واجب الخلق أجمعين تجاه سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم 1

بقلم الأستاذ الدكتور/ عطية لاشين

أستاذ الفقه بكلية أصول الدين بالقاهرة، وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف

لسيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم واجبات كثيرة على الناس أجمعين ،نخصص لكل واجب موقفا خاصا به ٠

الواجب الأول 
التصديق بنبوته، والإذعان لما جاء في رسالته ٠
وإنما كان هذا واجبا على الخلق طرا للأدلة الآتية :
١_دل القرآن الكريم على صدق رسالته ،وصحة نبوته ،ولذلك وجب على النلس كافة أيا كانت جنسياتهم ولغاتهم ،وقومياتهم ،وجب عليهم ان يؤمتوا به نبيا ورسولا ،وأن يصدقوه فيما جاءهم به من أحكام وتشريعات ،فالإيمان به واجب متعين على كل فرد في هذه الحياة ،ولا يتم إيمان الفرد إلا بذلك ولا يصح له إسلام إلا إذا كان من خلاله صلى الله عليه وسلم ٠
والدليل على وجوب الإيمان به من القرآن ما يلي ،ويمكن أن يعتبر ذلك الدليل الثاني :
٢_ قال الله تعالى (فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون )٠
فقد أوجب الله تعالى الإيمان به أي بالله، والإيمان برسوله ورتب على ذلك الهداية في هذه الحياة لمن آمن بنبيه ،واتبعه وسار على نهجه٠
٣ قال الله تعالى :(ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا اعتدنا للكافرين سعيرا )٠
جعل المولى سبحانه وتعالى النار عقوبة لمن لم يؤمن بالله عز وجل ولم يؤمن برسوله صلى الله عليه وسلم.
٤_ قال الله تعالى على لسان أهل النار وهم في النار يعذبون :(ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا )٠
تمنوا وهم في طبقات النار يعذبون أن لو آمنوا بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في حياتهم الدنيا مما يدل على وجوب الإيمان به صلى الله عليه وسلم فإن الإيمان به ينجي صاحبه من عذاب جهنم إن عذابها كان غراما ٠
٥ _قال الله تعالى : فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير )٠
أوجبت الآية الإيمان بالله عز وجل، والإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم ،وبالقرآن الذي أنزله على قلب رسوله صلى الله عليه وسلم كما جعلت الآية الإيمان بالله ثم برسوله قرينان لا ينفكان ،ولا ينفع الإيمان باحدهما دون الآخر ٠
فهذه الأدلة المتقدمة وغيرها مما لم نذكره وهو كثير توجب الإيمان بالنبي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ٠
وختاما أقول
كما يجب الإيمان بالرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم فإنه يجب الإيمان بكل رسل الله من لدن آدم عليه السلام إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،ولا ينجي الإنسان من عذاب الله الإيمان بنبيه فقط.،وعدم التصديق بالأنبياء الآخرين بل وأكثر من ذلك لو آمن بجميع الأنبياء إلا نبيا واحدا كفر به كان على شفا حفرة من النار ،وكان بنيان إيمانه مؤسسا على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم٠
والحمد لله فإنا نحن المؤمنين بنبي الله سيدنا محمد نؤمن بجميع أنبياء الله منفذين في ذلك قول الله عز وجل :(لا نفرق بين أحد من رسله )٠

التعليقات