هجوم شيطاني.. مخلوقات أسطورية تعض القمر.. كيف نظرت الثقافات القديمة لخسوف القمر

لم تنظر الثقافات القديمة إلى خسوف القمر على أنه ظاهرة فلكية طبيعية تحدث كلما وقعت الشمس والأرض والقمر على خط واحد، بل على العكس تمامًا فمنهم من اعتبره كفآل جيد، ومنهم من تشائم منه ورآه كفآل سيء وتعددت التفسيرات المطروحة على الساحة حينها حول سبب تعرض القمر لهذا الحادث.

مصر والمايا.. قمر يتعرض للابتلاع من قِبل حيوانات مختلفة

نظر المصريون القدماء إلى الخسوف على أنه خنزير يبتلع القمر لفترة قصيرة، بينما رأت شعوب أخرى مثل شعب المايا أن القمر يُبتلع من قِبل حيوانات أخرى مثل اليغور -وهو أحد السنوريات الكبرى المنتمية لجنس النمور-.

الإنكا.. أكل جاكوار القمر

على غرار حضارة المايا رأى شعب الإنكا أن خسوف القمر حدث عندما أكل جاكوار القمر؛ وهذا هو سبب ظهور قمر الدم باللون الأحمر، كما اعتقد شعب الإنكا أيضًا أنه بمجرد انتهاء النمر من أكل القمر، يمكن أن ينزل ويلتهم جميع الحيوانات على الأرض؛ لذلك سيأخذون الرماح ويصرخون على القمر لإبعاده.

خسوف القمر في بلاد ما بين النهرين.. هجوم من قِبل 7 شياطين

ظن السكان القدماء لبلاد ما بين النهرين أن خسوف القمر يحدث عندما يتعرض القمر لهجوم من قِبل 7 شياطين، وكانوا يعتقدون أن هذه الشياطين تستهدف ملك البلاد؛ لذلك جعلوا شخصًا ما يتظاهر بأنه الملك أثناء الهجوم لحماية الملك الحقيقي، وبعد الانتهاء يختفي الملك البديل ويُقال أنه ربما تعرض للتسمم.

الهندوس.. لا تنس الاستحمام بعد الخسوف للخلاص من الشياطين

اعتقدت بعض المجتمعات أن شيطانًا يبتلع القمر وأن بإمكانهم مطاردته بإلقاء الشتائم ورمي الحجارة عليه؛ لذلك كان الهندوس يؤمنون بأهمية الاستحمام في نهر “الگنگ” بعد الخسوف؛ لأنه سيساعد على تحقيق الخلاص.

خسوف القمر في الصين.. مخلوقات أسطورية تعض القمر

كان الشعب الصيني يظن أن هناك ضفدع أسطوري ثلاثي الأرجل يقوم بابتلاع القمر؛ لذلك كان الناس في بعض الثقافات الصينية يقرعون الأجراس لمنع التنين أو الحيوانات البرية الأخرى من عض القمر، وفي القرن 19 أثناء الظاهرة أطلقت البحرية الصينية مدفعيتها بسبب هذا الاعتقاد.

قمر الدم.. نذير بالمجاعة والمرض

كان منظر القمر الأحمر الغارق في الظلام ينذر بالمجاعة أو المرض؛ لذلك تمت الإشارة إليه في بعض المقالات الشعبية باسم “أقمار الدم”، والسبب في ذلك يتعلق باللون المحمر الذي يتخذه القمر الخسوف تمامًا للمراقبين على الأرض.

لكن السبب الحقيقي وراء تلون القمر باللون الأحمر يعود إلى ضوء الشمس الذي يخترق جو الأرض، فتقوم الطبقة الغازية بتصفية الأشعة وانكسارها بطريقة تجعل الأطوال الموجية من اللون الأخضر إلى البنفسجي على الطيف المرئي مبعثرة بقوة أكبر من الأحمر، مما يعطي القمر صبغة حمراء.