أول العبادات المأمور بها المسلم.. افعلها في 3 خطوات
أول العبادات المأمور بها المسلم

أول العبادات المأمور بها المسلم

إيمان خالد

التوكل على الله.. إنما أوصانا الله بالتوكل عليه لنطمئن ونشعر بأن لنا سند في هذه الدنيا.

قال الله عزوجل “رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا “.

فاذهب إلى بابه وقل: اللهم إني اعتمدت عليك بقلبي، وما عليَّ سوى الأخذ بالأسباب فأعنِّي .

أول العبادات المأمور بها المسلم

ما هو معنى التوكل؟

قال الدكتور رمضان عبد الرازق، عضو اللجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف:

أفضل تعريف للتوكل على الله هو : الأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء، والاعتماد على الله وكأن الأسباب ليست بشيء.

وعلى ذلك اسستدل بقوله تعالى يقول: «وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ  وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا.

وانظر إلى قول إبراهيم عليه السلام حين قال: حسبنا الله ونعم الوكيل فما كان لله إلا أن يقول:«قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ».

وقوله تعالى أيضاً: «وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ».

وأشار إلى أن التوكل على الله فيه الراحة النفسية والسعادة وفيه الجنة .

وأضاف مصطفى حسني، الداعية الإسلامي، أن التوكل حالة قوة وعجز في نفس الوقت، تكمن القوة في الأخذ بالأسباب بأن الله سيفتح لك أبواب الخير ويقودك إلى طريق النجاح والفلاح.

وفي نفس ذات الوقت لديك عجزٌ تام عن فعل أي شيء بهذه الأسباب إلا بعونِ رب العالمين.

وأكد أن التوكل على الله  من أول العبادات المأمور بها المؤمن.

ولفت إلى أن التوكل على الله هو : أن يوقن أنه عبد الله له قدرات وإمكانيات محدودة.

وأما ربه فقدراته وامكانياته ليس لها آخر فلا يكون له سوى أن يرمي أموره على ربه سبحانه.

فيتيقن أن العزم يأتي منك والمساعدة من ربك سبحانه، حيث أنه تعالى يقول: «فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ..»

 

كيف يتحقق التوكل علي الله؟

وبيَّن  «حسني» خلال لقاءه في برنامجه “كنوز”،  أن التوكل على الله يتلخص فيما قاله الإمام القشيري في كتابه “أسماء الله الحسنى”: ثقة ثم تفويض ثم تسليم .

 

خطوات التوكل على الله

وقد ذكر العلماء أن التوكل على الله  له ثلاث خطوات حتى يصل المسلم إليها وهي:

ثقة قبل الفعل، وتفويض أثناء الفعل. وتسليم بعد الفعل:

1-الثقة: أي أنه إذا أراد الإنسان شيئا من الله تعالى فليس عليه سوى الأخذ بالأسباب.

وفِعل كل ما بوسعه لكي يحقق الله له ما يريد مع كونه على يقين أن ما يريده الله سيكون.

وهنا تتجسد (الثقة) قبل الفعل حيث يقول تعالى: «إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ» .

2-التفويض: ويتحقق أثناء الفعل بمعنى : اليقين بأن كل ما أراده الله في ملكه سيكون فتُسلم أمرك لله وتخلص نيتك له في أنك لا تريد سوى الخير.

وفي هذا الإطار يقول الله تعالى : «إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ».

3-التسليم: أي النتيجة بمعنى إن كتب الله لك ما أردت تحمد الله كثيراً على ما رزقك وإن لم يكن لك نصيب فيه تحمده أيضاً مئات المرات فهو وكيلك يدبر مصالحك وأمورك على الوجه الذي ينفعك ويرفعك.

وبالإضافة إلى قول الله عزوجل: «قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ» .

أشياء نفعلها منافية للتوكل على الله سبحانه وتعالى

وأوضح  الشيخ رمضان عبد الرازق، عضو اللجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف، أن من أهم الأشياء التي تنافي معنى التوكل على الله  :

1- التطير والتشاؤم: حيث يقول الله تعالى: «قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ ۚ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ اللَّهِ ۖ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ».

وسمي التطير بهذا الاسم نسبة لما كان يفعله العرب قديما حيث كانوا يحضروا طائراً ويقفوا عند الكعبة..

ثم يطلقوا سراحه فإن طار يميناً تفائلوا وأقدموا على الفعل وإن طار يساراً تشائموا وامتنعوا عن الفعل .

2- التنجيم والكهانة وادعاء علم الغيب
وذلك مثل من يقرأ الفنجان، ومن يضرب الودع، ومن يرتدي الحظاظة لتجلب له الحظ.

وهذا بالطبع مخالف للشريعة منافٍ لمعنى التوكل على الله .

واستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من تَعَلَّقَ تَمِيمَةً فلا أَتَمَّ الله له، ومن تَعَلَّقَ وَدَعَةً فلا وَدَعَ الله له”.

وفي رواية: “من تَعَلَّقَ تَمِيمَةً فقد أَشْرَكَ”.

-والتميمة هي ما يسمى بالحظاظة يرتديها الشخص في يده أو رقبته يظن أن تلك التميمة تدفع عنه الضرر أو تجلب له النفع .

3- عدم الأخذ بالأسباب أي( التواكل )
كمن لا يعمل ويقول إن الله هو الرازق، فهذا أيضاً ليس من صريح الدين ولا من صحيح العقل .

ومن هنا كان لابد أن نتأمل قول الله تعالى في حديثه القدسي :

«يا ابن آدم خلقتك للعبادة فلا تلعب، وضمنت لك رزقك فلا تتعب، فوعزتي وجلالي إن رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك وبدنك وكنت عندي محموداً، وإن أنت لم ترضى بما قسمته لك فبعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في البرية، ثم لا يكون لك منها إلا ما قسمته لك، يا ابن آدم أنا لك محبّ فبحقي عليك كن لي مُحباً» .

التعليقات