
الفتاوى العشوائية
شهدت ورشة العمل التي نظمها “المؤشر العالمي للفتوى” ضمن فعاليات الندوة الدولية الأولى لدار الإفتاء المصرية، مناقشات موسعة حول “ظاهرة الفتاوى العشوائية”.
وتعتبر الفتاوى العشوائية من أبرز التحديات التي تواجه الأمن الفكري في العصر الرقمي.
خطورة الفتاوى العشوائية
أكد المشاركون في الورشة على خطورة ظاهرة الفتاوى المنتشرة على السوشيال ميديا من مصادر غير موثوقة.
ومن ضمن ما أوضحه المشاركون:
1- الفتاوى في الفضاء الإلكتروني ليست عشوائية بل مخططة
أوضح الإعلامي حمدي رزق أن الفتاوى التي تنتشر في الفضاء الإلكتروني ليست عشوائية كما يعتقد البعض، بل هي مخططة ومنهجية تهدف إلى نشر فكر معين.
كما أضاف رزق أن انتشار الفتاوى بشكل غير منضبط يعكس أزمة في الحياة المجتمعية، مؤكدًا إلى على ضرورة أن يتمتع كل مفتٍ بكفاءة علمية عالية.
2- فتوى السوشيال ميديا.. تهدف للتسليع والكسب المادي
لفت الدكتور وليد رشاد، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الجنائية الاجتماعية، إلى أن العديد من المفتين عبر السوشيال ميديا يسعون لتحقيق مكاسب مادية من خلال تسليع الفتوى، دون النظر إلى تبعات وآثار تلك الفتاوى على المجتمع.
كما اقترح رشاد تجميع المؤثرين في مجال الفتوى تحت مظلة المؤسسات الدينية الرسمية، وإعادة تأهيلهم وتوجيههم بطريقة صحيحة.
التصدي للفتاوى العشوائية
أكد المشاركون على أهمية التصدي لهذه الظاهرة التي تهدد بنشر الفوضى في المجتمعات الإسلامية.
وضرورة تفعيل دور المؤسسات الدينية في مواجهة الفوضى الإفتائية.
كما بيّن الدكتور محمد عبد السلام، مدير الجلسة وأستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة عين شمس، أن التصدي للفتاوى العشوائية يعد من أهم الخطوات لإعلاء قيم العقل والفكر، وترسيخ مفهوم العلاقة العضوية بين الفتوى وبناء الإنسان.
ومن ضمن الاقتراحات التي قدمتها الورشة:
1- تدريب المفتين
أوضح عبد السلام أن الإفتاء هو صناعة تتطلب تدريبًا وتأهيلًا مستمرًا للمفتين.
2- متابعة مؤشر الفتوى
شدد مدير الجلسة على أن “مؤشر الفتوى” يلعب دورًا أساسيًا في رصد وتحليل الفتاوى.
بما في ذلك الفتاوى المتطرفة التي تضر بالمجتمع.
3- منصات رسمية للفتوى الصحيحة
أشار الدكتور سامي عبد العزيز، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقًا، إلى أهمية استخدام وسائل جذب حديثة لجذب الجمهور إلى المنصات الرسمية التي تقدم الفتاوى الصحيحة.
4- إطلاق حملة تسويقية.. “للفتوى الصحيحة أهلها”
أقترح عبد العزيز إطلاق حملة تسويقية بعنوان “للفتوى الصحيحة أهلها”، تهدف إلى نشر الفتاوى المعتمدة والتعريف بأهمية الاعتماد على المصادر الرسمية.
5- منصة إلكترونية للكشف عن الفتاوى المغلوطة
وفي ختام الورشة اقترحت الدكتورة إلهام شاهين، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية لشؤون الواعظات، إنشاء منصة إلكترونية تحت اسم “صحة فتوى” للتصدي للفتاوى المغلوطة وتوضيح زيفها للمواطنين.
6- ورش عمل للإعلاميين بالملف الديني
كما دعت شاهين إلى عقد ورش عمل للإعلاميين المعنيين بالملف الديني لتدريبهم على كيفية التحقق من صحة الفتاوى قبل نشرها.
وفي هذا السياق تتعاظم أهمية تطوير آليات ووسائل فعالة لمواجهة هذه ظاهرة الفتوى العشوائية.
بداية من تدريب المفتين وصولاً إلى إنشاء منصات إلكترونية تساهم في تعزيز الوعي وتوجيه الجمهور نحو الفتوى الصحيحة.
التعليقات