.

8 أكتوبر قدر موشي ديان، وزير الدفاع الإسرائيلى، أن 8 أكتوبر سيكون يوم “الدروع المتصارعة”.

حيث شاركت الدبابات المصرية في قطاع الجيش الثانى الفرفة الثانية مشاة في معركة تدمير الكتيبة 190 المدرعة الإسرائيلية، بقيادة العقيد عساف ياجورى وأسر الأخير.

رغم صعوبة المهمة قاتلوا ببسالة وإصرار

13 أكتوبر قتل الجنرال ألبرت ماندلر أكبر وأشهر قائد إسرائيلي في معارك الدبابات.

14 أكتوبر بدء أكبر معارك الدبابات الكبرى في التاريخ العسكرى التي استمرت لحوالى أسبوع تقريبًا.

كما أنه كان من أصعب الأيام التي قاسها سلاح المدرعات المصرية.

فقد كلف بالقيام بعملية تطوير الهجوم نحو المضايق بقوة 500 دبابة مصرية في فرقة 21 المدرعة وعدد من اللواءات المدرعة المستقلة.

وقد خرجت الوحدات المصرية من تحت نطاق حماية حائط الدفاع الجوي.

ورغم عدم مناسبة المهمة لفرق الدبابات المصرية وتعرضها لصواريخ Tow الإسرائيلية وصواريخ ss10 , ss11 المضادة للدروع.

وكذلك الضربات الجوية المعادية ومعاناتها من خسائر كبيرة بلغت حوالى 250 دبابة مصرية، إلا انها قاتلت في بسالة فائقة وتقدمت في إصرار وعناد.

ذكر أحد الضباط الإسرائيليين الذين شاركوا في تلك المعركة للكاتب البريطانى إدجار أوبلانس:

“أن نيران دبابات المصريين كانت كثيفة للغاية، والتهمت كثيرًا من الدبابات الإسرائيلية”.

اقرأ أيضًا:

7 أسباب أدت لقيام حرب أكتوبر المجيدة

الفضفضة.. ما هي أفضل طريقة للبوح بما في داخلنا دون ندم؟

داء الكلب.. ينتقل عبر لعاب الحيوانات ويؤثر على الجهاز العصبي

أبطال حرب أكتوبر المنسيين.. 7 رجال غيروا التاريخ

بالتفاصيل.. قرارات الوزير بشأن طلاب الثانوية العامة والاستعدادت النهائية للعام الدراسي الجديد

التعليقات